رجلان سرقا أضواء زيارة النعمة وحولا الرئيس إلى أداة لحسم صراعهما

أحد, 08/05/2016 - 08:00

عندما قرر الرئيس أن يزور مدينة النعمة بدأت التكهنات حول الهدف من الزيارة، وتتالت الشائعات حول الخطاب الذي سيلقيه هناك، والذي سيكون خطابا تاريخيا لأنه سيتناول :

- رفض الرئيس أي تعديل للدستور وخاصة ما يتعلق منه بتحديد المأموريات الرئاسية.

- دعوته لحوار بعد قبوله بمطالب المعارضة أو أغلبها، ورميه الكرة في ملعبها.

- استخدامه لغة تصالحية خالية من الهجوم المباشر على الاشخاص .

وذهبت الشائعات أو الأحلام بالبعض إلى أن فخامته سيتحدث عن شبه تأميم لشركة تازيازت..

ولكن الرئيس خالف كل التوقعات في خطابه .. وبغض النظر عن موقفي من ذلك الخطاب وما تضمنه، فإنني كنت أتوقع ان تغير تلك الزيارة من قواعد اللعبة، وأن تضرب القاعدة الشعبية للمعارضة في الصميم .. فذلك هو النجاح الحقيقي للمهرجان، وليس الحشود القادمة من كل حدب وصوب والتي لا يمكن أن تكون ( أقل اغب من حشد التكتل او المنتدى) ..

اليوم .. وبعد اقل من اسبوع على انتهاء الزيارة الرئاسية، هاهو المنتدى يحشد أنصاره بحجم لم يكن متوقعا .. على الأقل لم أكن اتوقعه في هذا الظرف بالذات .

فهل نجحت الزيارة في الحد من تأثير خطاب المعارضة في الشارع؟

أعتقد ان في خطاب الرئيس نقاطا مهمة وإن كانت لا تحتاج الى سفر بعيد كهذا، ولكن الذي لم يدركه الرئيس أن اهتمام الناس بنتائج صراع الحظوة بين ولد محمد لغظف وولد حدمين، كان أهم من رسائله هو ومن حضوره أصلا، والدليل أن حصيلة الزيارة منصبة الآن حول الإجابة على سؤال :

أيهما انتصر في تلك الزيارة .. مولاي أم يحي ؟

في وقت كان يجب ان تكون الأسئلة :

ماهي دلالة خطاب النعمة وما مدى انعكاس مضامينه على حياة المواطن .. ثم كيف استطاع التأثير في شعبية المعارضة؟

وكان بإمكان فخامته أن يخرج بخطابه عن المألوف، ويقدم مفاجأة سياسية او اقتصادية تشغل الرأي العام، وتحول دون معضلة التنميط التي ألمت بالخطاب. لكن ذلك لم يحدث للأسف.

إذن هي زيارة سرق أضواءها صراع بين رجلين، وبقي الرئيس والوطن والشعب مجرد أدوات لحسم ذاك الصراع.

الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله