جمهورية الوهم

اثنين, 09/05/2016 - 00:03

ستعلم حين ينقشع الغبارُ ::أمهرٌ كان تحتكَ أم حمار

انقشع الغبار وتبين للباحث عن الذهب أن لاشيء تحته لافرس ولا حمار وإنما كان يركب وهما ابتاعه رسميا من الدولة، قد تعِد الدولة مواطنيها بالوهم، لكن أن تُقدِم دولة على ببيع الوهم لمواطنيها البؤساء وتقبض الثمن فذلك ما لم نسمع به في جشع الماضين.

دولة يروج مدير المعادن فيها من خلال قناة الموريتانية لبيع الوهم، دولة لا يشبع سائسوها من مص دماء الشعب المطحون.

30 ألف منقب اشتروا الترخيص والجهاز وهيأوا الزاد والراحلة واعتاموا الوهم إلى صحراء تازيازت ينقبون، بعضهم وصل حمى إمبراطورية الصحراء "كينروس" يحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه وقلبه بين خوف رجال الدرك، و رجاء رنين الجهاز.

انقضى موسم الهجرة إلى الشمال بحصاد الوهم، لله أولئك البؤساء الذين اشتروا الوهم رسميا من الدولة، دولة تحلب المواطن حتى ما يدر له ثغل، وتثقله بالضرائب، حتى تمثل أحد صغار التجار على شارع الرزق بالبيت القديم:

أفي كل أسواق العراق إتاوة::وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم

وزير المكوس تتفتق عبقريته كل يوم عن ضريبة جهنمية، لقد أركنا من أحاديث جداتنا حديث توبة الغامدية: "لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه" ولم نكن ندرك حجم ذنب صاحب المكس.

كنا نسمع الحديث: "من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها ، كان عليه من الخطيئة مثل صاحب مكس" لم نكن ندرك مدى خطيئة صاحب المكس.

كنا نسمع الحديث: "لا يدخل الجنة صاحب مكس" لا حول ولا قوة إلا بالله، عفوك ورضاك يارب.

بين سندان الضرائب ومطرقة الوهم يعيش المواطن مستكينا في جمهورية ربح استان.

لو كان ميكيافيلي حيا لألف كتابا جديدا ولأسماه " الرئيس" أو " الوزير" ولاستفاد من أفكار لم تخطر له يوما على بال في تدبير الإمارة وجمع المال وفكرة الدول الحانوتية.

كامل ..

اكس ولد اكس اكرك