فقيه موريتاني يكتب عن محاربة الفساد

أحد, 01/08/2021 - 16:33

محاربة الفساد !!
تتعدد المقاربات والتجارب الأممية فى محاربة ظاهرة الفساد  ولعل  من أنواعها الشائعة فى دول ما وراء الصحراء  أن يتم احتكار الفساد ضمن طائفة  من المحظوظين ذوي القرابة والنفوذ  ..!!
ومنها أيضا وهي شائعة  ان تتم محاربته عن طريق الإشراك  فى الفساد من كانوا بالامس يدعون أنهم من دعاة الاصلاح  أو إصلاحيين !!
ومن المقاربات الشائعة أيضا  أن يشرك فى الفساد النواب  ومنظمات المجتمع المدني  حتى يصدق فى الجميع قولة  الامام شغالي  ولد المصطفى :
  نتكلم  وفى افواهنا التراب وذلك عندما قسم ولد الطائع  الارض على أئمة  المعارضة يومها !!
أما المقاربة العمرية لمحاربة الفساد والرشوة فانها عامة وشاملة  وأول  من يتضرر منها  هم الأقربون ..
فقد خرج الفاروق عمر رضي الله عنه للسوق فوجد إبلاً سمينة تمتاز عن بقية الإبل  فقال لمن تلك الإبل قالوا هي لولدك عبد الله ..
  فـانتفض قائلاً  : اوقفوا البيع و احضروا ولدي فوراً ..
 وأقبل عبدالله حتى وقف بين يدي والده مرتعشاً من هيبة أبيه عمر الفاروق ..
 ثم قال عمر  ما هذه الإبل يا عبدالله ؟
 فأجاب عبدالله إنها إبل انضاء "هزيلة" اشتريتها بمالي
 وبعثت بها إلى مراعي إبل الصدقة الخاصة ببيت مال المسلمين  ..
ثم  أتاجر فيها  بعدما تسمن فهي من حر مالي لا من بيت مال المسلمين .. وابتغي ما يبتغي به  المسلمون من الربح الحلال .
 فعنف عمر  إبنه وقال يا عبد الله  يقول الناس حين يرونها اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين .. ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ..
 وهكذا تسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين بسيف الحياء واستغلال منصب ابيك ..
لا والله  يا عبد الله لا يكون ذلك  أبداً 
أتريد أن يدخل أبوك النار يا عبد الله ؟؟؟
ثم صاح به قائلاً :
يا عبدالله بن عمر خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل واجعل الربح في بيت مال المسلمين فهم الذين رعوا وسقوا وسمنوا إبلك  ..!!

من صفحة  الدكتور الفقيه الشيخ ولد الزين ولد الامام