الأسئلة الحائرة والمفاجآت في لقاء الرئيس بالصحافة البارحة ...

خميس, 30/08/2018 - 17:19

نوافذ (نواكشوط ) ــ عديدة هي الأسئلة الحائرة والمفاجآت التي تركها في أذهان المشاهدين والمستمعين والقراء لقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز البارحة بالصحفيين والمدونين والذي دام أكثر من ساعتين من تلك الأسئلة :  

سؤال حول الاختيار

لعل من أبرز الأسئلة الحائرة حول لقاء الرئيس بالصحفيين سؤال الاختيار فعلى أي أساس تم اختيار هذه المجموعة من الصحفيين والمدونين والتي يبدو أنه تم اختيارها بعناية فائقة ، وخبرة سياسية متناهية ، وبغض النظر عن دور العلاقات الخاصة في هذه الاختيارات فإنها شملت الموالين ــ الملكيين أكثر من الملك ــ ، والمعارضين المشغولين باهتماماتهم ، والطيارين الذين تم القذف بهم عبر مظلة ما تزال مجهولة المصدر .  

الموالون في مؤتمر الرئيس

طبيعي في مؤتمر صحفي حزبي أن يتم اختيار الموالين للحزب المنظم من صحفيين ليحملوا رسائله دون كناية وهذا ما تم في مؤتمر البارحة حيث ظهر فيه صحفيون موالون لعل من أبرزهم مديرة قناة دافا التي ظهرت ملكية أكثر من الملك ، لكنها لم تلق تفاعلا معها من قبل الرئيس حينما طرحت  سؤالا في صميم اهتمامات الموالين وهو هل يرضى الرئيس أن يتم الحجر على الإرادة الشعبية بمقتضى الدستور وهو السؤال الذي إجابته المنطقية عند جميع الديمقراطيين  والدستوريين  لا ، لكن الرئيس اكتفى بأنه غير مقتنع بأن تغيير الدستور من أجل شخص تصرف سليم .

ورغم عدم تفاعل الرئيس مع سؤال منتان إلا أنه أظهر درجة اقتناعها بخطاب النظام وهي القناعة التي اكتسبتها خلال اضطلاعها بمهمات غير معلنة خدمة للنظام ، لعل آخرها إلى جانب مستشار الرئيس للشؤون الأمنية في الدعم اللوجستي في المرشح الموريتاني في انتخابات مالي ، وهو الدور الذي ربما جعلها تشعر بقيمة مضافة للنظام وجعل آخرين بالمقابل لا يتفهمون موقفها لأن تدخلها في أمور غير معروفة جعلها تدرك قوة النظام وتأثيره .

إعلان ميلاد جعفر بحيرة اظهر

ومن رحم المحاورين الموالين ولد جعفر بحيرة اظهر ليكون ثالث الجعافرة بعد جعفر الطيار رضي الله عنه ، و(جعفر الصرف الصحي ) .

معارضون تم انتقاؤهم بعناية

المؤتمر الصحفي دعي له صحفيون من خارج الموالاة تم انتقاؤهم بعناية وكان حضورهم إضافة للمؤتمر،  إلا أن اهتماماتهم أسرتهم كما أراد لهم القائمون على الحفل ، فالمدون المعارض محمد الأمين ولد الفاظل كان أسير اهتماماته بالسلامة الطرقية ، كما سيطر الهم النقابي على أسئلة الزميل عزيز ولد الصوفي ليحد ذلك من شموليتها ، وبذلك يكون القائمون على المؤتمر قد استفادوا من المحاورين غير الموالين  في تنويع الحضور ، وأمنوا شرهم لأن توقعهم بعدم خروجهم من إطار اهتماماتهم كان صادقا ، وهو الأمر أيضا الذي جعل الأجوبة على أسئلتهم جاهزة.

في مقابل ذلك استبعد بعض الصحفيين  لأن القائمين على الحفل لا يريدون ظهورهم ، أو لأن حضوره يعني حضور قضايا قد تزعج بعض المنظمين وتطلع الرئيس على ما خفي من أمرهم ، وقد نتج عن هذا التغييب القسري غياب قضايا تهم الرأي العام لم تتم معالجتها في المؤتمر .

وبذلك تكون اللجنة المشرفة على المؤتمر الصحفي قد مررت الخطابات التي تريد لا الخطابات التي تهم الرأي العام بالضرورة .

مفاجآت اللقاء

لعل أبرز مفاجآت لقاء الرئيس بالصحفيين البارحة هي ابتعاده عن الرد على رسالة  بوعماتو  الأخيرة ، ليخيب ظن كثيرين توقعوا أن تكونوا بيت القصيد في المؤتمر .

المفاجأة الثانية هي أن إجابات الرئيس  بالعربية والحسانية خلال المؤتمر  كانت من أوضح إجاباته بخصوص المأمورية الثالثة ، وهو ما خلق  مفارقة كبيرة في وقت  كان يتصور فيه العكس  ، لأن هنالك من يعتقد أن الرئيس  كان بحاجة إلى أن يوهم الناس أنه باق ولو بحديث متعدد القراءات بشأن المأمورية الثالثة وهو ما لم يكن البارحة .

نجح الرئيس في مفاجأتيه لكنه وجد صعوبة في تبرير استخدام وسائل الدولة في زيارات نصفها على الأقل يعتبر حملة لحزب معين .

سذاجة الصحافة الحرة

المفاجأة الثالثة هي أن المؤتمر أظهر سذاجة الصحافة الحرة بموريتانيا ،  فهي صحافة تدعي أنها مخنوقة ومحاربة في رزقها وقبل قليل خرجت قنواتها من أزمة غيبتها لأشهر عن الواجهة ومع ذلك تعود لتبث في المباشر ساعتين على الهواء دون تعويض بل بمَنّ مشاركة ربما سبقها أذى .

كما أن صحفا ومواقع مستقلة خصصت حيزا مهما من صفحاتها في حملة دعائية دون تعويض وهو ما يعني أن الجميع استغل على طريقة من يعتقد أنه غابن وهو مغبون .

فضيحة المؤتمر

لم يخل المؤتمر من الفضائح فبغض النظر عن فضيحة الاختيار الفج للمشاركين كانت الفضيحة الكبرى هي الخلل الفني الذي حرم كثيرين من متابعة خمس وأربعين دقيقة من المؤتمر ،  لأن الصوت فيها كان منعدما في بعض القنوات ،  والصورة كانت مشوهة في البعض الآخر وهو ما يعني أن المؤتمر فشل فشلا فنيا ذريعا ، جعل المشاهد يخرج من فرجة ساعتين انتهت بسؤال لما ذا المؤتمر ؟