ورقة تأبينية للمرحوم حمادة ولد اصوينع

جمعة, 24/06/2022 - 02:06

تمهيد: 
ليست هذه ورقة بمفهومها الفكري و إنما هي خواطر تُحاول  أن ترسم مشاهِدَ من لوحةٍ متعددةِ الأبعاد  متناغمةِ الألوان لعلاقةٍ امتدت لنيفٍ و أربعين سنة مع المرحوم حمادة ولد اصوينع الذي رحل عن هذه الدنيا قبل شهرين و أيام من الآن.
----------------------------------------------------------------------

بهدوءٍ رحلَ حمّادة.. بثباتِ و وقارِ الرجال المؤمنين رحلَ..
كان رحمه الله، أحدَ أساطينِ النضال الوطني و القومي في هذه الربوع..
كان حمادة رحمه الله، و طيلة حياته، مثالا للمناضل الملتزم بمبادئه و الذي لا يفتأ ينافح - بأسلوبه الحذق و خبرته الواسعة- في سبيل رسالته التي آمن بها و أخلص لها.
كان رحمه الله، متواضعا دونما ضعفٍ، بسيطا في ثوبٍ من جلال الوقار.. كان مُرهف الحسّ، يُعبّر عن قناعاته و يصوغها بمفرداتٍ بسيطةٍ لكنها عميقةُ الدلالة و تنمّ عن ثقافة واسعة..
كان حمادة إلى جانب ذلك كلّه، نِعمَ الأخ المحترم و الصديق الوفي و الوالد الحنون لكل من عرفه عن قرب، و استطاع، رغم الصعوبات، أن يُربي أجيالا- ليس فقط في محيط أسرته الخاصة بل و في مجتمعه- على حبّ الوطن و الوفاء له و على السموّ عن صغائر الأمور..
 كان ذلك الإنسان الودودَ الذي لا تُفارق البشاشةُ مُحيّاه حتى في أحلك الظروف.. كان يشُدُّ أزرَ هذا و يُداعبُ هذا و يواسي و يرفع من معنويات هذا و ذاك..
رحل حمّادة في وقتٍ الوطنُ- و قد كان همّه الأول و فوق كل اعتبار بالنسبة إليه- بأمسّ الحاجة إليه و إلى أمثاله من الرجال الوطنيين، الذين يصدحون بالحق و لا تعرف الفئوية و لا الشرائحية إليهم طريقا.. كان من الذين أدركوا مبكّرا أنّ مستقبل هذا الوطن لا يتأتى إلاّ عن طريق وحدة شعبه و بجهد جميع مكوناته.. كان من أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه و نِعمَ الرجالُ هم..
رحم اللهُ حمادة ولد اصوينع، رحم الله " دَبِّيتَ"، هكذا كنت أناديه و للتسمية قصة.....
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم عليهم من 
النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا..

                             الشيخ ولد بوعسرية
23/6/2022