شهد مؤتمر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية العادي الثاني المنظم أمس بقصر المرابطون في نواكشوط عديد الكواليس ، لعل أبرزها حرب المقاعد التي أخرت افتتاح المؤتمر عن موعده المحدد أربع ساعات ، وأحدثت فوضى هددت لجنة تنظيم على إثرها المؤتمرين بالطرد ، ودفعت وزراء إلى الخروج من القاعة احتجاجا على عدم توفر مقاعد يجلسون عليها ، كما حدث مع وزيرة الرياضة والوزير الناني ولد اشروقه .
حتى ضيوف المؤتمر لم يسلموا من عاصفة أزمة المقاعد فالرئيس مسعود ، ورئيس حزب تواصل ، ورئيس حزب عادل كلهم انتظر دقائق واقفا قبل أن يجد مقعدا ، وبعضهم اضطر للجلوس بعتبات القصر بين المقاعد لأنه لم يجد مقعدا كما هو حال رئيس حزب تواصل الذي جلس بين رفوف القصر قبل أن يسحبه الجمهور ويمنع المصورين والصحفيين من تصويره .
الوزراء بدورهم وقعوا ضحية أزمة المقاعد ، الأزمة التي دفعت المنظمين للجوء لسياسة المقاعد المجلوبة ووضعها في ممرات القصر حتى يتمكن الوزراء من الجلوس عليها بعد رفض المناديب منحهم أماكنهم التي جلسوا عليها في وقت مبكر .
حوار ناعم ..علي الطريقة الإسلامية أحيانا
أربع ساعات من الانتظار دفعت الوزراء وكبار المسؤولين للدخول في حوارات ناعمة ، تطورت لتشمل رؤساء الأحزاب ، وتمارس أحيانا على الطريقة الإسلامية .
التبرك بأرجل الوزراء ...
من كواليس ساعات الفراغ تلك لجوء عدد من المطبلين لتقبيل أرجل الوزراء التماسا لـ(لبركة ) كما حدث مع الوزير المكلف بمهمة برئاسة الجمهورية يحي ولد حدمين ، أسلوب أثار استغراب الجماهير لكنه بدا عاديا عند الوزير نفسه الذي لم ينكر على المقبلين طريقتهم في التودد .
التصويت بالتصفيق تطور جديد في العمل الديمقراطي
في تطور جديد للعمل الديمقراطي بالبلد كان لافتا أن مؤتمر السن الذي أشرف على تنظيم المؤتمر بعد استقالة رئيس الحزب وقيادته طلب من الجماهير التصويب بالتصفيق على مقترح لجنة التعيين ، لكن التطور الأكبر هو إجازة البيانات والقرارات التي أتت بها اللجنة بعد انسحابها بخمس دقائق إجازتها بدون تصويت ، وهو الأمر الذي لاقى استهجانا من المؤتمرين الذين رأوا في الأمر تجاوزا لهم واستخفافا ولعبا بالعقول ، ورأى بعضهم أنه صدق عليهم المثل "يقضى الأمر حين تغيب تيم ..ولا يستأمرون وهم حضور " .
فيما رأى اخرون أن الحزب كان في غنى عن دعوتهم فقد أبرم أمره بليل وقرر ما قرر وقرر ضمنه تجاوزهم ، وكان بإمكانه تمرير ذلك دون إشهادهم على إهانتهم ــ على حد وصف أحد المؤتمرين ــ
في المؤتمر أيضا اختلط الحابل بالنابل ولم يكلف المشرفون أنفسهم عناء التمييز بين المندوبين وغيرهم فجمعوهم في صعيد واحد دون التعرف على هوياتهم ، ثم حين أبرموا أمرهم طلبوا منهم التصويت بالتصفيق جميعا بغض النظر عن أحقيتهم بالتصويت .
كان من بين كواليس المؤتمر صيحة ولد اجاي الأخيرة التي رأى فيها بعض المناديب إعلانا لنهايته ، فيما اختار رجله في لجنة الشباب مدّ لسانه بعفوية دون أن نعرف دوافع ذلك كما يبدو في الصور .
