رشيد مصطفى ملحمة كفاح تَرَصّدَها الكبار!!!

أربعاء, 25/11/2015 - 10:12

في ستينيات القرن الماضي رزقت أسرة موريتانية محافظة بوليد أرادت له أن يكون رجلا فسمته "الراجل " ، وتنبأت برشده واصطفائه فلقبته "رشيد مصطفى " ...

كغيره من أبناء قبيلة "تجكانت" العتيدة ــ التي ساهمت بإشعاعها المعرفي والعلمي في إرساء مفهوم الدولة الشنفيطية ــ تلقى الطفل المصطفى تعليمه في كتاتيب ولاية العصابة وسط موريتانيا حيث ولد وترعرع ، وكان والده الفقيه العلامة الشيخ عبدَه ولد المصطفَ المعلم الأول له حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم الرسم والتجويد وتلقى العلوم اللغوية والفقهية، ودرس بالمدارس المحلية النظامية.

رحلة حظ وتجارة

بعد رحلة الدراسة بدأ "الرشيد " رحلة عمل اتبع فيها سنة أترابه من الشباب الموريتاني الهارب من شبح البطالة فهاجر من وطنه بداية الثمانينيات حالما بغد أفضل .

فتحت الدنيا أبوابها للفتى الطموح ، فتقلب في أصنافها وتنقل بين بلدان العالم سفير تجارة وسلام يحمل علم بلاده التي ملأت قلبه ،  حيث :

 

-        أقام في كل من غينيا بيساو وغينيا كوناكري وفريتاون ومنروفيا وواكادوكو كرجل أعمال لديه رخص استيراد وتصدير.

-        وتردد على هونج كونج وأبرم اتفاقيات لتصدير واردات متنوعة ظل يوردها طيلة عقد الثمانينيات لحكومات إفريقية.

لم تسلم طريق الشاب الموريتاني من مطبات استهدفت قطع الطريق على حلمه في دخول عالم المال والأعمال كرقم صعب في المعادلة الدولية فأوقفت حكومة سيراليون في نهاية الثمانينيات رخصه التجارية بعد ملاحظة توجه بعض وارداته للمعارضة الليببيرية الحاكمة حالياً.

ثورة الطموح ...

انضم مصطفى لثوار ليبيريا لسنوات كمُوَرّد حصري للمواد الغذائية وقطع الغيار. وتلقى تدريبات عسكرية أساسية وعليا في صفوفهم.

-        تدرب كطيار مروحيات عسكرية وتعرض لحادث سقوط مروحيته التي قفز منها فأصيب بجرح في ساقه الأيمن.

-        بعد وصول المعارضة الليبيرية المسلحة للحكم، انسحب من الساحة الليبيرية وهو يحمل رتبة عسكرية برتبة عقيد وشهادة طيار مروحيات عسكرية.

-        في السنوات الأولى، بدأت علاقته بأنغولا من مدينة كابيندا أثناء الحرب الأنغولية وكابيندا هي مدينة البترول والأحجار الكريمة.

-        عمل كرجل أعمال مُوَرّد من هونج كونج للمنفذ البحري الوحيد بأنغولا الذي كان آمناً نسبياً.

-        قدم تجهيزات (52 دراجة دورية) كهدية لشرطة كابيندا لأول مرة في تاريخها.

-        أسس شركة إيترام للطيران (شحن جوي) مع بعض الشركاء الأجانب، التي عملت على خط كابيندا/لواندا/كينشاسا/ميامي الأمريكية. وعملت شركة إيترام للشحن الجوي داخل أنغولا وخارجها، وكان سبب إنشائها تأمين شحن جوي من وإلى أنغولا التي كانت طرقها البرية غير آمنة بسبب الحرب.

-        تردد على أمريكا وتعلم الإنجليزية وانخرط في دورات علوم اقتصادية وإدارية.

-        وقع اتفاقية في نهاية التسعينيات مع قيادة "يونيتا" المسلحة المعارضة التي تقطع الطريق بالقوة بين كابيندا ولواندا، تسمح فيه "يونيتا" بمرور كل الشاحنات التابعة لمجموعة السيد رشيد بالمرور ذهاباً وإياباً بين لواندا وكابيندا.

-        قربته قيادة أنغولا السياسية الحاكمة حالياً كرجل أعمال مميز.

-        عملت شركة إيترام باتفاق رسمي مع كابيلا الأب في كينشاسا، وقد قدمت خدمات شحن لوجستية له.

دفع الرجل ثمن تعاطفه مع القضايا العادلة حيث أسس عام 2000 مع رجال أعمال خليجيين شركة طيران كانت تنوي العمل بين دبي وبغداد، لكن الأمم المتحدة سحبت الإذن االذي كان جاهزاً للشركة بسبب إهدائها طائرة خاصة للرئيس العراقي الشهيد صدام حسين عام 2000.

"سياسة " حطمت الآمال !!!

بعد نجاحه في عالم السياسة والأعمال قرر مصطفى دخول عالم السياسة بعقلية جديدة لا تعرف الحدود ، فاتجه عام 2007 للعمل السياسي في وطنه وترشح لرئاسيات 2007.

وفي 2008 وبعد انقلاب 6 أغشت، خاض معركة سياسية قوية ضد الانقلاب، واجتمع بالأمين العام للأمم المتحدة وبالأمانة العامة للاتحاد الإفريقي طالبا عدم تمرير الانقلاب.

على صخرة السياسة تحطمت آمال الشاب الطموح بعدما تجاوز ما يراه بعض دول الجوار خطوطا حمراء ، وتحدث عن قضايا ظل سياسيو منطقته يحومون حولها دون أن يقعوا فيها .

من اغتال الحلم ؟

في فجر 21/05/2010 صرح مطار لواندا أنه فقد الاتصال بطائرة رشيد، ولا يزال البحث الميداني جارياً عن الطائرة التي تشير كل الدلائل على عدم تحطمها، وتعززت فرضية توقيف أجهزة إرسالها بفعل فاعل بهدف تغيير مسارها لجهة مجهولة.

عبد المجيد إبراهيم