أسمع جعجعة ولا أري طحينا

أحد, 08/05/2016 - 08:03

لم يعد المواطن البسيط الساعي إلي كسب ما يسد به رمقه من خبز أو حبة شعير يؤمل كثير خير -في كل من معارضته ومولاته -بعد كل ما عايشه من وأد لأ حلامه وآماله التي يحن إلي يوم فجرها التي قدر لها أن تخرج من حبسها فيه إلي واقع ملموس بعيدة عن  ضيق قفص الحروف المتناثرة ؛

ولا في كل ما يحاك بجانبه من سياسة وما يقرع به الأذان من شعارات ترفعها زمرة من أصحاب المصالح المتصارعة في ما بينها،

فهي بصراعها ذالك تجسد لعبة المغامر الساعي إلي النيل من كل ما يسعه من شباك مغامره.

بل إن خيبات الأمل تقلبه كل ما أرتاح من وعكة تعثره أخري.

فبعد ما فعلت به تلك الحروف والشعارات المعسولة  فعلتها فنازعته أفعالها بعواملها الظاهرة من كل الجهات  ليصبح بعد ذالك المفعول من أجله بالنسبة للمواطن ما زال مجهولاً بل إن العوامل لا تؤثر فيه.

بينما ينتظر المواطن قسمة القسطاس المنشودة إذا بالمعوقات تعثره كلما تطلعت رغبته إلي النهوض؛

في حين يتذكر بكل التفاصيل دفاعه المستميت لكسب حقوقه والشعور الذي خلفته تلك الحروف المعسولة من وجعه الذي يساوره فيدفع عن عينه الوسن وعن البال راحته فليهث وراء تلك الحروف طامعا في أن يسمع صدي صوتها فتحدث عاطفة يري فيها نظرة تفكير لتغيير واقعه ،

لكن هيهات وهيهات...

لقد أنقشع الغبار وأبصر الضرير الواقع قبل البصير ؛

فقد تبين حقائق ما يدار وما يحاك إنها بكل بساطة (لعبة مصالح ) يتناوبها كل من الطرفين (مولا ت ومعارضة ) في كل مرة يشعر أحد هم بإحساس الهزيمة .

فمنذ عهود وانت أيها المواطن تسعي لكسب قسط من واجباتك وحقوقك الواجبة ليفرض عليك صراع النضال تبني شعارات الموالات تارة فتبصر أنها مجرد زيف تغازلك به  مصالح تلك الزمرة.

ثم تعود بخفي حنين لتنهض بكل روح التغيير والعاطفة إلي الزاوية الأخري لتعلم بعد ذالك أنه رغم كل ما كان مازالت الأوجاع هي هي والمأسات كذالك.

ربما عليك أن تتذكر أنه لا يلدغ مؤمن من حجر مرتين

فلا موالات صادقة وجادة ولا معارضة نضالية خالصة

حين سوف ننشد معا " أسمع جعجعة ولا أري طحينا"

محمد عبد الجليل أحمد بابو 

تصفح أيضا...