فرص نجاح ولد يحي في أفق الحملة الرسمية المتأخرة له بإفريقيا ...

ثلاثاء, 08/12/2020 - 19:39

أوفدت الحكومة الموريتانية أمس وزيرا ووزيرة مستشارة بالرئاسة بهدف القيام بحملة دعم لمرشح موريتانيا لرئاسة "الكاف" أحمدو ولد يحي ، وهو ما يبرر طرح أكثر من تساؤل حول فرص نجاح هذه الحملة ، ومدى قدرتها على كسب رهان معركة رئاسة "الكاف" .

يرى مراقبون أن فرص ولد يحي في النجاح أثر فيها عدم تنسيقه المسبق مع حكومته ، حيث أعلن بمفرده ترشحه ، الذي كان من الطبيعي أن تكون وزارتا الرياضة والخارجية هما اللتان بدأتا مبكرا التهيئة له عبر جهود اتصال وجس نبض من أجل كسب ود الاتحادات الإقليمية والتأثير عليها من طرف حكوماتها لصالح المرشح ،  إلا أن العكس هو الذي حدث حيث أعلن ولد يحي ترشحه وبعد شهر بدأت موريتانيا إرسال وفودها الداعمة ، وفود جاءت من خارج الدوائر المتخصصة (وزارة الرياضة ) ، التي يفترض أن تكون أكثر تواصلا مع الهيئات القارية المستهدفة.

حملة الحكومة المتأخرة لولد يحي تأتي بعد أشهر من خسارة موريتانيا حملتها للفوز برئاسة "أسكنا" ، ربما بسبب نفس سيناريو التأخر الذي يتكرر اليوم.

المفارقة التي يمكن التوقف عندها هنا؛ هي أن العشرية الماضية شهدت تمكن الدبلوماسية الموريتانية من توصيل مرشحين موريتانيين لوظائف انتخابية أممية وإقليمية وقارية ، بينها انتخاب موريتانيا في 2010م نائبا لرئيس الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وانتخاب السفير محمد الأمين ولد الحيسن،نائبا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة 2016، والوزيرة السابقة عيشه فال فرجس، عضوا في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التمييز ضد النساء ، والحقوقية البارزة با مريم كويتا، عضوا في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كل ذلك في سنة واحدة .

فضلا عن وصول الموظف الدولي السامي السيد إبراهيم ا تياو لمنصب الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر بمنظمة الأمم المتحدة ، وفوز آمنة بنت بلال بعضوية المجلس الاستشاري للشباب بالاتحاد الإفريقي ، وانتخاب حيمودة ولد رمظان عضوا في لجنة الأمم المتحدة الفرعية للوقاية من التعذيب .

وكانت حملة موريتانيا لإنجاح الدكتور محمد ولد أعمر مديرا للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سنة 2019 واسطة عقد هذا المسار ، بما تميزت به من قيادة محكمة من الوزير السابق الأستاذ سيدي محمد ولد محم ، توجها بحادثته الشهيرة مع المصريين الذين وصلهم مبعوثا من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وحاولوا بشتى الطرق صده عن لقاء الرئيس السيسي ، أومعرفة محتوى الرسالة التي يحمل إليه ، إلا أنه أصر على عدم لقاء أي مسؤول مصري غير رئيس الجمهورية الذي التقاه بالفعل وسلم الرسالة التي حمل إليه من نظيره الموريتاني ، والتي لم تكن سوى رغبة موريتانيا في الحصول على دعم مصر لجهودها الدبلوماسية من أجل فوز مواطنها ولد أعمر بمنصب مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، وهي الرغبة التي لبّاها الرئيس السيسي دون تردد كما لبّاها من بعده نظراؤه الذين زارهم ولد محم في رحلات مشابهة تكللت بنجاح مبهر لموريتانيا .  

اليوم ترسم الحكومة خطا مغايرا لدعم مواطنيها في مساعيهم للفوز بمناصب إقليمية ، ربما أرادت له أن يكون وجها من أوجه القطيعة مع النظام السابق من خلال تأخر هذه الحملات ومحدودية فاعليتها على  الأقل في ما مضى ، ما جعل البعض يطلق وصف الحكومة "الاثني عشرية" على حكومة الرئيس الحالي باعتبار أنها لم تصل مستوى العشرية في نجاحاتها الدبلوماسية ولم تستطع رسم خط  مغاير يفضي لفوز مواطنيها بالمناصب الأممية والإقليمية .