تعرف على ما قاله المؤسسون الأوائل عن مشاركة الجيش في الحياة الحزبية والسياسية بموريتانيا

أحد, 25/11/2018 - 09:34

اهتم حزب الشعب الموريتاني منذ مؤتمره التأسيسي في ديسمبر 1961م بجيشنا الوليد فالتوصيات النهائية للمؤتمر تنص على إنشاء جيش شعبي ، وقد قرر المؤتمر الأول الاعتيادي الذي عقد في مارس 1963م دمجه في الحزب ، وفي يوليو من نفس السنة حدد المكتب السياسي الوطني صيغ ذلك الدمج القاضية بأن يشارك الجيش في تنفيذ الخطة الإنمائية . فبل أن يكون "جيش ثكنات " يتعين عليه أن يصبح عنصرا نشطا في تحقيق المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخاصة لصالح عالم الريف ، غير أن الجيش يومئذ لا يزال في وضع جنيني كان ينبغي إذن البدء بتطويره وتنظيمه وبكلمة واحدة بإنشائه ، وهو ما كان يتطلب عدة سنوات .

وأعاد المؤتمر الثالث المنعقد في يناير 1968م طرح هذه المسألة وطلب من المكتب السياسي الوطني والحكومة الإسراع بعملية الدمج هذه وفي ما بين 21 و25 فبراير 1969م ترأس الرئيس المؤسس المختار ولد داداه  أول ملتقى لأطر الجيش ملتقى كان عليه أن يقدم الصيغ العملية للاندماج وعند افتتاحه ذكر المختار بأن الجيش " ... هو أفضل مدرسة للمواطنة ولا يمكن لاهتمامه أن ينحصر في الصيغة العسكرية بل عليه أن يكون ذا طابع اقتصادي واجتماعي وثقافي في بلد فقير نام مثل بلدنا يسعى إلى إنشاء دولة أمة من شبه العدم . ففي سياقنا الخاص لا ينبغي للجندي أن يهمَّش أو يهمِّش نفسه كما هو الحال بالنسبة لنظيره في الديمقراطيات الغربية القديمة التي تجاوزت طور النمو ، تلك الدول التي لا مناص لنا من أن نصاب بتأثيرها لأنها تكوّن أطرنا الوطنية ، وتمنحنا في الوقت نفسه أطرا وفنيين ومعدات عسكرية مختلفة ، أي أنها ترسخ في أذهاننا حتمية نماذجها وطرائقها وبناها الملائمة جدا لها ولكنها في الحقيقة غير ملائمة لحقائقنا الذاتية ...ففي سياقنا ، على الجندي أن يكون مناضلا نموذجيا ..."