أدي ولد آدب يكتب : شعري.. ليس للمدح.. ولا للهجاء

خميس, 31/08/2017 - 05:35

نوافذ (نواكشوط ) ــ في خضم الجدل المُثار حوْل تعيين "لجنة النشيد الوطني"، ذهب بعض المحللين لأسباب إشراك هذا فيها، وإقصاء ذلك منها، إلى استحضار سوابق بعض الشعراء في مدح الرؤساء، وسوابق بعضهم في هجائهم، وقد عدَّنِي بعض محللي " دولة المليون محلل" ممن هجا الرئيس فيما سمي مؤخرا بثورة الشعراء، ولم يستثنني- ولا غيري- بعضهم حين عمَّمَ حكمه بعدم وجود أي شاعر في موريتانيا لم يمدح أحد الأحكام المتعاقبة...!!

والحقيقة أنه ليس هذا ولا ذاك بخُلُقٍ لِي، فأنا لم أمدح شخصا في حياته، ولم أهج شخصا في حياتي، لكني انتصرتُ- مع زملائي الأحرار- للشعْر والشعراء، حين تعرضوا للإهانة والسخرية، والتسْفيه، والتتْفيه، من طرف حكومة "بلاد المليون شاعر"، فكتبْت - بعيدا عن الهجاء- قصيدتي:

مملكة الشعراء

شنْقيط.. مَمْلَكَةُ الشِّعْرِ الجَمِيلِ.. ثِـــقُوا!

أنَّ السَّلاطِينَ – دُونَ الشِّعْرِ- مَا خُلِقُوا!

وأنَّـــنا.. أمَــــرَاء الشِّعْـــــرِ.. سُلْطَتَنا

علَى السَّلاطِينِ-فوْقَ الأرْضِ- تَنْطَـبِقُ!

وأنّ كلَّ كرَاسِي المُلْكِ.. أجْمَلُــــــــهـا

عرْشٌ.. بِوُسْعِ جَماهيرٍ.. لنَا.. عَشِقُـوا!

وأنَّ ثَــــرْوَتَـنا شِعْرٌ.. وَثــــــــــوْرَتَنَا

شِعْرٌ.. ولسْنَا.. بذلِّ الشِّعْر.. نرْتَــزِقُ!

وأنَّنَا نَمْنَحُ الدُّنْـيَا الجَـمَــــــــــالَ.. إذَا

شِئْنَا.. ونَسْـــلُبُه.. أنّــى نَشَاءُ.. ثِـقُـوا!

ومَنْ يَكُنْ ذَا شُـعُــورٍ.. مِلْءَ خَاطِـرِهِ

إنْ لمْ تَبُحْهُ القَــوَافِي.. سَوْفَ يَخْتَــنِقُ!

ومَنْ تقاومْ.. جَمَــالَ الشِّعْر.. طِينَــتُه

فلْتَهْجُرِ الـــرُّوحُ.. حَيَّا.. مَا بِه رَمَـقُ!

دعُوا بُحُـورَ القوافِي.. مَــاؤُها حَــرَمٌ

والخَائِضونَ - بلا فُلْكٍ- بِهَا.. غَـرِقُوا!

للشِّعْر.. فِــي رُوحِــه.. نَـارٌ.. مُقَدَّسَةٌ

لوْ سَاوَمَتْــهَا يَـدٌ - بالذُّلِّ- تَنْصَـعِــــقُ!

يا حاديَ الرُّوح.. اعْزفْ نايَها.. بدَمِي

إيقــاعُ نبْض الدُّنا.. معْ نبْضِنا نَسَـــقُ!

نحنُ البلابلُ.. شدْوُ الكوْن.. يُطْـــرُبُنا

ونكرهُ الناعقينَ.. حيْثُما.. نعَـــــــــقُوا!

أدي ولد آدب/27/3/2017