نوافذ (نواكشوط ) ــ فشل رئيس اللجنة الإعلامية بلجنة إصلاح الحزب الحاكم محمد ولد اسويدات في أول امتحان سياسي له بعد عجزه عن إدارة الملف الإعلامي خلال حفل افتتاح الأيام التشاورية للحزب الحاكم ، وبدت خطوات الرجل مرتبكة ، وهو يضع رجله في الوحل ظانا أنه يتبختر في حفل للرقص .
تجلت أبرز مظاهر فشل الرجل في توزيعه بطاقات على الصحفيين لا تتميز بشيء عن بطاقات المشاركين في الأيام التشاورية ، ولا تكفل لصاحبها حرية الحركة التي يتطلبها عمله ، حيث تم إبعاد الصحفيين عن المنصة الرسمية ومنع أغلبهم من التصوير دون بيان سبب المنع ، ما دفع كثيرين منهم إلى الانسحاب دون تغطية ، بينما بقي آخرون يكابدون الويل دون أبرز تعاطف من لجنة الإعلام ورئيسها الذي توارى عن الأنظار قبل الانطلاقة الرسمية وأغلق هواتفه بعدما تصاعدت آهات المتضررين من عجزه عن إدارة ملف يمتلك أصحابه كلمة سر كل نشاط ناجح .
تشاجروا وتفرقوا إلى غير رجعة
وبحسب مصادرنا فإن معالم فشل ولد اسويدات بدأت مبكرا حين فشل في إدارة الاجتماع اليتيم الذي عقدته لجنته تحضيرا للأيام التشاورية بعدما تشاجرت فيه سيدتان من أعضاء اللجنة هما منتان بنت لمرابط ومحجوبة بنت حبيب ، وتبادلتا العبارات المتشنجة قبل أن تنسحب بنت حبيب بعدما قالت جملتها المشهورة التي كانت تنبؤا مبكرا بمصير اللجنة (هذه ليست لجنة ألاهِ واحل افش ) .
وفي هذا الاجتماع العاصف عجز الرجل أيضا عن إدارة الحوار بين أعضاء لجنته من الرجال خاصة بعدما ارتفعت حدة النقاش حول شعار الأيام التشاورية المقترح وهو (معا من أجل حزب أقوى ) حيث رأى بعض أعضاء اللجنة أن الشعار كان قاسيا على قادة الحزب الحاليين ودعوا إلى تغييره وهو ما رد عليه ولد اسويدات بقوله إن الشعار سبقت المصادقة عليه من اللجنة المركزية ولا مجال لنقاشه ؟؟؟؟
رتفعت الجلسة الأولى والأخيرة للجنة على أمل الانعقاد من الغد لكنها لم تنعقد وتم إلغاء الشعار وبقيت في الساحة لاعبة وحيدة هي صاحبة القول الفصل في الشأن الإعلامي حيث يقول بقية أعضاء اللجنة إنها جعلت رئيسها تحت إبطها .
الخطاب المهلهل
مظاهر الفشل لم تقتصر على أيام الإعداد للأيام التشاورية ولا في التفاعل الإعلامي معها ، بل تجاوزت إلى الخطاب الرسمي لرئيسها الذي بدا مهلهلا ومنزوع الدسم ، ربما لأن صاحبه ليس هو من كتبه حيث تؤكد مصادر موقع نوافذ أنه استنجد في الوقت بدل الضائع ببعض شباب الحزب لكتابته .
لحظات المساءلة
ولد اسويدات وقبل لحظات من اختفائه عن الأنظار على وقع الضغط شوهد وهو منفعل بعدما تعرض للمساءلة من طرف رئيس لجنة الإصلاح وبعض أعضائها ، وبدا الرجل شبيها بالعامل غير المتقن لعمله ، يتلقى اللكمات دون مواجهة ولسان حاله يقوله "مكره أخاك لا بطل " .
حين يكذب الرائد أهله
الأكيد أن ولد اسويدات وجد فرصة لإثبات نفسه لكن المرجح أنه فشل في اقتناصها ، ليدفع الحزب ثمن ذلك ، ويخسر الإعلاميون مادة إعلامية جيدة كانوا سينتجونها لو كان التفاعل معهم أحسن .
ولد اسويدات بفشله هذا يخيب آمال حلف سياسي كبير ومؤثر دفع به إلى الواجهة فلم يحسن تمثيله ، ولم يجعل نصب عينيه أن الرائد يجب أن لا يكذب أهله فعكس المثل بصيغته المعهودة ، فالجميع يدرك أن الرجل لم يقفز إلى هذا المنصب ولم ينل هذه الثقة إلا بدفع قوي من الحلف السياسي المسيطر في ولاية البراكنة ، كان عليه أن يرعى مصلحته أو يعيد إليه ما منحه .
بعض الإعلاميين من ضحايا فوضوية ولد اسويدات ولجنته تندر قائلا لزملائه إن عليهم الالتحاق بصالونات المكياج واستعارة شعر طويل وردفين عظيمين والبحث عن أزياء نسائية لعل ذلك يصلح من أمرهم ما أفسدته لجنة إعلام الأيام التشاورية للحزب الحاكم .
فهل سمع ولد اسويدات قول الشيخ سيديا رحمه الله :
وَمَن كَانَ ذَا لَوْحٍ وَهَمٍّ وَطَاعَةٍ ــ فَلَا يَدْنُ لِلْمُسْتَصْبِيَاتِ اللَّوَاعِبِ
فَمَا أفْسَدَ الْألْوَاحَ وَالْهَمَّ وَالتُّقَى ــ كَبِيضِ التَّرَاقِي مُشْرِفَاتِ الْحَقَائِب
مِرَاضِ الْعُيُونِ النُّجْلِ حُوٍّ شِفَاهُهَا ــ رِقَاقِ الثَّنَايَا حَالِكَاتِ الذَّوَائِبِ