الولائم السياسية ببتلميت .. حين يسبح الساسة ضد توجهات الرئيس / صور

اثنين, 03/10/2022 - 07:19

نوافذ (نواكشوط) ــ وسط سخط شعبي كبير تتالت الولائم السياسية لأطر مقاطعة أبي تلميت الناشطين في حزب "الإنصاف " الحاكم ، مظهرة الكثيرة من الاختلالات المنافية لتوجهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الاهتمام بالفئات المهمشة، وتكريس سياسة الإجماع والتآزر والإنصاف.

الموائد السياسية البتلميتية أثارت الكثير من الجدل في الأوساط المحلية، واعتبرها عديد المراقبين استفزازا للغالبية المهمشة من أبناء المدينة، كونها لا تكرّس سوى التمايز بين المجتمع الذي تظهره كفريقين أحدهما في الجنة والآخر في السعير، الأول يستعرض السيارات الفارهة، والموائد المُتخمة، ويتبختر قادته في "أزبي"، ويتبادلون القهقهة تحت المكيفات، أما الثاني فيكابد مصاعب الحياة بمشقة، ويكاد أن يقتله ثالوث : الفقر والمرض والجهل .

أظهرت الولائم السياسية ــ ذات اللون الواحد ــ وتمعنوا إن شئتم الصور المتداولة؛ أن المتعلقين بأحبال البورجوازية يكرهون الشعب والشعبوية، واقرؤوا رسائل هذه الولائم وما كشفته من استبعاد لأبناء وبنات المدينة من من استماتوا في خدمة الشعب، وعانقوه وآزروه.

الولائم السياسية البتلميتية كشفت غياب الإنصاف والمؤازرة وكل من يمكن أن يرمز إليه في الذاكرة الشعبية البتلميتية، وحملت رسائل سلبية لكل المؤمنين بوطن ومدينة  تسع الجميع ، وتعترف لأهل الفضل بفضلهم، وتعطي القوس باريها، ومن يرى فيه المواطنون أنفسهم ، مدينة لا تكفر بخيرية الشباب ولا تغمطه حقه، بل تكبره وتجله وتعلن أنها بحاجة إلى قوته وصلابة سواعده في معركة البناء والتقدم .

ولعل من أبرز التفاعلات الغاضبة من هذه الولائم ما كتبه القاضي هارون الإديقبي تحت عنوان: إخْلَيْتُونَ_حَظْرُونَ"وهذا نصه : 

إخْلَيْتُونَ_حَظْرُونَ...( رسالة من نِعَاجِ و آمُشْتِيلْ إلى أسودها) أما بعدُ نحن منكم قسموا علينا..

لما أنهيت وردي الجِيليّ عشية الجمعة الأولى من ربيع الأول وأنشدت الزَّرُّوقية:" لقد كان خير الخلق أبهر طلعة ..".. وخَتمتُ حزب الإنصاف .. تمعَّنت في خطاب وادان ..التاريخي الفاتح لما انْغَلق و غُلِق و اسْتغلق و تَغلَّقَْ. فوجدت قومي في زارا مدينة العجائب بوتلميت..يهرعون منه هرع الفريسة من أسد مزمجز فقررت أن أريهم أن ما يهرعون إليه ومنه آلٌ (سراب) مبين ..

أقول للجميع..حييتم وبوركتم ووفقتم من أعماقي..و شُكرتم على الدعوات والندويات و الزيارات و البركات... ولكن عليكم أن تفهموا..ولو قليلا..

1. أن سَلَّة البدلاء ملآى، و الحكيم من ترك الحلبة و الجماهير تصفق له وتحييه وتحترم مساره المهني و الروحي و المالي و الرياضي و العلمي و الفلكلوري..أحيي باحترام المتقاعدات عن من صانعات العيش بعد أن بلغن سن التقاعد وحدهم من ترك الحلبة لأبنائهم فأحسنوا صنعةَ التوريث..أما غيرهم فيخرج من باب ويدخل من نافذة أخرى ليقود الماشية و الزاحفة و المصفقة...المهم أن تبقى السيادة...و القيادة في القبيل..آنَ لكم أن تتركوا الحلبة..

2. أن نجاحكم مرتبط بإشراك مُساكنيكم ومن جمعتهم معكم عصبية الانتماء و العيش المشترك و العيش الصالح و المصير والسلاح و الصلاح وحتى الدم..كَسْمُولْهُمْ/قسموا لهم..

من العيب أن تكون مدينتنا "الفاضلة" بوتلميت الاستثناء الوطني الأوحد الذي يجسد إقصاء مكوناتها ذات العلائق القَرَابِية الأفقية ...حين تأبى الجغرافيا والتاريخ ان يكون وزراؤها ونوابها وسفراؤها و عُمدها أعني ممثليها من أسَرٍ محددة وكأن المدينة و القبيلة و اجٍَنكه العالمة الملآى من الأطر و المثقفين والقادة تسع الجميع إلا عند الكِسْمَهْ/القسمة.. عندها فقط سيحرم من لم يكن دمه خالصا.. من ضئضئ من لا تصلح إلا له... ولا يصلح إلا لها..

