منذ أن أوشكت المأمورية الأخيرة لرئيس الجمهورية علي نهايتها، تطالعنا بين الفينة و الأخري مبادرات جهوية يرفع أصحابها دعوة صريحة لمراجعة المواد المحصنة من الدستور و ذلك لتمكين الرئيس من خوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة.
و في بعض الأحيان ترتفع الدعوة خجولة حيية منادية بالتمسك بخيارات و نهج فخامة الرئيس و متحاشية عن قصد ذكر المأمورية الثالثة.
وفي الأيام الأخيرة اشتد عود هذا الحراك بقيام مجموعة من برلمانيي الأغلبية بطرح مبادرة تهدف لتعديل الدستور و انبرت لها بالمقابل مجموعة أخري من الأغلبية دائما تدعو إلي حماية الدستور.
في هذا الجو الساخن، يستعد كل فريق لترتيب اوراقه بغية تحقيق الهدف المنشود.
و بغض النظر عن أحقية كل فريق في طرحه فإننا نورد بعض الملاحظات علها تساهم في إنارة الرأي العام حول هذا الموضوع الوطني الهام:
⁃ إن رئيس الجمهورية ما فتئ يردد علي الملأ و في كل مناسبة أنه لا ينوي الترشح لمأمورية ثالثة. إن الرئيس يدرك تماما حجم الإنجازات التي قيم بها أثناء فترته و يدرك تماما تعلق الشعب به و بنهجه لكنه يدرك أكثر أن مصلحة الوطن تكمن في احترام مؤسساته و قوانينه و أن التداول السلمي علي السلطة سنة ديمقراطية حميدة لا تترك مجالا أو متسعا للمستبدين .و بما أن الرئيس هو حامي الدستور و المؤسسات، لذلك عليه أن يشفع القول بالعمل و يضع حدا لهذا الحراك الملاحظ هذه الآونة و الذي يتعارض مع قناعته و توجهه.
⁃ أوضح رئيس الجمهورية أثناء جولته في الداخل، بمناسبة الانتخابات الأخيرة، عزمه و تصميمه علي تقوية حزبه و جعله مؤسسة سياسية جديرة باستيعاب الغالبية العظمي من الأطياف السياسية المكونة و الممثلة للمجتمع الموريتاني . و ذلك يتطلب توفير مساحة واسعة من التشارك و النقاش و التشاور بين هيئات الحزب خصوصا عندما يتعلق الأمر بقرارات كبري. و بما أن الحزب مقبل علي مؤتمره الوطني فهذه فرصة ذهبية لإعطائه الدور السياسي الآئق به علي غرار ما يحدث في الأحزاب الكبري داخل الديمقراطيات العريقة.
⁃ لا ينكر أحد أن رئيس الجمهورية قام بإنجازات كبيرة للوطن و لا يزال الكثير ينتظر.... ينتظر خليفة يخلف الرئيس ، يتمسك بفكرة الخيط الناظم لنهجه، يحفظ المكتسبات و يقويهم و يصنع الجديد... إن حزبا يضم بين منتسبيه أكثر من مليون منتسبا لا مراء في أنه لديه خزان من القيادات و الكفاءات يمكنه أن يدفع أحدها الي الأمام من أجل مواصلة مسيرة التنمية.
⁃ إن التشرذم الملاحظ في الحزب و الأغلبية إلي فسطاطين مع و ضد المأمورية الثالثة يشكل عدم تناغم في الرؤي ينذر بنتائج سلبية علي تماسك المجموعة في الوقت التي هي في أمس حاجة إليه و هي علي عتبة انتخابات رئاسية ...
أخيرا ، أرجو أن تكون هذه الملاحظات المسطرة علي عجالة، مشاركة موضوعية في مسألة فتح المأموريات و أن تنير ما خفي من معالم الطريق ...
أ. يحي ولد بوب ولد الطالب