قمة نواكشوط / لحظات وملاحظات / حبيب الله ولد أحمد

ثلاثاء, 26/07/2016 - 12:57

لا أكتمكم شعورا بالكبرياء فرض علي نفسه وأنا أرى العرب يجتمعون تحت خيمة موريتانية على صعيد موريتاني وللخيمة رمزية كبيرة لدينا كعرب صحراويين دمعت أعيننا تحتها قبل أكثر من خمسين عاما ووالدنا الرمز المختار ولد داداه رحمه الله

يعلن بوقار استقلال الجمهورية الاسلامية الموريتانية داعيا العالم إلى احترام إرادة شعب موريتاني حر قرر أن يبنى بنفسه لنفسه كيانا وطنيا خاصابه فوق أرضه وتحت شمسه الحرة

لم أكن اعلق املا على نجاح القمة من حيث المضمون لكننى فخور بأنها نجحت من حيث الشكل فبهر الموريتانيون العالم باستضافة قمة لم يحضروا لها أكثر من ثلاثة أشهر فكان أن رفعوا التحدى بمطار أنيق وجميل وخيمة صقيلة بديعة التصميم وشوارع سابقت الزمن تمهيدا وإنارة وتشجيرا وتسمية وتوسعة

وللتاريخ ويجب أن لانظلم أحدا فإن عبارة الرئيس ولد عبدالعزيز بأن نواكشوط ستستضيف القمة ولوتحت خيمة بسيطة كانت صوتا قويا جريئا رفع رؤوس كل الموريتانيين فالعبارة مشحونة بالتحدى للذين اعتقدوا انهم بتخليهم عن استضافة القمة لعذر أقبح من ذنب حشفا وسوء كيلة قذفوا الى موريتانيا بكرة لهب ستحرقها إلى الأبد فجاءت تلك العبارة ردا مناسبا وفى وقته على كل ما استبطنه تصرف تلك الجهات من عداء وازدراء بقدرة موريتانيا على رفع تحد من أي نوع

الآن انتهت القمة أنا أقول على مسؤوليتى إنها انجح القمم العربية الفاشلة أصلا وفرعا

لم تشهد ملاسنات ولا مهاترات ولا اية مشاكل من اي نوع تماما كما انها ككل القمم السابقة لم تحقق للعرب املا ولم تخفف عنهم الما

لحظات فارقة

ان قدوم امير الكويت يهادى بين رجلين للمشاركة فى قمة نواكشوط رغم المرض والتقدم فى العمر كان لحظة ستبقى مضيئة ومعبرة ومشحونة بالعواطف فى ذاكرتنا كموريتانيين اختلفنا احيانا مع الكويت ولكن لن يضر امير الكويت مافعل بعد اليوم

ومن تلك اللحظات التى تركت فينا جميل البصمات مقدم سمو امير قطر ذلك الذى نختلف معه ومع سلوك بلده وقناته الفضائية لكن تجشمه عناء الذهاب الينا هو يقينا يد بيضاء لن ننساها له فنحن الفقراء نمتن كثيرا للمترفين الذين يتذكروننا ولولدقيقة واحدة

اما لحظات قدوم وفد جزائر الجهاد وتونس بورقيبة وسودان الكفاح فلقد كانت هي ايضا لحظات استثنائية فى حياتنا فلهذه الشعوب مكانة خاصة فى قلوبنا كموريتانيين

ولعل ابتعاث طائرة موريتانية لنقل رئيس عربي مع اعضاء وفده ان تكون لحظة موريتانية خاصة بها عبق من تاريخ جيل التأسيس

أما اللحظات الصامتة التى لانعلق عليها حتى لانقول سوء لضيوفنا فهي لحظات وصول وفد ليبيا "الجديدة" والعراق"الجديدة" ودعونا لانقول شيئا آخر

ولحظتان صادمتان حقا لحظة تراجع الرئيس المصري عن الحضور فى اللحظة الاخيرة ولحظة عدول الملك سلمان عن المشاركة فى القمة التى اختار بدلا عنها حضور "خيمة" ملكية أكثر "تشعشعا"

ملاحظات :

ـ أخطا الرئيس عزيز مرتين فى حق أمير قطر الأولى عندما أرسل إليه الوزير الأول لاستقباله عند سلم الطائرة كان تصرفا غير لائق ديبلوماسيا وابروتكوليا والثانية عندما رحب فى خطابه بأمير الكويت ولم يرحب بالأمير القطري

