رحلة في المطر حين بكت نواكشوط

سبت, 08/07/2017 - 09:30

نوافذ {نواكشوط } ــ بكت انواكشوط على كتفي لدقائق وأنا أتسول تاكسي على رصيف شارع المختار ول داداه .

تاكسي نظيفة ومرتبة على غير العادة توقفت لي فقبلت العرض دون تردد ، كانت الموسيقى تلائم تماما مطر انواكشوط الحزين فمغنية الجاز " بيلي هوليداي " تحكي بحزن عن جثة سوداء متدلية من شجرة، في إشارة لحوادث الشنق البشعة التي ارتكبتها جماعات الـ"كلو-كلوكس-كلان" الإرهابية ضد السود.

تفاجأ السائق لما حدثته عن الأغنية وعن الجاز وعن لويس أرمسترونج، وأوليفر ، فتهللت أسارير وجهه وأخبرني عنه وعن همومه .....

اخبرني عن أستاذ الفلسفة الذي غادر كيهيدي وهو شاب الى موكسو ثم باريس لينتهي به المطاف سائق تاكسي في شوارع لنواكشوط وهو كهل .

وعند كرفور ول أماه ودعني الأستاذ الفيلسوف وهو يقول بلغة موليير ما معناه : " ليت صيادا حكيما من إيمراكن أخبر مؤسسي انواكشوط أن هذه البقعة لايمكن أن يعيش فيها إلا الذئاب " .

دقائق أخرى وأنا أنتظر ثم أتت مرسيدس كسولة تشي سحنتها الكئيبة أنها تعيل أسرة في عرفات ، ركبت رفقة أربعة ثم ساد الخشوع ونحن نستمع لديمي وهي تشدو في لحكال بقول أحدهم :

وحلت يان حك عنه ... في الطفح مصيوب عنه

ذي الترك ماتيت منه ... شيبان والذات

محمودلله منه ... ذي الفظل لبكات

واحذاي بتيك وحل ... فيه اطويفلات

افيه امل زاد كهل ... من ذوك الكهلات.

تفاجأ السائق أيضا لما عرف أني ملم بأبجديات " أزوان " فدار حديث عن" الجانبه البيظه و الكحله ولگنيديه " وعن الفرق بين " النحية " و " الشور " و كرس ول أعمر ول أعلي ..........

وعند مجمع البيت توقف المطر و أوشكت رحلتي على النهاية وقبل أن أصل فكرت في ان الجاز موسيقى ارتجالية ، متعددة الروافد تحكي عن أضطهاد وآلام السود في أمريكا تماما مثل انواكشوط تلك المدينة الفوضوية ، متعددة الروافد التي تحكي قصة آلام و اضطهاد الموريتانين ، أما سكان انواكشوط فيحبون دوما أن يسلكوا " جانبة لگنيدي " غير متضحة المعالم فلاهي بيضاء ولا هي سوداء .

تحياتي

#غير_منقول

Babe Ould Erebih