فضيحة : الوكالة الرسمية بموريتانيا تتجاهل تاريخ العلاقات الموريتانية السعودية وتختزله في مرحلتين

أحد, 02/12/2018 - 12:03

نوافذ (نواكشوط ) ــ في برقية أعدتها اليوم بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لموريتانيا تجاهلت الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية ) تاريخا طويلا من العلاقات المتميزة التي جمعت بين موريتانيا والسعودية واختزلته في مرحلتين : مرحلة ما قبل الاستقلال أيام هجرة العلماء الشناقطة إلى الحرمين ومرحلة الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز .

وقفزت الوكالة من رحلات الشناقطة الشاقة إلى السعودية إلى رعاية محمد بن عبد العزيز لهذه العلاقة في السنوات الأخيرة ، وبذلك تكون الوكالة قد تجاهلت عقودا من العلاقات المتميزة بين موريتانيا والسعودية حيث كانت السعودية من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب موريتانيا ودعمتها بالمال والمواقف وبادلت زعماءها الود غير المشوب ، بل وكانت الدولة العربية الوحيدة في المشرق العربي أقمنا معها علاقات غداة الاستقلال ولم تؤثر علينا الدعاوى المغربية المشككة في استقلالنا .

تتجاهل برقية الوكالة الفاضحة أن السعودية أكثر من ذلك هي من حملت المغرب على الاعتراف باستقلالنا وإقامة علاقات طبيعية معنا بعدما سحبت ترشحها لتنظيم أول مؤتمر إسلامي مفسحة المجال أمام المغرب لاستضافته مهيئة بذلك الفرصة للملك الحسن الثاني للاعتراف بالجمهورية الإسلامية المرويتانية وإقامة علاقات طبيعية معها . 

بهذه القفزة تسقط الوكالة سجلا حافلا من العطاء امتلأت به صفحات الجريدة (الشعب) التي تصدر عن الوكالة وترجمه المرحوم الملك فيصل حينما زاره الوزيران  محمذن ولد باباه وحمدي ولد مكناس يحملان إليه دعوة الرئيس المختار ولد داداه له لزيارة موريتانيا حيث قال لهم الملك: إن موريتانيا لها وضع خاص بالنسبة لنا ،فالشناقطة هم رمز العلم والصلاح في هذه البلاد ،ومع أني اوقفت منح الجنسية للمقيمين إلا أني استثنيت الموريتانيين لأنهم بركة وخير .

وبهذه القفزة تتجاهل الوكالة هذه الزيارة التاريخية للملك فيصل بين عبد العزيز كما تتجاهل زيارة ولي العهد فهد بن عبد العزيز موريتانيا ومعه وزير الخارجية سعود الفيصل، وزيارة وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز الذي كان صديقا لوزير داخليتنا البارز احمد ولد محمد صالح اطال الله بقاءه .

وبذلك نسيت الوكالة الموريتانية الرسمية أو تناسب  أن السعودية كانت دوما أهم نصير لموريتانيا ولولاها لما كان طريق الامل الذي تبرعت بتمويل جزئه الأول أيام سفارة المرحوم محمد ولد الشيخ ولد جدو 1975م ، كما نسيت الوكالة أو تناست أن السعودية كانت أكبر داعم لموريتانيا أيام حرب إعادة التوحيد في السنوات الأخيرة من السبعينات ...إنه تاريخ طويل وحافل بالود المتبادل يمثل تجاهله تنكرا لهذا التاريخ وفضيحة يستحق من يقف وراءها التعزير .

في الصورة تجدون برقية الوكالة الموريتانية المشوهة لتاريخ العلاقة بين موريتانيا والسعودية