ذلكم

هو سبب فشلكم [نا] السياسي الذريع ..حسب استخلاصي الخلدوني بعد تفكير عميق.. و انظروا حواليكم ستعرفون أني ناصح أمين ..ثم قولوا جَبُن عُتبة.. أو تَزَبَّبَ الحِصْرِم...أو شبّ عن الطّوق..أو آضَ /صار جعدا عَنَطْنَطًا..إذا قام ساوى غارب الفحل غاربهْ..

قولوا ماشئتم لكنه الحق الأبلج الذي لا يخفى على فطنٍ... وما كل مبدٍ لرأيٍ رأيه [جَنْكَاوِي].

3. أن التسابق إلى الترشح و التزاحم والتنابز و الاقصاء و استغلال النفوذ وإرهاب الناس وإلصاق التهم بهم، أنتم في غنى عنه لو أنكم تركتم حب التشيُّخ والقيادة و التفرد و التنرْجس وقد كان أبي وأمي وهل غادر الشعراء من متردمٍ..

فإنما يسود الأصلح دون عناء...دعوها فإنها مأمورة... قد كان آباؤنا وأمهاتنا .. مهرة يمضغون الشيح والقيْصوم، لكنها دورة الزمنْ التي تجسدها الحتمية اديالكتيكية، أربعة كلها يقود إلى الآخر: العلم يقود إلى المال، و المال يقود إلى الجهل، و الجهل يقود الى الفقر ،و الفقر يقود إلى العلم وهكذا..

وهل منا اليوم من وعى في حماطة جلجلانه مادة زمخشر في القاموس حتى يكون ابن أبيه.. الذي ملأ عنان السماء..وهل أنا كوالدي أحمد بن حبَّلَّ ولد أشفغ الحسين ..من قال فيه الشيخ المامي في دلفينيته:

وكانَ تِيرِسُ منْ أَطْلَالِ "أَحْمَدِهِمْ"

مِنْ مَّحْضِ ثَدْيَيْهِ رَبَّتْنَا الأَلاَبِينُ

إن الجدير بالسيادة صاحب الرواية و الدراية ... اقرؤوا إن شئتم مقدمة ابن الصلاح.. أما البواقي علائق ترابية منقطعة..واهية كبيت عنكبوت..

4.اعلموا أن هذا الوطن بل وهذه المدينة تسع الجميع وأنها بحاجة إلى الشباب بحاجة إلى من يرى فيه مواطنوها أنفسهم...تحتاج إلى الشباب الى قوة الشباب الى صلابة سواعد البناء .. فلا تتزاحموا اتركوا الطريق لغيركم ليقدم خدمة لهذا الوطن و جزاكم الله خيرا قدمتم وانرتم وجاهدتم ونصرتم و آن لغيركم أن يحمل المشعل..و ليكن هذه المرة من غير الرباعية النظيفة التي سدنت الوزارة و السفارة و العمارة ..ليكن هذه المرة من بني هٌذيل أو همدان أو من بني زَمْكَانْ...أو من بنات وادان او من جماعة شاهد ما شاف شي حاجه.. من الحواشي والهوامش و مابين السطور..

خلاصة.

ستقولون إن الحلاج زنديق مُسْتَوْزِرٌ... قتلته شريعة المدينة بعد أن أحيته حقيقة قاعدة بلا استثناء..أروني وزيرا أو سفيرا..أو نائبا - و لا أقول طبيبا او قاضيا أو لواء أو عفريتا- من الأغيار..ألا تَحْشِمُونَ..وتخجلون.

نعم

إلى حتفي سعى قدمي

أرى قدمي أراقَ دمي

فما أنفك من ندمي

فهانَ دمي فها ندمي..

لكن

منذ استقلال موريتاتيا لم تنخرم هذه القاعدة أبدا ..

لم يقدم عينٌ من أعيان هذه المدينة "الفاضلة" إلا رجلا من عشيرته الأقرب من خُلَّص القبيل..سواء كان مواليا أو معارضا أو شيخا وليا كامل الولاية...أو فاجرا بيِّن الفجور ...إنها فضيحة التاريخ التي لن تمّحي..وقد كان نقيضها.

نداء..

يا أبناء آمشتيل أشركوا أهاليكم في مجد التشريف و التكليف..لا تكونوا الاستثناء...قدموا الوجه الآخر للمدينه إني لكم من الناصحين... والباقي على سائس الخير...

مرغاية

يحكى أن الوزير السابق المناضل...... قال للرئيس السابق معاوية أنا إعرفت عني إلا مرغاية يندلك بيّ العيش إليْن ذاك و ننخرط حت عنو و ننطرح أعل المرجن ..ففهم معاوية وعينه وزير خارجيته.

إشفاق..أشفق على كل من أخذته العزة بالإثم فطفق يزمجر يرغي ويزبد...أقول له إنما أكتب بيدي لا بأمعائي و أتوكل على خالقي ومعيني..الصلاة الجيلية..

ترى متى ينتهي دور المرغايَه؟.

تصفح أيضا...