رغم شدة الحر وقساوة المناخ تداعى عشرات الآلاف من كل فج عميق بولاية الحوض الشرقي صوب المهرجان الخطابي لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، مشكلين لوحة فنية قل مثيلها في عالم تعصف به الخلافات العنصرية والطائفية والعقدية.
تداعوا ملبين نداء الزعيم وكلهم آذان صاغية لما ستتفتق عنه عبقرية الرئيس المنقذ، فكان لهم ما أرادوا، لقد تحدث الرئيس دون حواجز وبمنتهى الشفافية أمام جماهير شعبه مشركا إياهم في كل أمور البلد من سياسية واقتصادية واجتماعية، وقدم لهم النصح فكان الناصح الأمين.
حمل خطاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز تطمينات للشعب الموريتاني بأن الأمور تسير على أحسن ما يرام وأن البلد بخير وأن الأزمات التي يفتعلها أعداء الوطن والشعب لا وجود لها إلا في نفوسهم المريضة وضرب الأمثلة الحية على ذلك من مشاريع تم إنجازها وأخرى قيد الإنجاز، ومشاريع تحت الدراسة مبشرة بمستقبل واعد للبلد، مؤكدا في ذات السياق أن الثروة ملك للشعب وهي حق له ولكن دون تبذير أو إسراف أو فساد لأن للأجيال القادمة أيضا حق فيها يجب أن لا يتم تضييعه.
لقد كان الخطاب بمثابة انطلاقة فعلية للجزء الأخير من مشروع الدولة الحديثة، فبعد ما تم إنجازه من مشاريع عملاقة في مجال البنية التحتية وإصلاح للتعليم وإحلال للأمن وإرساء لقواعد الديمقراطية وسن القوانين المنظمة لمسار الدولة الحديثة، جاء الدور على وضع اللمسات الأخيرة من مشروع الدولة الحديثة عبر إطلاق مصانع عملاقة للإنتاج المحلي لسد ثغرة الخمسة عشر بالمائة المتبقية على إكمال مشروع الاكتفاء الذاتي، وأعلن الرئيس رسميا عن نيته طرح مشروع استبدال مجلس الشيوخ غير ذي المردودية على الدولة الموريتانية بمجالس محلية ذات دور رقابي مباشر للاستفتاء، ليكتمل مسار الدولة الحديثة.
انتشال جثة دولة آيلة للسقوط في زبالة التاريخ وقيادتها لتصبح دولة حديثة بكل المقاييس والمعايير، حدث تاريخي أفرغ خطاب أعداء الوطن والشعب من محتواه وأشعل في قلوبهم نار الحقد فطفقوا كعادتهم يتربصون بأمن وسكينة الوطن والمواطن فعمدوا إلى محاولة تحريف خطاب الزعيم مستغلين بعض المأجورين وضعاف النفوس في محاولة لزعزعة الأمن والسكينة، ورغم ذلك باءت المحاولة بالفشل بعدما لقيت استهجانا واسعا لدى الشارع الموريتاني ومواجهة باسلة من قوات الأمن، ليرجع المفلسون كما هو ديدنهم بخفي حنين.
لقد أثبت الرئيس القائد محمد ولد عبد العزيز أنه جدير بالثقة وأثبت الشعب الموريتاني أنه أهل للثقة فهنيئا للقائد بشعبه وهنيئا للشعب بقائد ثورته وملهم مسيرته.
بادو ولد محمد فال امصبوع