سيادة الرئيس نريد مشفى للأمراض "النفسياسية" ؟؟/ بقلم أحمد مختيري

ثلاثاء, 10/05/2016 - 18:35

كيف حالك يا صديقي "القلم" كم حاولت لقاءك وأنت تتهرب مني والآن بعد أن أصبحت طريح الفراش بسبب الإعياء والمرض من كثرة الكتابات فأنت تعيش في بلد المليون كاتب ، والمليون متسيس والمليون جاحد والمليون أناني والمليون سفسطائي والملايين من كل الانواع والأشكال  .............مكنني الله منك ، فالحمد لله على كل حال .

عفوا يا صديقي لا تظلم فسبب مرضي ليس الكتابة بل أكثر ما أكرهه وأخافه هو الكتابة لأنها لا تقرأ إلا للتسلية ، وخوفي منها هو سبب تهربي منك وعزوفي عن لقائك يا صديقي.

إذا ما هو سبب هذا هزالك  وهذا المرض الغريب الذي ابتليت به وهل بإمكاني مساعدتك يا قلمي فأنا مستعد لبذل كل شيء من أجلك .

شكرا كم أنت لطيف يا صديقي فأنا أخجل منك لأني هربت من لقائك خمس سنوات وأنت تركض ورائي وتريد الحديث معي وتبحث عني في كل مكان والآن بدل أن تغضب مني تريد مساعدتي والبحث لي عن الدواء .

شكرا أقولها ملء فمي وسأبوح لك بالمكنون وأحكي لك عن كل شيء عن سبب هروبي منك ، وعن سبب مرضي والمصائب التي أوصلتني الى هذه الحالة ، ولي طلب واحد سأطلبه منك في نهاية الحديث .

شكرا أيها القلم قبل أن تحكي لي لابد أن أذهب بك الى الطبيب فأنت لا ترى الحال الذي وصلت اليه صحتك ، لا لا لا تقلق لعلني أجد راحة إذا أفصحت عن ما في داخلي لك ولي شرط واحد هو أن يبقى الموضوع بيني وبينك .

أبشر فسرك مصون  لن يطلع عليه غيري ؛ تكلم أحكي فكلي آذان صاغية .

 ــ كما تعلم يا صديقي أنا موريتاني لا أعرف غير موريتانيا ولا أبغي بها بدلا لكنني من القلائل في هذا الزمن الذين ابتلاهم الله بالوفاء والصدق وحب الآخر , ولي أقارب وأحباب وأصدقاء طفولة ودراسة وجيران كانوا محببين لدى الجميع ولهم مكانتهم بين أهليهم ومجتمعهم ويجلهم من يعرفهم ويقف الجميع لأمرهم وينتهي لنهيهم وفي السنوات الماضية سافروا جميعا وتفرقوا في البلاد بين الصين "ماواتسي تونك" ، ومصر "حسن البنا"وليبيا "عبد الناصر"، والعراق "مشل عفلق" وإيران "الخميني" وروسيا "لينين"وطالت غربتهم حتى نسيهم الأهل والأقارب والصاحب والصديق وبقي القليل يمنون أنفسهم بالهدايا التي سيصطحبونها معهم حين عودتهم الى أرض الوطن ، وسرعان ما خابت تلك الآمال يوم عادوا جميعا مكتفين من الغنيمة بالإياب ولم يجلبوا معهم شيئا حتى خفي حنين وتنكر لهم الجميع ، فحاولوا بكل ما أوتوا من حيلة أن يفرضوا على من كانوا لهم محبين ومناصرين حياة تلك الشعوب التي عاشوا معها في العقود الماضية .

بعد يأسهم قرروا الذهاب الى داكار وبقوا عالقين فيه سنوات يصيحون في كل محفل داكار، داكار، داكار، مثل الأعمى الذي فتح عينيه على الفأر وأصبح يعبر به عن كل شيء ناسين أو متناسين أن قصة داكار انتهت صلاحيتها .

 بعد الهجرة الثانية وإن كانت أقرب من سابقتها وأقل فترة عادوا جميعا الى الوطن وكانت المصيبة هذه المرة أن الأحباب وجدوا البلد تغير بعدهم ولم يعرفوه ؛ لعاملين اثنين الأول أن البلد تغيرت واجهته تماما خلال السنوات الماضية ، والسبب الثاني هو إصابتهم بالخرف السياسي والأمراض النفسياسية ، فأصابهم ما أصابني من عمى الألوان ورداءة الذوق ، وانحطاط التفكير والأنانية وحب الذات ، وغمط الناس وبطر الحق ، فقال أحدهم هذه ليست موريتانيا التي عهدنا هذه روسيا ونطبق فيها كلما يجري هناك ، فرد عليه آخر أنت خرفت بل هذه ليبيا وسنثور فيها مع الثوار ، وقال آخر هذه مصر وسنتظاهر فيها بالملايين ونطبق الشرع ونقيم الحدود ، فتثاءب زميلهم وقال هذه العراق وسنقسمها الى محافظات وطوائف وعشائر، فدخل عليهم زميلهم وهم على تلك الحال فقال لهم كلكم خرفتم هذه الصين الشعبيه ونظر الى ساحة بن عباس وقال هذا ميدان "اتيان امين" عندها لجئوا الى صديق لهم يأتمنونه فنصحهم بالذهاب الى عيادة للأمراض "النفسياسية" والابتعاد عن أيديولوجياتهم المستوردة  التي كانوا يعيشونها في مخيلاتهم ، وبسبب عدم ثقة بعضهم ببعض انتموا مؤقتا الى شيء يسمونه بالمنتدى ؟؟؟؟؟... .وأنا اسأل الله لهم دائما ومن شفقتي عليهم طفت على الكثير من عباد الله الصالحين للبحث عن رقيا تنفعهم وآخر ما أكده لي الشيخ الكبير العلامة الولي الصالح "المعارض"أنهم متلبسون بعفاريت من بلاد شتى لا قدرة لأهل هذه البلاد عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هذه هي قصتي الكاملة وسبب علتي وبلائي وطلبي منك أن تطلب لنا ممن بنى المستشفيات المتخصصة وحمل على عاتقه توفير وسائل الصحة لشعبه أن يبني لنا مستشفى للأمراض "النفسياسية"ويوفر لنا مترجمين  للحسانية فقد أصبح فهمها صعبا علينا ، شفقة على هؤلاء الأحباب لعلهم يجدون من يقنعهم أنهم في بلدهم الحبيب "موريتانيا"وأنه بخير ويحتل المرتبة الأولى في محيطه الإقليمي والدولي في الكثير من المجالات بل قاد قارته بجدارة .

فأنا اكتشفت من خلال مساكنتي لأصدقائي وشفقتي عليهم أن أكثر أمراضهم "نفسية" ولا أدل على ذلك من أنهم يفسرون الكلام على غير مقاصده ويصفون المناوئين لهم بأوصاف من نسج مخيلاتهم ؛ خاصة حين يتكلمون عن الرئيس : محمد ولد عبد العزيز. 

بقلم : احمد مختيري  [email protected]OK