تظاهرة تيار "واثقون" بزعامة بنت أحمدناه: رمزية الاحتفاء ...ورسائل الحضور / ألبوم صور

أربعاء, 03/08/2022 - 13:15

نوافذ(نواكشوط)ــ نظم الليلة البارحة التيار السياسي "واثقون" الذي تتزعمه الشخصية الوطنية والفاعلة السياسية البارزة، زينب بنت احمدناه،  سهرة جماهيرية فى نواكشوط تخليدا للذكرى الثالثة لتنصيب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

رمزية الاحتفاء

الأمسية السياسية تكتسي أهميتها من كونها الأولى في حجمها ونوعها في السياق الوطني، فهي التظاهرة الأولى التي يترأسها عضو في الحكومة الحالية، وتتناول حصيلة الإنجازات التى تحققت لصالح الشعب الموريتاني في كل المجالات خلال السنوات الثلاثة الأولى من مأمورية رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.

وقد شهدت السهرة الاحتفالية اقبالا جماهيريا كبيرا من النخب الثقافية والسياسية  والمنتخبين والمواطنين العاديين والذين تفاعلوا بحماس مع العرض المقدم من طرف بنت احمدناه، وثمنوا الإنجازات التي تحققت رغم الاكراهات والضغوط الناجمة عن تداعيات وباء كورونا وانكماش الاقتصاد العالمي والحرب الروسية فى أوكرانيا.

كما تم خلال السهرة  عرض نشيد من إنجاز تيار واثقون وفيلم وثائقي عن أهم الإنجازات التي تحققت في المجال الاجتماعي ودعم الطبقات الهشة،

رسائل سياسية غير مشفرة 

كثيرة هي الرسائل السياسية التي حملتها التظاهرة، ولعل أبرزها البعد السياسي الوطني لزعيمة التيار الوزيرة زينب بنت أحمدناه، ففضلا عن كون التظاهرة تستهدف الفاعلين السياسيين في نواكشوط الشمالية، واقتصرت الدعوة فيها على أطر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بتلك الولاية، إلا أن نظرة في خريطة حضور الأمسية تظهر أنها شكلت خريطة مصغرة لموريتانيا الكبيرة، وكأن بنت أحمدناه بذلك تريد أن تقول للمتقاتلين على قصعة السياسة المحلية في مسقط رأسها "بتلميت" أن طموحها أكبر، ورؤيتها أعمق من أن تتقوقع في حيز جغرافي محدود .

"وأنذر عشيرتك الأقربين " 

بالإضافة إلى ما سبق كانت الرسالة الثانية بمثابة درس للمسؤولين المحليين، مفاده أن من لم يقنع محيطه القريب، من غير المنطقي أن تشرئب عنقه للعب دور سياسي أكبر من حجمه، وعملا بهذه المسلمة كان حضور الفاعلين الكبار في ولايتي الترارزة ولبراكنة ــ الحاضنة الاجتماعية لزعيمة التيار ــ  بارزا في تظاهرة بنت أحمدناه ، التي لم يكن جلوس أحد أكبر الكفاءات البوتليمية ــ من غير المبتذلين سياسيا ــ عن يمينها سوى رسالة أخرى لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. 

وعي بضرورات المرحلة 

لم تقتصر رسائل الأمسية السياسية لبنت أحمدناه على طبيعة الحضور ونوعيته، بل كان خطابها بالمناسبة مليئا بالرسائل السياسية، التي أبانت من خلالها عن حنكة سياسية، وبصيرة بالواقع، ودراية بضرورات المرحلة.

بنت أحمدناه التي أكدت تثمينها لما أنجزه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في السنين الثلاث الماضية رغم الإكراهات، شددت على أن المهمة الأولى لتيارها هي الدفاع عن المكتسبات التي تحققت في عهدة رئيس الجمهورية، وتسويق المنجزات الحكومية في عهده، وفي ذلك رسالة إلى أن ما تحتاجه المرحلة هو رافعة سياسية تواكب المشروع المجتمعي الطموح لرئيس الجمهورية. 

مررت منها وتركت الأثر 

حضور التظاهرة السياسية لتيار "واثقون" يكشف أن زعيمة التيار كانت تضع نصب عينيها في مسارها المهني والسياسي أنها سائرة، وأن المنصب لو دام لغيرها ما وصل إليها، وأن عليها أن تترك أثرا في من تمر به، وهي مسلمة تغيب عن أعين الكثير من المسؤولين والسياسيين الموريتانيين، فهم بحاجة إلى أن يدركوا أنه "يمشي عن الدار من لم يحرق الزربا" ، وأن الإنسان "أثر"، فعليه أن يكون أثرا حسنا . 

المسار المهني والسياسي لزينب بنت أحمدناه يمكنك أن تقرأه في لوحة حضور تظاهرة "واثقون" المخلدة لذكرى وصول رئيس الجمهورية للسلطة، ففيها ستجد أبناء كل المقاطعات التي مرت بها مديرة للحملات الانتخابية، وسكان الولايات التي أدارتها إقليميا، والمطحونين من أبناء الوزارات التي مرت بها في مسارها المهني، وكأن الجميع جاء ليؤدي دينا في رقبته .

ثلاث كلمات يمكن أن تلخص الرسائل السياسية لتظاهرة يار واثقون وهي أنه يريد أن يقول إنه: " موجود، ومختلف وأكبر من الصراعات المحلية" .