نقاط القوة والضعف في حديث ولد محم مع الصحافة والمدونين

أربعاء, 02/01/2019 - 09:41

شهد حديث  وزير الثقافة والصناعة الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ سيدي محمد ولد محم مع الصحفيين والمدونين في لقائه الأخير معهم صعودا وهبوطا ونقاط قوة وضعف لعل أبرز نقاط القوة فيه دعوته الصحفيين إلى إدراك دورهم كصناع رأي عام في عزل خطاب الكراهية والتمييز أيا كان نوعه ومصدره ، فالتمييز لا لون له ولا عرق .

كما كان حديثه قويا حين قال إن علينا أن ندرك الخيط الفاصل بين حرية التعبير وبين ما يهدد أمن مجتمعنا ، وسلمه الأهلي ، ونعلم أنه حين تنهار الدولة الضحية الأولي ستكون الفئات المهمشة ، وأن الدولة لن تتسامح وستضرب بقوة كل محاولة للمساس بأمن هذا المجتمع وسلمه فهو فوق كل اعتبار وليس هنالك من يمكن أن يقبل منه المساس بسلم وأمن المجتمع ، والدولة ستتحمل مسؤولياتها بقوة ووعي ومسؤولية لكنها ستظل مدركة للخط الفاصل ولن تمس الهامش الديمقراطي ولا الحرية ما أمكن لكن لن تساوم علي ما يمس أمن المجتمع مشددا أن زعزعة استقرار البلد ليست أفضل وسيلة لحل المشاكل وأن وزارته إدراكا منها للواقع تريد من الصحفيين والمدونين أن يدركوا مسؤوليتهم التاريخية تجاه المجتمع في عدم الترويج لخطاب الكراهية والتمييز وعزله نهائيا وإفشاء ما يمكن أن يعزز الروابط بين مكونات المجتمع الواحد .

أما نقاط الضعف فلعل أبرزها ما يلي :

تبريره لتزكية حزبه لبيرام ولد الداه اعبيدي في الرئاسيات الماضية بقوله إن الحزب الحاكم قدم التزكية حين رفضت المعارضة تزكية بيرام انطلاقا من إيمانه أنه يجب أن يمنح التزكية لكل من يستحقها وهو ما يعني أن بيرام يستحق التزكية ، في وقت تبرأ فيه ولد محم من اتهام النظام بصناعة بيرام لحاجة في نفسه .

ربما دفعت الثقة بالنفس ونشوة الاستماع للمدح الوزير إلى عدم تقدير اللحظة حق قدرها فأصبح يناجي جلساءه وكأنه في جلسة خاصة وذلك حين ظن خلال اللقاء أن الميكرفون مغلق وهو ليس كذلك، فرد على أحد جلسائه عندما نبهه   “لم تتطرق للحديث عن تجفيف المنابع ” رد عليه بما مفاده “أحيانا أتجاهل بعض الأمور” ولم يكن هذا متوقعا من مثله في مثل اللقاء .

كان حديث ولد محم ضعيفا أيضا وهو يبترأ من دور الساسة في صناعة الكراهية ومن حقيقة أن الاعلام ليس سوى امتداد لتفكير الساسة فمن يريد الارتفاع بخطابه عليه أن يبدأ بالساسة أولا .

من نقاط ضعفه استصغاره لبعض محدثيه وتسرعه في إجابتهم حتى قبل أن يسمع السؤال كما حدث مع المدير الناشر لموقع أخبار الوطن الذي كان يتحدث حول موضوع الولوج إلى المعلومات في المؤسسات الرسمية فبادره الوزير بقوله  “تريدون المعلومات أو الفظة” وهذا السؤال بدا بلا معنى في الحقيقة -في حينه- ولا يليق، لأن رفض المؤسسات الرسمية التعاطي مع الصحافة -المستقلة خصوصا- هو أزمة تؤرق جميع الصحفيين المهنيين ولا يمكن التستر عليها بمهاجمة المتحدثين ففي مثل هذه الحالة لا يكون الهجوم أحسن وسيلة للدفاع .

ربما دفع ضعف الحجة ولد محم مرات كثيرة إلى اللجوء إلى فزاعة القضاء مرة حين سئل عن أزمة الصحفيين المتابعين في قضية بوعماتو ، ومرة حين طولب بالتحرك ضد الفصل التعسفي للصحفيين من المؤسسات العمومية .

كان صوت ولد محم منخفضا أيضا وهو يتحدث عن تنقية الحقل وقانون الاشهار وهي قضايا مصيرية بالنسبة للصحفيين .

كانت حجة ولد محم أيضا ضعيفة وهو يحاول تبرير إكرامياته للصحفي شنوف ولد مالكيف ومؤسسته الطواري .

رغم كل ذلك بقي ولد محم هادئا ورزينا في لحظات قوته وضعفه على حد سواء وهي ميزة ربما لا يشاركه فيها من الساسة الموريتانيين إلا رفيق دربه السابق محمد جميل ولد منصور .