إن أمير قطر له "ثقل" خليجي وعربي ودولي وسياسي واعلامي ومالي لايمكن تجاهله ومن الغباء معاملته بهذه الطريقة الفجة وغير اللائقة وإذاكان صحيحا انه انسحب مغاضبا فمن حقه أن يفعل ذلك أمام تصرفات لامحل لها من الإعراب الديبلوماسي والعلاقات بين البلدان

ـ فشلت اللجان الإعلامية للقمة فى تقديم مايصلح للحديث عن تظاهرة بهذا الحجم لن أتحدث عن جهل بعض "الناقلين" ولا عن تأتآتهم ولا عن تصرفات مخجلة قام بها منتسبون ومنتسبات لحقل الصحافة ضايقت الضيوف وخلقت جوا من لفوضى والارتباك بين الوفود المشاركة

ـ منع صحراء ميديا والاخبار اينفو وعشرات الصحفيين من تغطية القمة كان عملا حقيرا وهابطا وغير مسؤول تنبغى محاسبة القائمين عليه

ـ لبست نواكشوط ابهى حللها وأرادت مشيئة الله أن تكون السماء ملبدة بغيوم ظليلة باردة جميلة لا تنبا بقدوم مطر يريده أعداء القمة لإظهار انعدام شبكات الصرف الصحي ولا تقطع الأمل ببداية خريف جميل رائع وهي أجواء يعشقها كل العرب وبدون استثناء

ـ كان التيار الكهربائي وطنيا طوال القمة فلم يذهب الى دكار وكذلك يفعل الوطنيون فى اللحظات التى يناديهم فيها وطنهم وهو يستقبل ضيوفه الكبار

ـ كانت الشوارع المحيطة بالمطار وقصر المؤتمرات تحفا فنية بديعة زينتها الوان اعلام الوطن العربي الجميلة مع عشرات الجمالة بأزيائهم الموريتانية الأصيلة والمصابيح المتناسقة والأشجار التى منحت المشهد ألقا يستحقه

ـ فى الختام لابد من توجيه تحية مستحقة لكل الموريتانيين الذين وضعوا خلافاتهم ومظاهراتهم ووقفاتهم واحتجاجاتهم وأحذيتهم على الصامت احتراما لضيوف موريتانيا الأكبر منا جميعا والتحية موصولة لأفراد الجيش الوطني والقوات المسلحة الأبية بكل سراياها وتشكيلاتها وكتائبها ولرجال الأمن من حرس ودرك وشرطة وأمن طرق ولعمال قطاع الصحة ورجال الحماية المدنية والصحفيين الحقيقيين المخلصين لوطنهم والحريصين على نقل صورة تليق به للعالم فللجميع تحية مستحقة

ولرئيس الجمهورية شكر خاص

نعم سيادة الرئيس كانوا يعتقدون أننا سنفشل فى استضافة القمة وأنت قلت إننا سنستضيفها ولوتحت الخيام وفعلا استضفناها بشجاعتك تحت خيمة كبيرة سيتذكر العرب طويلا أنها "الخيمة الأكبر" فى تاريخهم

قلتها أنا حبيب الله على مسؤوليتى الشخصية لا نفاقا ولاتملقا ولعلى أكون غبيا إذانافقت لنظام منعنى بطاقة دخول لتغطية القمة وحظر اسمى من كل نشاطاتها بل حتى من التعليق عليها عبر وسائل الإعلام المحلية حتى ان صحفيا سجل معى عنصرا حول موقفى من القمة فقلت انه يهمنى نجاحها تنظيميا واتمنى ان نتناسى كل خلافاتنا حتى نتفرغ لاحتضان اشقائنا العرب فانا مواطن موريتاني يهمه ان يرتفع اسم بلده فى سماوات النجاح والتالق لكننى اعرف انها فاشلة مسبقا من حيث المضمون لانها ليست اكثر من قمة عربية والقمم العربية فاشلة وراثيا ويبدو ان العنصر لم يعجب ديناصورا فى المؤسسة الصحفية التى يتبع لها معده فرماه فى سلة المهملات محتجا بانه خال من الاشادة بانجازات الرئيس والتنويه بان القمة يجب ان تنجح شكلا ومضمونا مادامت تنعقد تحت رئاسة صاحب الفخامة

رسالتى أن أقول الحقيقة وبوصلتى هي الجمهورية الاسلامية الموريتانية أدور مع مصالحها حيث دارت لا افتتانا بنظام حاكم ولا اعجابا بمعارضة

لبلادى شعرى ولست ابالى

رفضته أم باركته السماء