حول الرئيس القادم ...(سيناريوهات )

سبت, 28/07/2018 - 17:53

أزف الرحيل فقربا أجمالنا

ثم انميا فوق الجمال رحالنا

إنا إذا بلد نبا يوما بنا

حملت لآخر نجبنا أثقالنا

انتهت المأموريات..أزف رحيل .. ترى من المضمّر لحمل أثقال الوطن؟؟

استوعبت المعارضة الدرس وقررت المشاركة…

مرشح للمخزن ومرشحون للمعارضة..

في عالمنا الثالث يفوز مرشح السلطة غالبا..فمن هو؟

هناك عدة سيناريوهات…لم يحسم فيها السيد نهائيا… والبلاط يتنافس كل وليلاه…

1 \ اتجاه يتمسك بفتح المأموريات، وآخر خياراته المقدمة والتي يصغي لها القصر وتنومه مغناطيسيا شعارها ليس في الإمكان أبدع منك، وتتصور أن فتح المأموريات عقبته الكأداء خارجية، ويمكن تجاوزها، فالساحة التي تمهد أمام القصر صالحة كخشبة للتمثيلية:

تجتمع فيها ياجوج وما جوج من كل حدب وصوب..من أقصى نقطة وأقربها يخفون.. يقدمهم الشيوخ والمشايخ والجنرالات والوزراء ورجال الأعمال والغوغاء والسفهاء…

في هذه الساحة يعتصمون.. وتحت زمهرير الصيف أو الشتاء يحترقون أو يرتجفون.. فهم هوْن يأتون هونا ويركبون هوْنا ويضمون هوْنا ويطلبون هوْنا ويسعون لتجديد إمبراطورية الهوْن…

تكتظ الساحة والطرقات المؤدية وتصدح الأبواق فتنزرق أصداؤها في المدينة انزراق السهم في الرمية وتصطك الحناجر بالمزامير ويختلط حابل المرتزقة بنابل المحترقة…

يستدرج السفراء وتوظف العلاقات لتسوغ القرارات بحكم الضرورات..

يتماهى فتوى مجلس الفتوى بعد تهيئته الأخيرة مع خطب الجمعة مع خرجاتٍ لأكابر العلماء والمشايخ تلوى فيها بالتأويل أعناق الآي وبالتهويل أعنة الحديث ” فمواد الدساتير ليست سور التنزيل وهي بدعة فيها تشبه بملل أهل الكتاب والكفار… والأيمان المبنية على باطل باطلة… وفتنة المغادرة أشد من قتل الدستور والتكفير عن الأيمان…”..

يحضر الإعلام المحضّر ويفعل “في الخارج” بدل “الصامت” ويسوق يوم الخندمة يوم فر صفوان المعارضة وذل عكرمة الموالاة..

وبعد أن تعمل الماكينات العلمائية والإعلامية والبشرية عملها الدعائي الكافي يخرج ” المخلص” إلى الجماهير لا حول له عن طاعة شعبه والتكفير عن يمينه ومواصلة دربه رغما عنه.. ولا قوة لديه تقهر قوة الجماهير المرابطة.. ولا صوت عنده يعلو فوق صوت الشعب…

ملحوظة: هذا الخيار يدعمه وزير المالية ومناوئوا غزواني من الجنرالات وحاشية الأقارب وهواجس الخوف عند السيد من المجهول وطعم الكرسي، وخطورته في العاقبة وما أظنها إلا رصاصة طائشة مكينة قبل التنصيب.

2 \ خيار الرجل المريض، سيمفونية سيدي، مدني أو عسكري ضعيف، مع إحباك لعبة الواجهة والظل، وتروج لها أسماء منها سيد محمد ول ببكر وول محمد لغظف ووزير المالية ووالي تيرس…إلخ

ملحوظة: يقف خلفها بعض الجنرالات وبعض القوى السياسية النافذة وتخوفات السيد من التأثيرات الخارجية، ومخاطرها كثيرة واحتمالات الربح فيها مكلفة وقد أصبحت مستهلكة مرفوضة من الرأي العام معارضة وموالاة من الداخل و الخارج.

3 \ خيار ثالث هو الأقل تكلفة والأكثر مصداقية والأضمن نتيجة، يبر فيه السيد بقسمه فلا يغير الدستور ويفي فيه بوعده فلا يُرشح علنا دون أن يغيب.. ورجله الجنرال غزواني.

ملحوظات:

ـ الغزواني له صداقة قديمة أنتجت ثقة غير محدودة مع عزيز طعمتها وشائج اجتماعية.

ـ الغزواني له علاقات ثقة وشعبية عريضة في المؤسسة العسكرية.

ـ تجربة الغزواني في إدارة المؤسسة العسكرية بنجاح وهدوء غير مسبوق مؤشر مشجع على إمكانية نجاحه كذلك في إدارة البلد باقتدار وشفافية.

ـ الغزواني شخص هادئ ورزين ومرن مع قوة وصبر ومثابرة وتعقل.

ـ الغزواني متعلم له ثقافة تقليدية موروثة وله تكوين علمي في جامعات من بلاد متعددة..

ـ الغزواني يشده عذق التصوف والتدين والمكانة الاجتماعية عن الارتماء في سفوح درن الدون من فتن وتصفية حسابات وصراعات وظلم ونهب مكشوف للمال العام..

ـ الغزواني رغم وجوده في دائرة الحكم الضيقة نظريا إلا أنه لم يكسب عداوة مع أحد ولم يسجل عليه موقف سلبي خاص ولم يدخل كغيره من الجنرالات في مهاترات السياسات المحلية والوطنية..

ـ الغزواني تقف خلفه بيئة اجتماعية ثرية ومنتجة وصبورة ومسالمة تاريخيا.

ـ الغزواني تربى في بيت ورع وذكر وعلم وصلاح وزهد وماء العود من حيث يعصر.

ـ الغزواني الوحيد في هذا النظام الذي أدى واجبه وحقق المأمول في مهمته وأدارها بمسؤولية واقتدار وأمانة..

ـ الغزواني كان صمام الأمان للوطن في عهد هذا النظام وما واكبه من هزات داخلية وخارجية..

ـ الغزواني وحده من بين رموز النظام من يملك ثقة في المعارضة كما في النظام، ألا تقرأون في ذلك تصريح “تواصل” بإمكانية دعمه لمرشح من داخل النظام؟ أليس زعيم المعارضة ورئيس حزب تواصل من أتباع وأقارب الرجل؟

وعليه …

فالغزواني لديه الكاريزما اللازمة للعبور بالبلد إلى بر زرع الثقة ونبذ الفرقة سبيلا لديمقراطية تناوبية منشودة.. يستطيع بأقل تكلفة أن يضمن للرئيس مخرجا آمنا يثمر عودة مستساغة أو تقاعدا مريحا لا ضرر فيه ولا ضرار …ويضمن للوطن أملا وعملا في العدالة والتنمية والرخاء والأمن والاستقرار..

 

.

 

والله أعلم

الدكتور محمد سالم جدو رئيس شبكة التميز للإعلام والأبحاث والدراسات