يوم حداد على حرية الصحافة / حنفي دهاه

ثلاثاء, 03/05/2016 - 00:45

الوزير المتحدث الرسمي عن الحكومة محمدالأمين ولد الشيخ يصدر بياناً خشبياً، من غير الأبنوس.. بل هو قصب خوت أجوافه، تحدث فيه عن "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، الذي سيحتفل به "سيادته" يوم غد، ليملأ سمع الدنيا إشادة بحرية التعبير و الرأي، في ظل نظام الجنرال الإنقلابي عزيز. يحتفي ولد الشيخ في بيانه اليوم بتصنيف "مراسلون بلا حدود" الكاذب، و هو الذي يعرف أنه لا حرية في هذه البلاد لتعبير و لا رأي.. و أن العسكري الأرعن الذي أوقف مسلسلا ديمقراطيا، و مباراة كرة قدم عند الدقيقة 65، لن يعجزه أن يوقف "في الصميم" أو "صحراء توك". لقد غاض ماء وجه الوزير ولد الشيخ، حين تحدث عن بسط الحريات الصحفية، في بلد يتم فيه الاعتداء على صحفي و حرق سيارته و محاولة إضرام النار في منزله.. و يوقف فيه مولاي ابراهيم ولد مولاي محمد، و يستدعى للمفوضية المدراء الناشرون للسراج و مراسلون و المشاهد و نوافذ، ومراسل قناة العربي الجديد عبد الله ولد سيديا.. و يسجن ثلاثة صحفيين (جدنا ولد ديده، موسى صمبا سي، و بابكر باي انجاي) لنشرهم خبرا تواترت عليه المصادر عن إطلاق ابن الرئيس الموريتاني رصاصا على أحد رعاة أبيه.. كما تم سجن المدير الناشر لصحيفة "السبق" انتصارا لأحد بيادق الاستخبارات في الحقل الإعلامي.. وهكذا تعرض الصحفي أبيه ولد الأفظل للضرب و التعذيب لتعبيره عن رأيه في الوضع العام للبلاد، خلال زيارة ولد عبد العزيز لوكالة "التضامن"، ليرد عليه "فخامته" بعبارته السوقية "طير".!.. ثم يشير لحرّاسه الشخصيين "أن أدّبوه". إين هي حرية التعبير حين يتم تهديد فرقة أولاد لبلاد، وسجن أحد أعضائها، لأنهم عبروا بلغة الهيب الهوب الساخطة عن الواقع الذي ترزح البلاد تحت نيْره..؟!.. و حين يتعرض أحدهم لمحاولة اغتيال.. و إين هي حرية التعبير في قانون "الميمات الثلاث" الذي يستهدف حرية التعبير في مواقع التواصل الاجتماعي..؟.. و في الاعتداء على النشطاء الشباب و سجنهم (اليوم يسجن المناضل الطلائعي سيد الطيب ولد المجتبي في النعمة، لأنه وزع مناشير تدعو لمقاطعة زيارة ولد عبد العزيز المريبة).. أين هي حرية التعبير حين يخاطب الرئيس أثناء حوار تلفزيوني مباشر صحفيا معارضاً: أنتَ شمْكلمك؟!.. إن تصنيف "مراسلون بلا حدود" الذي تعتمد فيه على معلومات من صحفيّين من الدائرين في فلك النظام، يشتهران بتملقهما و تعلقهما بأذناب بُعران الارتزاق، لا يمكن أن يكون مدعاة للفخر، و إنما سببا للخزي و العار. لو كان للوزير ولد الشيخ بقية أخلاق و صُبابة كرامة، لأعلن يوم غد يومَ حداد على حرية الإعلام و الرأي و التعبير. و لأصابه الغثيان حين يلتفت يمنة و يسرة فلا يرى في الصحافة المحيطين به، خلال حفله، غير مبتوري الأنثيين..

نقلا عن تقدمي