يملك الرئيس محمد ولد عبد العزيز قدرة فائقة على رمي الحجارة فى الماء وجس نبض الشارع السياسي المحلي
أحيانا أتخيل الرجل يحسب عباراته وخطواته وتعليماته بدقة متناهية لهدف واحد هو أن لايبقى للموريتانيين سياسيين وحقوقيين واعلاميين وعامة أي فراغ يملأونه مثلا بالتفكير فى نهب الثروات الوطنية أوارتفاع الأسعار أوالبؤس المعيشي لغالبية المواطنين الموريتانيين
إن الرئيس لاينتهى من شيئ شغلنا به إلا قذف الينا بشيئ جديد
نتذكر قضية المصحف ومحرقة الكتب والمقال المسيئ وخادمات السعودية وقضية نسيبة واكتشاف الذهب وغيرها من الأحداث المتلاحقة التى شغلت الرأي العام الوطني حتى عن التفكير فى الخروج من المأزق السياسي الذى تتخبط فيه البلاد
وليس من المستبعد أن يكون خطابه فى النعمة حجرا ثقيلا هذه المرة يراد له أن يحرك كل المستنقع الآسن وليس جزء صغيرا منه
إن الهاء العامة والمشهد المحلي بهذه الأحداث وهذه الخطابات قد يمكن الرئيس من الدخول فى مأمورية جديدة بينما نواصل نحن الانشغال بمناقشة ابعاد ودلالات تصرف هنا أوخطاب هناك
لقد نجح الرئيس يقينا فى صرف أنظارنا عن سوء الاداء الحكومي وكثرة الضرائب وضعف العملة وارتفاع الاسعار فاصبح حديث مجالسنا هو ضرورة اعتذار الرئيس لهذه الشريحة اوتلك والتفكير فى حل هذا الحزب اوذاك واعتذار المعارضة للاغلبية واعتذار الرئيس للمعارضة ونسائها وهكذا
اظن بان الرجل يعاملنا كحيوانات السرك مع فارق انه لايمنحنا جزرة بين الفقرات لكنه يقذف الينا بكرة غامضة فى اللحظة التى يحس فيها أننا انتهينا من اللعب بكرة أكثر غموضا