ولد محّم : التمييز لا لون له ولا عرق وحين تنهار الدولة الضحية الأولى الفئات المهمشة (صور)

ثلاثاء, 01/01/2019 - 10:47

قال وزير الثقافة والصناعة الناطق الرسمي باسم الحكومة الأستاذ سيدي محمد ولد محم إن علي الصحفيين والمدونين إدراك دورهم كصناع رأي عام في عزل خطاب الكراهية والتمييز أيا كان نوعه ومصدره ، فالتمييز لا لون له ولا عرق ــ حسب تعبيره ــ

وأضاف ولد محم في لقاء نظمته وزارته البارحة مع المدونين والصحفيين بفندق موري سانتر أنه يجب علينا أن ندرك الخيط الفاصل بين حرية التعبير وبين ما يهدد أمن مجتمعنا ، وسلمه الأهلي ، ونعلم أنه حين تنهار الدولة الضحية الأولي ستكون الفئات المهمشة .

وأكد ولد محم أن الدولة لن تتسامح وستضرب بقوة كل محاولة للمساس بأمن هذا المجتمع وسلمه فهو فوق كل اعتبار ليس هنالك من يمكن أن يقبل منه المساس بسلم وأمن المجتمع ، الدولة ستتحمل مسؤولياتها بقوة ووعي ومسؤولية لكنها ستظل مدركة للخط الفاصل لن تمس الهامش الديمقراطي ولا الحرية ما أمكن لكن لن يساوم علي ما يمس أمن المجتمع ــ علي حد وصفه ــ

وشدد  ولد محم أن زعزعة استقرار البلد ليست أفضل وسيلة لحل المشاكل وأن وزارته إدراكا منها للواقع تريد من الصحفيين والمدونين أن يدركوا مسؤوليتهم التاريخية تجاه المجتمع في عدم الترويج لخطاب الكراهية والتمييز وعزله نهائيا وإفشاء ما يمكن أن يعزز الروابط بين مكونات المجتمع الواحد .

وهذا نص خطاب ولد محم في افتتاح لقائه التفاعلي مع المدونين والصحفيين البارحة :

الوزارة أرادت لهذا اللقاء أن يكون لقاء يؤسس للقاء سمري مع الصحافة والمدونين وصناع الرأي لقاء تفاعلي يؤسس تقليدا نرجو أن يستمر ويكون له موضوع من ما يمليه واقع الصحافة وواقع البلد أو أي موضوع يمكن اختياره ليشكل أهمية يستحق من خلالها أن يناقش علي هذا لمستوي وفي هذا الجمع الكريم من الصحفيين والمدنين وصناع الرأي .

اختارت الوزارة لهذا السنة ومن وحي واقعنا هذه الأيام بناء علي ما تلاحظونه من تصعيد في خطاب يتسم بالكراهية والتمييز خطاب يحاول أن يفرق ولا يجمع ، يحاول أن يزرع الضغينة والأحقاد بين الموريتانيين بين أبناء البلد الواحد ، ارتأينا أنه من خلال مسؤولياتنا كحكومة وبتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أن المسؤولية تملي علينا أن نواجه هذا الخطاب ، بطبعة الحال حين نواجهه أول ما سنعمد إليه هم أنتم باعتباركم صناع رأي وباعتباركم مكلفون بصياغة عقول هذا المجتمع وعقول الناس ، والأكثر تأثيرا ..للحديث عن دوركم في هذا وتحميلكم المسؤولية وفعلا الديمقراطية وحرية التعبير مسائل مقدسة ، لا يمكن المساس بها إطلاقا لكن يجب علينا أن ندرك الخيط الفاصل بين حرية التعبير وبين ما يهدد أمن مجتمعنا ، وسلمه الأهلي ، وبالتالي فدوركم أخواتي إخوتي كبير ومهم في إنارة الرأي العام في إدراك اليات وطرق التعاطي مع هذا النوع من الخطاب خطاب الذي تدركون جميعا مضامينه ، بالتأكيد أنكم تحسونه وتعيشونه في واقعكم ، صحيح هو حالات معزولة ولا نخشي بحكم واقع المجتمع الموريتاني وما هو عليه من قوة الرابط الاجتماعي قوة الدين ونشدان السلم والتعلق بمبادئ السلم والتعايش عبر القرون أن يكون لهذا الخطاب كبير تأثير ومع ذلك علينا أن نكون حذرين هناك دول كانت تعتقد أنها محصنة وفي النهاية وبمجرد جرة قلم وبحادثة عابرة انهار السلم الأهلي فيها وتحولت إلي بلدان أثرا بعد عين  .

إدراكا منا لهذا الواقع أريد منكم معشر الصحفيين والمدونين أن تدركوا مسؤوليتكم التاريخية تجاه المجتمع في عدم الترويج لهذا الخطاب وعزله نهائيا وإفشاء ما يمكن أن يعزز الروابط بين مكونات المجتمع الواحد ، ذلك أن مجتمعنا عبر القرون ظل متماسكا ، ووجود مظالم ومقاضاة أو نواقص لا يمكن أن تشكل مبررات للعمل علي انهيار المجتمع هذه النواقص المظالم يجب أن تعالج في مجتمع متماسك ودولة قوية وهذا هو ما يخدم الجميع .

