نوافذ (نواكشوط ) ــ شهدت زيارة الرئيس لمقاطعة عرفات الكثير من الكواليس لعل أبرزها عجز بعد الوزراء عن مواكبة الرئيس في محطات زيارته حيث كان التخلف عن الركب سيمتهم الغالبة ، يتعلق الأمر بوزيرة الإسكان ووزير المياه والصرف الصحي اللذين التقطت لهما نوافذ صورا في محطات مختلفة من الزيارة وهما يصلان إلى المحطة متأخرين بعشرات الدقائق ...
وربما كان غياب الخبرة وجدة الوزراء عاملا أساسيا وراء تأخرهم عن ركب الرئيس ...
الحوارات الثنائية
من أبرز ما ميز سلوك الوزيرين خلال الزيارة أيضا الحوارات الثنائية حيث لم يفوتا فرصة للانزواء والحديث إلا انتهزاها كما يظهر في الصورة .
مفوض طارد الرئيس وأعجزه فلاذ بأذن مدير ديوانه
لعل من أبرز كواليس الزيارة مطاردة مفوض الشرطة سيدي عالي ولد المصطف 48350j للرئيس في أكثر من محطة بالزيارة وهو يحمل ظرفا مغلقا ...المفوض لم يستطع الوصول إلى الرئيس الذي يبدو أنه كان حريصا على لقائه والحديث معه ..
"نوافذ " استفسرت المفوض المذكور عن أسباب مطاردته للرئيس فلاذ بالصمت وأثناء استقصائنا عن أمره تبين لنا أنه مفوض شرطة متخصص في المعلوماتية تخرج سنة 2003 ــ 2004م ولم يسعفه الحظ في التعيين أيام ولد الطايع ...رغم أنه كان من أكثر زملائه عبقرية ..ورغم تعيين عدد كبير من زملائه ..واصل المفوض المذكور العمل رغم الانزعاج حتى حدث تغيير 2005م الذي لم يغير من معادلة التهميش التي كان يعاني منها ، حيث ظل يشغل منصب مدير مساعد في إدارة التفتيش بإدارة الأمن تحت وصاية مدير أمن الدولة السابق دداه ولد عبد الله ...
وفي 2013م استفاد من دورة في أمريكا كان أول المستفيدين منها من ضباط الشرطة الوطنية استهوته أمريكا فرجع إلى الوطن ثم غادر مجددا الى أمريكا لكن هذه المرة بهدف الإقامة ، وترك استقالته ومسدسه وسيارته عند والده على أن يوصلها إلى الجهات المعنية بعد إقلاع الطائرة التي تقله إلى أمريكا وهو ما كان بالفعل ...وقد حصل موقع نوافذ على صور من المفوض المذكور أيام إقامته في أمريكا .
يبدو أن المفوض الشاب الذي ضاق ذرعا بالتهميش في وطنه فلاذ بالفرار إلى أمريكا لم يسعفه الحظ في الحصول على أوراق الإقامة في أمريكا فقرر العودة إلى وطنه والسعي مجددا وراء وظيفته لكنه وجد الأبواب مغلقة في ظل منافسة الكثير من زملائه على منصبه وشعورهم بأنه قد يضايقهم في المناصب حال عودته إلى الوظيفة من جديد خاصة عند مقارنة قدراته الذاتية مع قدراتهم .
مصادر أكدت لنوافذ أن الجهات الوصية أخبرت المفوض أن ملفه وصل إلى الرئاسة فقرر ملاحقة الرئيس عله يسعفه الحظ في العودة إلى وظيفته ...كي يستفيد وطنه من خبرته التي يبالغ المقربون منه في الإشادة بها ...
ويقول مقربون من المفوض إنه شبه متأكد من أن قرار فصله لم يخرج بعد كما ان استقالته لم تقبل ما يعني إمكانية عودته للقطاع لكن ذلك لا يمكن أن يكون إلا بقرار رئاسي ...
حاول ولد المصطف لقاء الرئيس في الحملة لكنه لم يوفق ..فقرر أخيرا مطاردته في زيارته الرسمية لعله يسعد بلقائه ...لكن الحظ لم يسعفه مجددا فاكتفى بتسليم ظرفه المحمول لمدير ديوانه بعد حوار يعتقد أنه كان لبيان وضعيته.
مصادر موثوقة أكدت لنوافذ أن المفوض ضمن الملف الذي سلم لديوان الرئيس معلومات تفيد بأنه كان في رحلة علاج إلى أمريكا ... فهل ستصل قضية المفوض إلى الرئيس بعد ما دخلت من البند الجديد في بريد الرئاسة وهو بند الزيارات المفاجئة ؟
تجميل أم خداع
قبل لحظات من وصول الرئيس كانت المصالح الحكومية منهمكة في التحضير للرئيس وتنظيف الشوارع المؤدية إلى المصالح الحكومية التي يزورها في ما باشرت سيارات الصرف الصحي شفط المياه من الشوارع ...مشاهد تمنى المواطنون لو دامت ورأوا أنها قد تكون خداعا للرئيس ما لم تدم .
مولد الكهرباء المرابط عند بوابة الحالة المدنية مشهد جديد على رواد المركز الذين رأوا أنه من المظاهر التي يحاول المسؤولون خداع الرئيس بها .
محكمة قاضيها الرئيس
طيلة محطات الزيارة كانت التظلمات من وزارة الإسكان تعرض تباعا على الرئيس وكان في كل مرة يلتفت إلى الوزيرة محيلا إليها الملفات وفي بعض المحطات قرر المقابلة بين المتظلمين والوزيرة لتبدأ الحاكمة .
سيارات الرئاسة تسبح في المستنقعات
اختار المسؤولون المحليون المرور بالموكب الرئاسي من طرق التفافية أقل بللا وازدحاما لكن كل ذلك لم يمنع سيارات الموكب الرسمي من السباحة في المستنقعات والوحل في أكبر شارع بالمقاطعة وهو شارع سوق لكبيد .
المواطنون اصطفوا على جنبات الطريق لمشاهدة المنظر الذي لم يألفوه وهو الألفة بين السيارات الفارهة والمستنقعات ، فكثيرا ما شاهدوا بؤساء يعيشون في المستنقعات ويتكاثرون فيها لكنهم لم يتوقعوا أن العدالة الإلهية ستجبر علية القوم على أن يعيشوا معهم لحظة البؤس تلك ولو من وراء حجاب .