قصة عشقٍ وحبٍّ وحربْ...

اثنين, 29/06/2020 - 17:24

قصة عشقٍ وحبٍّ وحربْ..

الشاعرة الجميلة، الفارسة، الشُّجاعة، غزالةُ فاتنةُ بني شيبان. كان زوجها وحبيبها، شبيبُ ابن يزيد الشيباني قائدًا لجيش الخوارج الذي هزم الحجاج ابنَ يوسف الثقفيَّ في معركة الكوفة الشهيرة، وفي خمس معارك أخرى.

أحبَّتْ غزالةُ زوجَها شبيباً ولم تجلس في البيت تنتظره حتى يفرغ من حروبه وشؤونه الفكرية، ويعود إليها إما مَلكًا أو جثة؛ 
بل شاطرته فكرَه عن قناعةٍ وقاسمته ثورتَه عن وعي.. امتطت جوادها وامتشقت سيفها، وكانت إلى جانبه في قيادة الجيش تقاتل في سوح الحرب والحب معا!

يقال إن الحجاجَ على شجاعته وطغيانه كان يرهبها، خصوصا بعدما فر من مواجهتها على مشارف الكوفة؛!
يقول الشاعر عمران بن حطان الشيباني في ذلك معيرا الحجاج بالهروب في وجه غزالة:

أسَدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ 
ربداءُ تجفلُ من صفير الصافرِ 
هلاَّ برزتَ إلى "غزالةَ" في الوغى؟!
بل كان قلبك في جناحيْ طائر 

كانت غزالة قد نذرت أن تصلي في مسجد الكوفة ركعتين، الأولى بسورة البقرة والثانية بسورة آل عمران (ركعتين مولاتهم متَّسعه).. وقد فعلت وعلى مهلها أيضا ترتيلا وتجويدًا، إمعانًا في تمرير رسالة مفادها أنها كسبت هذه الجولة من الحرب..
فقال بعض أنصار الأمويين حينها:
وفت الغزالة نذرها
يا رب لا تغفر لها 

غزالة الشيبانية عاشقةٌ من نوع آخر... لم يكن قدَرها أن تكون امرأةً عادية، بل كانت حبيبةً وزوجةً استثنائيةً تعانقُ فَتَاهَا بين غبارِ الحرب وأوارِ الحب.

الشاعر محمد ولد إدومو