حين تنهار الدولة الضحية الأولي الفئات المهمشة التي تشكو من المظالم فحين ينهار السلم الأهلي تتساوي الناس وبالتالي يجب أن نعمل علي تعزيز التعايش وإبراز القيم المشتركة بين الموريتانيين وإبراز الروابط التاريخية التي تربطهم ، وكأي مجتمع عرف تاريخيا بعض المظالم وعملت الدولة منذ تأسيسها كل حسب جهده  أنها تتجاوزها وتعمل عليها وفي العشرية الأخيرة حدث الكثير من العمل علي تجاوزها وكنا واضحين فيها ووضعناها علي الطاولة وقلنا للجميع في الداخل والخارج أنه ليس لدينا ما نخفيه وأن أصدقاءنا في العالم إن كانوا مستعدين لمساعدتنا عليهم أن يأتوا فقط ...

مدركين عميق الإدراك أن هذه الظاهرة في هذا البلد تم تضخيمها ليس باعتبار أنها ليست خطيرة أي باعتبار أنها ظاهرة عرفتها بلدان العالم كله والتفاوت الاجتماعي عرفته بلدان العالم كله ولا زالت تعرفه وأرقي الديمقراطيات وأعرقها والقضاء عليه بدعم التعليم وترقية الطبقات الهشة بغض النظر عن لونها وثقافتها فنحن لا ننظر إلي مواطنينا باعتبار ألوانهم وانتماءاتهم العرقية ، وإنما ننظر إليهم كمواطنين لهذه الدولة يستحق كل منهم علي الدولة أن تعلمه وتوفر له الصحة ، وتعمل علي ترقيته ، هذه هي نظرتنا ، وندرك أن هذا التفاوت ناجم عن تراكمات تاريخية نحن لسنا مسؤولين عنها وليس من بيننا من كان سببا فيها لكن هذا ليس معناه أننا لن نعالجها ، بل إنه لم يبذل أي نظام ما بذل هذا النظام في معالجة هذا التفاوت الاجتماعي وفي ملفات الإرث الإنساني وفي معالجة اثار الاسترقاق هذا كله طرحناه علي الطاولة وتكلمنا فيه وبدأنا في معالجته وكلكم يدرك ما قمنا به في هذا المضمار في المجال الحقوقي ، سواء في تسوية الإرث الإنساني الذي كان مطروحا وبحدة وكان يعتبر مجرد الحديث عنه رواية يجب الابتعاد عنها كسرنا الحاجر معها وواجهناها كدأب قيادة البلد في مواجهة هذا الملف وطوينا ملفها ، ثم جاءت بعد ذلك هذه القضايا الأخري وأريد أن أذكر أن ما يسمي اثار استرقاق وما يسمي العبودية لم يأت به هذا النظام بل وجده أمام ولم يبذل أحد ما بذله ، أما التصعيد والمزايدة فهو علي حساب سلم المجتمع وامنه ومن هو صادق النية فيه يجب أن يعين فيه ، فمن يطرحون هذه القضايا جميعا ليس من بينهم من أسهم في بناء مدرسة في أي حي من أحياء المناطق الهشة ، ليس من بينهم ممرض تطوع ليعطي ساعة من وقته لعلاج سكان المناطق الهشة ، ليس من بينهم معلم أعطي ساعة لتدريس تلاميذ المناطق الهشة ، لكنهم يصرخون ويتاجرون بالقضايا يفعلون بها ما يريدون لكن حين يحق الحق سكان المناطق الهشة في ادوابه ولكصور والأماكن المحتاجة لن تجد إلا الدولة وفي الماضي ما وجدت إلا الدولة ، وهذه مسؤولية الدولة فعلا ولا تمنها لكن في الواقع لم يوجد إلا الدولة .

ليس هنالك من بني مدرسة ولا من درس ساعة ولا من تطوع بساعة عمل لكن هنالك من يصرخ من يشوه سمعة البلد من يتاجر ويذهب إلي الخارج وتحيك من هذه القضايا مؤامرات ضد البلد لأهداف شخصية ، لكن المعنيين الباقين هنا لا يعرفون سوي الدولة ، تعليما وغذاء وصحة ...وهذه مسؤولية الدولة فعلا ولا تمُنها لكن هذا هو الواقع ، أما المزايدات لأغراض سياسية فجميعكم تدركونها ، لكن الدولة مع ذلك تؤكد لن تتسامح وستضرب بقوة كل محاولة للمساس بأمن هذا المجتمع وسلمه فهو فوق كل اعتبار ليس هنالك من يمكن أن يقبل منه المساس بسلم وأمن المجتمع ، الدولة ستتحمل مسؤولياتها بقوة ووعي ومسؤولية لكنها ستظل مدركة للخط الفاصل لن تمس الهامش الديمقراطي ولا الحرية ما أمكن لكن لن يساوم علي ما يمس أمن المجتمع .

