ثورة "المتاحف"/ حبيب الله أحمد

جمعة, 05/02/2016 - 11:39

متاحف خصوصية عين عليها عسكري سابق ولا أحد يدرى حتى الآن ما الذى ستضمه تلك المتاحف فى بلد متجفه الوطني الرسمي فقير ومتهالك وغير سياحي ولا يعطى أية انطباعات ثقافية أوتاريخية أواثرية أوانتربولوجية عن البلاد باستثناء رسوم متهالكة ومسح تاريخي نظري وقدح و"وطية" فيل وضفائر وقطع قماشية ومعدنية وخزفية

من الواضح أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز حفظه الله يهتم بالجيش وهو أمر يشكر عليه فقد طوره وجهزه وجعله لائقا من الناحية اللوجستية والتقنية وشمل اهتمامه قدماء الضباط (وليس الجنود ) العسكريين المتقاعدين الذين اختلق لبعضهم اتحاديات ومؤسسات أمن خصوصية ومناصب لاتبعدهم كثيرا عن الماضى الذى عاشه بعضهم مترفا فى مناصب حكومية وامنية فى أزمنة كانت تسير على عجلتين من النهب والفوضى

أظن بان هيئة المتاحف الجديدة يجب أن تبحث لمتاحفها عن قطع من نوع جديد ميزانيات قديمة تم نهبها مشاريع نهبت تمويلاتها دراسات توقفت منتصف الطريق هبات كانت مقدمة للشعب فتم اعتراضها وتغيير مسارها تكوينات فى الخارج منحت للأقارب وقلصت نفقاتها منح كان ينبغى أن تذهب لطلاب فى الخارج فذهبت لجيوب المسؤولين الكبار ترقيات وتوشيحات وتقدمات تفتقر للمعيارية الطبيعية لتسلك دروب الانتهازية والمحسوبية والزبونية الربحية

نود أيضا رؤية قطع من ديمقراطية كنا نحلم بها ورخاء وعدونا به وعدالة هي كانت لنا الطموح الأكبرمع قطع من الأسعار القديمة المناسبة لعامة الناس

نود رؤية عاديات من قبيل الحرية والعيش الكريم والأمن والقانون وتكافؤ الفرص والتغطية الصحية والتعليمية روح المواطنة

ونتمنى رؤية مواطن موريتاني حقيقي يؤمن بموريتانيا للجميع يحافظ عليها يحملها فى قلبه ويدافع عنها بكل ماهو متاح من البندقية إلى حصاة الرمل إنه شيئ نادر ومنقرض بنا شوق لانهاية له لرؤيته ولوعلى شكل قطعة خزفية جامدة

إذا فشلت الهيئة الجديدة للمتاحف فإننا نعفيها من جمع القبعات والنياشين العسكرية والبطولات الوهمية لأشخاص لم يطلقوا رصاصة دفاعا عن موريتانيا الكبيرة

لا بأس عندنا فى انتظار جمع شيئ أي شيئ للمتاحف الجديدة أن يبقونا مع فلم وثائقي يعرضونه علينا باستمرار عن تاريخ الإنقلابات فى البلاد على الأقل للتسلية ريثما يجدون شيئا يصلح لإتحاف متاحفهم الجديدة وهي يقينا تحول "ثوري" فى حياتنا واندفاعنا المستمر إلى الخلف

حبيب الله ولد أحمد