خمس مغالطات في كلام د. السعد ولد لوليد عن قضية كأس ج / دداه عبد الله

خميس, 18/02/2016 - 12:16

تابعت باهتمام بالغ ما دار من حديث في الحلقة الماضية من كلام في السياسة بين مقدم الحلقة الزميل محمد ولد آمه وضيفه المحترم  د.السعد ولد لوليد.

وقد كان اهتمامي بالموضوع نابع من مسألتين أولاهما أنني معني بالقضية لكون شركتنا (أراك) هي الجهة التي تعاقدت مع قناة ج لتولي مهمة الإنتاج الإعلامي واللوجستي للبطولة في موريتانيا على غرار ما حدث في الدول العربية الأخرى وثانيتها كوني شخصيا كنت أكن الكثير من الإحترام والتقدير للدكتور السعد بسبب مواقفه المدافعة عن المظلومين والمطهدين من أبناء هذا الشعب وهي مبادئ أتقاسمها مع كل مناضل مخلص للقضية.

إلا أني تفاجأت في بداية كلامه عن الموضوع بحديثه عما وصفه بتحقيق دقيق أجراه في القضية ولم يكلف نفسه عناء الإتصال بنا ونحن من يفترض أن نكون طرفا رئيسا في أي تحقيق جاد يهدف إلى الموضوعية واستجلاء الحقيقة حيال الأمر.

ولم أكن لأرد على ما جاء في الحلقة لولا أن الزميل العزيز وضيفه الكريم لم يذكرا غيري بالإسم أثناء البرنامج وكأنهما يريدان ترك انطباع لدى المشاهد بأن القضية كلها تدور في النهاية حول عملية مشبوهة قامت بها شركة أراك والقائمون عليها بينما تورعا عن ذكر الأطراف الأخرى بالأسماء واستعاضا عنها بعبارات تدليسية من قبيل الإدارة الفاسدة والأمين العام السابق إلى غير ذلك، مما بدا استهدافا واضحا لشخصي ولشركة أراك.

لذا أصبح لزاما علي إطلاع الرأي العام الوطني على ما جاء في البرنامج من مغالطات وافتراءات:

المغالطة الأولى قول الدكتور أن شركة أراك هي التي نظمت البطولة التي تأهلت خلالها مدرسة نسيبه 1 .. والحقيقة أن من نظم البطولة هي وزارة التهذيب الوطني التي اختارت المدارس المشاركة الثمان وعينت الفرق واللاعبين وأرسلت ملفاتهم إلى الدوحة، وقناة ج التي أوفدت فريقا مكونا من خمسة أشخاص هم قطريان وتونسي وفلسطيني وباكستاني أشرفوا على المباريات من ألفها إلى يائها إضافة ألى طاقم فني مكون من سبعة برتغاليين وأربعة إسبان وقد اقتصر دور أراك على توفير الجانب اللوجستي والتغطية الإعلامية وقد انتهى دورها عند هذه النقطة وما قامت به من جهود بعد ذلك لحلحلة الموضوع كان بطلب رسمي من مدير المدرسة وأباء التلاميذ وأعضاء الفريق لمساعدتهم على تخطي الصعاب والسفر بعد التأهل وعندما رأينا أن هناك إصرارا رسميا من الجهة الحكومية المسؤولة على منعهم من ذلك بلغنا القناة وقد أوفدت مبعوثا خاصا لها من الدوحه للتفاوض مع الوزارة ومحاولة إقناعها بالعدول عن قرارها وقد قضى شهرا كاملا في نواكشوط دون الحصول على أي نتيجة وواضح أن هذا الجانب غاب عن الأشياء التي ادعى الضيف الكريم أنه قد أحاط بها.

المغالطة الثانية قوله أن الشركة ظلت تتفاوض مع الوزارة سبعة أشهر لتقاسم المبلغ المخصص للبطولة وعندما لم يصلا إلى اتفاق بدأت ابتزازها وتهديدها باستغلال القضية عرقيا ضدها .. والحقيقة أن أراك لم تدخل موضوع البطولة ولم تخاطب فيه وزارة التهذيب الوطني إلا بعد موافقة الأخيرة على كافة البنود واللوائح المتعلقة بمشاركة موريتانيا في الكأس وكان ذلك منتصف شهر نوفمبر الماضي أي قبل ثلاثة أشهر من الآن ولم تتفاوض معها على أي مبالغ مالية لأن دور كل منهما محدد وواضح حسب بنود الإتفاق ولدينا جميع الوثائق والبراهين التي تثبت ذلك والجهة الوحيدة التي كانت "تتفاوض" معها الوزارة حول المواضيع المتعلقة بالإجراءات المالية هي القناة وهي وحدها المخولة لذلك وهو ما يتضع جليا من خلال مراسلات الجهتين التي نشرتها وسائل إعلام مستقلة.

