قرر رئيس لجنة الانتخابات محمد فال ولد بلال مساء اليوم مراجعة الفيس بوك بعد طلاقه الثاني له في الاونة الأخيرة .
وقال ولد بلال الإطراء والإشادة والإعجاب أمور كانت السبب في المراجعة بعد طلاق جاء علي خلفية هجوم الفيسبوكيين علي الوزير السابق بعد دفاعه عن ولد الطايع ما دفع المدونين إلي تداول صور له مع إسرائيليين أيام كان وزيرا للخارجية .
وهذه نص إعلان المراجعة الذي كتب ولد بلال مساء اليوم :
أصدقائي الأعزاء،
15 يوما كاملة لم أكتب خلالها حرفا. أشعر أن يدي ثقيلة على الكتابة، أو كأني مثل لاعب الكرة الذي يغيب عن الملاعب لفترة، وبالتالي يجب أن يأخذ فترة تأهيل قبل استئناف نشاطه. وفي هذا الصددا لا أخفي عليكم اني بدأت أفكر في العودة منذ أول يومين أو ثلاثة بعد قراري مغادرة الملعب.. وقد كتب كثيرون منكم كلمات رفعت رأسي إلى عنان السماء.. سماء العالم الازرق طبعا! كلمات إشادة وإطراء وإعجاب كثير منها لا أستحقه.. كتب مدَوِّنٌ عن "فارس" ترجَّل،، وكتب آخر عن "ملح" الكتابة والطرافة والأدب،، وتحدثت مدَوِّنةٌ عن "سيف" يعاد إلى غمده،، وتحدثت أخرى عن "شمس" لا تغيب وعن مدوِّن "أديب".. بصراحة لم أكن أتوقع كل هذا الكلام الجميل،، لم أكن أتوقع أنه بمجرد إعلاني طلاق الكتابة مؤقتا ستنهمر عليّ الإيميلات والاتصالات والمناشدات: "لا، لا، نطالب ببقائك! نحتجُّ على القرار ونرفضه! إلخ،،، في النهاية، أدركت أنه لا بُدّ ممّا ليس منه بُدّ.. وهو العودة إلى الكتابة مرّة أو مرّتين في الشهر.. أو أكثر إذا اقتضت الضرورة! أملي فيكم كبير أن نرفع مستوى النقاس، وأن نقدِّر بعضنا بعضا، ونحترم لكل منا رأيه وعِرضه، ونلتزم بقيم وأدبيات الاختلاف حتى تبقى "الصداقة" هي العنوان الأبرز للعلاقة بيننا في هذه الشبكة الرائعة التي لا تقبل إلاّ الصداقة والأصدقاء!
نعم؛ عندما اخترع السيد "مارك" شبكة "فيسبوك" صَمّمَها لتكونَ منبرا للتواصل بين "الأصدقاء". هو سمّاهُم: "أصدقاء" (friends)، وملأ قاموس الشبكة بكلمات الصداقة: طلب صداقة، قائمة الأصدقاء، ذكرى ميلاد صديق، احتفاء بذكرى صداقة، رسالة من صديق، تعليق من صديق، دردَشَة مع صديق،،، كلّ شيء في "فيسبوك" يرمزُ "للصداقة"، ويزفُّ رائحة "الصداقة"، ولا شيء غيرَ الصداقة! وإلى ذلك، ابْتَدع "مارك" الطرق المناسبة لتنقيّة القوائم والأسماء حفاظا على الصداقة؛ فيَسّر لمرتادي الشبكة إجراءات ملائمة لذلك، مثل : التعليق"، و"الحذف"، و"السّحب"، و"الحظر"، إلخ،،، لكَي يبقى التواصل بين الأصدقاء نقِيّا ومُريحا، وتبقى الجدران والصفحات نظيفة..أمّا في شبكة التواصل الأخرى، شبكة "تويتَر" (twitter) مثلا، فإنّ الأمر يختلف تماما. هنا، لا يتعلق الأمرُ بالصداقة والأصدقاء؛ وإنما يتعلق ب"المُتابَعة" و"المُتابِعين"(followed). والقائمة في "تويتر" قائمة متابِعين؛ والفرق كبير بين "الصديق" و"المتابِع". فهذا الأخير قد يكون صديقا، وقد يكون خصما أو عدُوّا. ولذلك، فإنّ "تويتر" أقلّ انفِتاحا، إذْ لا تسمَح حتى الآن إلاّ بكلمات معدودة بين المتابَع والمتابِع؛ في حين أنّ مساحة التواصل والتبادل مفتوحَة وبلا حدود بين الأصدقاء في "فيسبوك".
إنّنا قد نختلف في قراءة الأحداث، وتقدير الأوضاع الوطنية والمحلية، وتقييم السياسات العامة، وترتيبات نظام الحكم، والمواقف من السلطة والمعارضة والأحزاب والأشخاص والهيئات والمؤسسات، إلخ،،، ولكن التعبير عن ذلك لا يكونُ إلاّ بعبارات سلسة وكلمات ملسة تليق بمقام الصداقة المفترضَة في هذا العالم الأزرق. وهذا شيء ممكن تماما. كثيرةٌ جدّا وقاسيَّةٌ جدّا هي المناشير التي تَتَصَدّرُ صفحاتنا ضد هذا الكاتب أو ذاك، وضد هذا الموقف أو ذاك؛ ولا ضير في ذلك طالما خلت من شَتم أو تجريح أو مساس بحق الصداقة.. وعلى هذا الصعيد، يلزمنا جميعا توظيف الحكمة والعقل واللغة... فالعبارة تُحَسِّنُ وتُخَشِّنُ كما يقول المثل العربي؛ اختاروا من العبارات أحسنها، ومن الكلمات أجملها، واحترموا آداب المجلس، ولا تخدشوا الكرامَة والأعراض! واحَتَرموا لمؤسس "فيسبوك" قوله: "إنّ الصديق الحقيقي هو الذي تستطيع أن تُـثَـرْثِـرَ أمامه بكل ما بداخلك، وأنت موقن أنّك لن تسقط من عينه". شخصيا، تأكّدوا أنّ أحدا منكم لن يسقط من عيني. ولا تنسوا قول الشاعر:
خذ من خليلك ما صَفا @ ودع الذي فيه الكدرْ
فالعمر أقصر من معا @ تَبَة الخليل على الغِيَرْ
لستُ أدراكم بهذا؛ وإنما هو فارق السن فقط.
والسلام عليكم جميعا