من هو فارس المحاولة الانقلابية الفاشلة 2003؟

خميس, 28/04/2016 - 20:30

إذا كانت قناة الجزيرة القطرية نجحت في صناعة المنظرين للفتنة وتفكيك الدول، فإنها لم ولن تنجح في صناعة الفرسان؛ لأن الفرسان باختصار هم من يقودون المعارك الميدانية بأسلحتهم وجندهم، عبقريتهم ودهائهم لكسب الرهان ، لا من يقودونها بألسنتهم وإعلام أيديولوجيتهم، وذويهم أحيانا..

من وجهة نظري، أعتقد أن الأخ صالح ولد حنن لم يوفق في برنامج الجزيرة "شاهد على العصر"، أو شاهد على المحاولات الانقلابية الفاشلة على الأصح، لأنه قال ما لا ينبغي قوله، وقول مالا ينبغي لا ينبغي     لتندغ ولا لغير تندغي.

ومبدئيا نتفق مع صالح ولد حنن في كونه رجل طموح ومولع بحب السلطة، وحاول الوصول إليها أكثر من مرة ، دون مراعاة النتائج الوخيمة التي قد تترتب عن ذلك، لكننا لن نتفق معه في تخوين وتقزيم الرجال الكبار، والضباط الأشراف؛ فالأخ محمد ولد شيخنا والأخ عبد الرحمن ولد ميني وآخرين، لولا وجودهم وتنسيقهم وأسلحتهم وجندهم  لما تم تنفيذ المحاولة الانقلابية الفاشلة 2003، التي تحاول الجزيرة وبعض المدونين في وسائل التواصل الاجتماعي البرهنة على قيادة صالح ولد حنن لها ، مع أن الجميع يتفق على أنها لم يتم تحديد قائد لها.

وإذا سلمنا افتراضا أو سذاجة بصحة شهادة شاهد الجزيرة، هل يمكن تصور قيام المحاولة الانقلابية بدون كتيبة المدرعات التي كانت تنفذ أوامر عبد الرحمن ولد ميني؟

 أيهما أكثر تضحية في سبيل تنفيذ  المحاولة الانقلابية من ضحى بوظيفة سائق سيارة أجرة ، أم من ضحى بوظيفة قائد كتيبة أو مساعد قائد كتيبة؟

 ألا يعتبر عدم تصديق رفاق صالح في الجيش والسلاح لشهادته على العصر، وخروجهم للرد عليه تشكيكا قاطعا في صدق  مضمون شهادته؟.

فكما قال الرائد محمد ولد شيخنا ماذا سيقول الناس أو يبقى عندهم من تقدير تجاه من طرحوا أنفسهم مثالا للتضحية والطموح لحكم البلد وإصلاحه، وكانوا عند كثيرين قدوة في ذلك، إن رأوهم يتفاخرون أنانية وصغار، ويتهارشون على جثة المحاولة الفاشلة للثامن من يونيو2003، أو يلعن بعضهم بعضا؟!.

إن اللحظة لحظة الإنصات والاستماع الجيد وتصديق رفاق السلاح، لا لحظة الضجيج وتشويه الحقائق وتصديق رفاق الإيديولوجية القديمة الحديثة.

إن المحاولة الانقلابية 2003 لا تستحق الصراع على من هو بطلها، أو فارسها، ولا تستطيع أية  وسيلة إعلامية، وطنية أو دولية، سياسية أو مستقلة، أن تقنعنا أن صالح هو البطل الوحيد لهذه المحاولة، مع إيماننا العميق بأن هذه المحاولة كانت مرتجلة جدا، وبدائية جدا، ونتائجها وخيمة على الوطن والناس ، حيث أنها زهقت الأرواح البريئة، وأتلفت الأسلحة العتيدة، وايجابيتها الوحيدة - إن كانت لها إيجابية - للتاريخ والوطن أنها شكلت بداية مسلسل الانتقال نحو الديمقراطية .

لذلك فالفارس الشجاع، والبطل الوطني هو من أفشل هذه المحاولة وليس من تزعمها، فلو أن هذه المحاولة نجحت لشكلت بداية تفكيك المؤسسة العسكرية، وانهيار الدولة الموريتانية، وفتح الباب أمام ما لا تحمد عقباه...

فكل الصراعات بين فرسان التغيير، من أجل الحصول على  تصدر زعامة  هذه المحاولة الفاشلة دليلا قاطعا على أن الله كان بالموريتانيين رحيما، حينما ما شاء عدم نجاحها، وما شاء الله كان  وما لم يشأ لم يكن، فشكرا للفارس  الذي أفشل هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة الدموية، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

 

الشيخ سيدي المختار ولد ابوه   

تصفح أيضا...