المغالطة الثالثة ما أورده الضيف الكريم من أن الشركة تغاضت عن لعب الأطفال الذين تزيد أعمارهم على السن المطلوبة وهنا أوضح أمرين مهمين جدا أولا أن السن الدنيا التي حددت للمشاركة تسع سنوات والسن القصوى إحدى عشرة سنة وبالتالي من كانت وثائقه المدنية تثبت أنه خلال شهر فبراير 2016 لم يكمل اثني عشر عاما تحق له المشاركة ثانيا أن من يقدم ملفات الترشح هي وزارة التهذيب الوطني ومن يبت في قبولها أورفضها هي قناة ج فأين دور شركة أراك في هذا؟ ثم إذا كان ما أعلنته السلطات على لسان الناطق باسم الحكومة صحيحا من وجود تلاعب بالأوراق المدنية فلماذا لا يتم تحديد المسؤوليات فيه ومتابعة من قام به؟ أليس غريبا أن يهمل د. السعد هذا الجانب في حديثه ؟ تماما كما أهمل الحديث عن رفض وزارة التهذيب استدعاء مدرسة أطار4  بعد أن شاب التزوير لوائح فريق نسيبة1  كما تجاهل المناضل الحقوقي الكبير الخوض في العراقيل التي قامت بها وكالة الوثائق المؤمنة وأترك للقارئ الكريم تأويل أسباب وفهم التعاطي الناعم للمناضل الكبير مع جانب القضية الذي يخص السلطات.

المغالطة الرابعة محاولة وسمه لنا بالتحايل على القناة لقوله إننا تعاملنا مع قطريين وأن التعامل معهم ومع "النصارى" حسب وصفه يغري الموريتانيين عادة بالكسب غير المشروع ولعله نسي سامحه الله أن علاقتي بشبكة الجزيرة التي تنتمي إليها قناة ج ليست وليدة اليوم بل تعود إلى ثمانية أعوام خلت عملت خلالها مراسلا للشبكة في أمريكا الجنوبية وليس في علاقتي مع هذه المؤسسة والحمد لله ما يخجلني وقد شاركت في التغطية الإعلامية والإشراف اللوجستي للعديد من البطولات المهمة للقناة منها كوبا أمريكا في فنزويلا والأرجنتين وكأس العالم للشباب في كولومبيا فضلا عن كأس العالم الأخيرة في البرازيل.

المغالطة الخامسة محاولته إيهام المشاهد بأنه مطلع على تفاصيل وحيثيات دقائق الأمور المادية والتنظيمية المتعلقة بالملف حينما تساءل عن مصير 30 ألف دولار قال إنها حولت إلينا والحقيقة أننا كشركة إنتاج نتلقى عادة مبالغ أكثر من هذا نظير عملنا لكني أتحداه وأتحدى غيره أن يقدم أبسط دليل على أن ما استلمناه من أموال يتضمن دولارا واحدا كان موجها للأطفال أو لذويهم عكس ما لمح إليه وفي هذا الصدد فأنا على استعداد لتزويده بأرقام القناة وبريد مسؤوليها عله يكمل تحقيقه بشكل أكثر موضوعية.

وبغض النظر عما قاله الدكتور السعد وما قاله ويقوله غيره حول هذه القضية فليس لدينا ما نخفيه فيها وليس سرا أننا دخلناها بدافع العمل التجاري وحساب الربح والخسارة وهذا هو مبرر وجودنا كمؤسسة للإنتاج فنحن لسنا هيأة خيرية ولا مصلحة حكومية يحظر عليها بيع خدماتها ومن يحدد سعر خدمتنا هم نحن وزبائننا ولكن ذلك لم ولن يكون على حساب أحد وحضورنا للتصفيات النهائية في الدوحة دليل على رضا القناة عما قدمناه لها من خدمات ولوفائنا بشروط العقد الذي يربطنا بها عكس ما ذهب إليه الضيف الكريم الذي نعده بالظهور على نفس الشاشة أو أي شاشة أخرى يختارها بحضوره أو غيابه كما يفضل فور عودتنا إلى نواكشوط ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة وليحق الحق ويزهق الباطل.