الراحل عثمان ولد احويبيب في عيون مديريه وأصدقائه وزملائه (تدوينات)

جمعة, 16/03/2018 - 09:10

نوافذ (نواكشوط ) ــشهدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا حزنا كبيرا على الصحفي الراحل عثمان ولد احويبيب ، وكتب العديد من أصدقاء وزملاء الراحل عن شمائله وجميل صحبته ، وكان من بين هؤلاء الزميل عبد المجيد ولد إبراهيم الذي عنون تدوينته عن الراحل بــ : صديقي عثمان ولد أحويبيب كما عرفته في السفر والحضر

وجاء فيها :

كان السلف الصالح يسأل الرجل إذا ما أراد الشهادة لأحد أو عليه : هل سافرت معه ؟ وهذا ما جعلني أرى نفسي جديرا بالشهادة لصديق عرفته في السفر قبل أن أعرفه في الحضر ، إنه العميد الراحل عثمان ولد أحويبيب .

التقينا قبل ثمان سنين على جناح سفر ونحن نرافق معا رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في زيارة رسمية لانيامى قادتنا بعد ذلك إلى ليبيا لتغطية القمة العربية هنالك ...

لقد كان الرفيقَ الذي لا يؤذي ، والصاحب الذي لا يُمَل ، ورغم فارق السن والتجربة كان جم التواضع يلاطف دون إسفاف ، ويمازح دون ابتذال...

تعددت اللقاءات بعد عودتنا من السفر في الإذاعة وخارجها ، وفي كل مرة كان عثمان يقترب من قلبي وروحي وعقلي ...

بعد تحرير الفضاء السمعي البصري وتدشيني تجربة صحفية تلفزيونية متواضعة ، كان يسعدني كثيرا أن عثمان يؤكد لي بعد كل لقاء أنه من أكبر متابعي برامجي ، يسائلني حول الضيف ، ويذاكرني في ما أثار ، ويعبر عن إعجابه بالجرأة التي يقول إنها تذكره بشبابه .

بعد سنوات من تقاعد عثمان وما عانه من ظلم ، وكفر بتجربته وشواهد خدمته ، فكرنا معا في تسجيل شهادة عن أيامه مع الإذاعة لكننا لم نكن في عجلة من أمرنا ،ولم نرد أن نمر على تجربة ثرية كتجربته مرور الكرام ، فأجلنا المشروع قبل أن يباغتنا الرحيل .

آخر لقاء جمعني بالراحل كان أمس بالإذاعة فكان كما عهدته باسما ملاطفا سائلا عن الحال ومُصْغيا للمقال .

رحم الله عثمان وبارك في خلفه وألهمنا وإياهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون

أما الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله فكتب في نعي عثمان :

أكثر من ثلاثين سنة .. هو عمر كبير بمقياس التضحية والمهنية والعطاء ..

هو عمر عريض من الاباء والشهامة والنبل ...

وهو لحظة عابرة بالنسبة للظالمين وناكري الجميل والراتعين في ضيعات التزلف والنفاق ..

اليوم يرحل الكبير عثمان ولد احويبيب وفي قلبه انقباض طويل الأمد .. حاد الألم .. يرحل وفي محاجره تجمدت دموع مظلوم، مقهور . .

ظلمته إدارات عديدة بعد أن تقاعد حيث منعته حقه الثابت بالقانون والوثائق ...

وظل يجابه ذلك الظلم بابتسامة واخزة ..

كان يشكو لمقربيه من الظلم ومن الأسلوب الذي واجهه من مديرين اثنين - على الأقل - من مديري الإذاعة .. وكان قد سبقهما لهذه المؤسسة ومنحها عصارة عمره وصحته...

ظل يحاول جاهدا أن ينال حقه بصمت ودون أي ضجيج .. لكن الإدارتين المذكورتين أمعنتا في إذلاله والتنكر لماضيه المشرف.

 

اليوم يشاء الله أن يرحل عثمان وهو في مباني الإذاعة، وكأنها نهاية قصة عشق بين هذه المؤسسة وهذا الطود الشامخ، الذي طالما صدح فيها بصوته الحالم باللغتين العربية والفرنسية ...

يرحل عثمان ومعه رحل حسن الخلق والجوار والتواضع والابتسامة الدائمة.

رحمك الله أيها الغائب الذي في فؤادي حاضر ...

إلى جنات الخلد . ثم إنك مسلم.

أما المدير السابق لإذاعة موريتانيا عبد الله ولد حرمة الله فكتب :

رحل الفارس

انطفأ الفارس وصعدت روحه إلى أعالي الفردوس؛ مكث جواده حيث يليق بالمزوزه في مرابط الكبار.

ينتمي عثمان ولد حويبيب إلى جيل فرسان الحرف المتدثرين في صومعة الشعر ببردة صاحبة الجلالة.

رحم الله روح الفارس عثمان وإنا لله وإنا إليه راجعون.