أحيي بقوة كل القوي السياسة التي أدركت هذا وبادرت إلي التعاون من أجل سلم المجتمع وأمنه وأن يحل مشاكله في جو من الأمن والطمأنينة والاستقرار ، فزعزعة استقرار البلد ليست أفضل وسيلة لحل المشاكل ، وليس هنالك بلد من بلدان العالم ما لديه مشاكل لكن لا يمكنه حلها إلا في جو من التاخي والسلم المجتمعي والتضامن الوطني لمواجهة المشاكل أما تهديد الأمن والسلم الاجتماعي ما هنالك قوة في هذا البلد يمكن أن تلغي الأخري لا أن تحل محلها وليست هنالك مكونة من مكونات المجتمع في غني عنها أو مطلوب إلغاؤها ولا تهميشها المطلوب أن هذا البلد الذي لا يتجاوز سكانه ثلاثة ملايين ونصف أن يدكوا أنهم أقل من أن يتفرقوا ، وله خيرات كثيرة ومساحات واسعة لا يمكنهم التقاتل علي الأرض لأن لديهم مليون ومائتين كلم مربع ولا علي الخيرات لأن شمامة تكفيهم وزيادة أما الشواطئ والمعادن والمقدرات الاقتصادية الأخري فكل ذلك أكثر منهم وبالتالي المطلوب إحداث جهد من الاستقرار نحن كحكومة نضمنه ونتعهد به ولن يصله شيء ومن خلاله سيتحقق ما هو مطلوب من تساوي الناس في خيرات بلدهم وتلاقيهم فيه  ولا مكان لمن يريد المساس بالاستقرار ، أما الطريق الأخري ويهددون بها أولا لا يمكنهم تنفيذها ، وثانيا عليهم أن يعرفوا أنهم حتي ولو نجحوا فيها لا قدر الله هي هي خراب البلد ، وتجارب البلدان الأخري لا تغري فكل هذه الموارد التي تحدثنا عنها سيأخذها الاخر حين ينعدم الاستقرار لان شعبا لم يستطع الحفاظ علي استقراره سيأتيه اخرون يحققون هذا الاستقرار وينعمون بالموارد .

نحن كحكومة من موقع المسؤولية نؤكد أننا لن نقبل بما يهدد السلم وأمن المجتمع وندعوكم كصحافة وقوي سياسية إلي معرفة ما يسمح بالخلاف عليه وما لا يسمح بالخلاف عليه ، هنالك أشياء من حقنا أن نختلف عليها والخلاف عليه إيجابي ومسموح به ويثري ويغني ، وهنالك أشياء لا يسمح بالخلاف عليها مثل ثوابت البلد ومقدساته وأمنه واستقراره وأي مساس به من طرف أي كان عندها ستقف حدود الديمقراطية والحرية وما إليهما ، وقد نصبح بلا بلد وحين يكون ذلك البقية كلها أدوات لنمو المجتمع وتنميته وازدهاره وليس فيه ما تراد بركته وحين يشك في لحظة من اللحظات أنه سينعكس سلبا علي المجتمع الدولة ستتحمل مسؤوليتها وبالتالي المطلوب إشاعة جو التاخي والسلم حتي نستفيد من الحرية إيجابا ونستفيد من العملية الديمقراطية بشكل إيجابي ونعمل علي تحقيق الطمأنينة والسكينة العامة ، ونشتغل عليها جميعا ونعرف وهنا يأتي دوركم كصناع رأي عام في عزل خطاب الكراهية والتمييز أيا كان نوعه ومصدره ، فالتمييز لا لون له ولا عرق وأهله متحدون لأن عقلهم واحد وتفكيرهم واحد ومعلوماتهم واحدة وعزل هذا الخطاب وكل خطاب تمييزي وعنصري وكل خطاب يفرق الموريتانيين أو يشكل مساس بأمنهم واستقرارهم ودور الصحافة والمدونين رائد في هذا المجال وأن نرتفع عن خلافات السياسية حين يتعلق الأمر بأمن استقرار البلد ، والأمور الأخري سنجد الوقت للاختلاف فيها إن أردنا لكن حين يكون الموضوع يتعلق بأمن وسلم المجتمع يجب أن نرتفع عن خلافاتنا السياسية ونعلم أنه ليس موضوع اختلاف ويجب أن نكون يد واحدة فيه كما في كل دول العالم وديمقراطياته حين نحس أن هنالك ما يهدد أمن وسلم المجتع ، ففي الديمقراطيات اليمين واليسار يتناسو خلافاتهم حين يكون هنالك ما يهدد أمن المجتمع وسلم وثوابته وقيم الجمهورية والديمقراطية ، وكل ما يتعارض معه يجد أن يكون يدا واحدة ضده كي تنمو الدولة والمجتمع حين يكون ذلك لن يعزم أحد علي نقض هذه الثوابت فالمجال واسع للسياسة والاختلاف دون سقف المساس بالأمن والاستقرار وتقويض الثوابت .