نوافذ (نواكشوط ) ــ مريّم بنت عبد الله بعد وفاة أخيها الأكبر ونفي المستعمر لشقيقها الآخر إلى تساليت ثم إلى كيدال في شمال مالي1941 قرر المجلس القبلي لقبيلتها تعيينها زعيمة لقبيلتها التي يبلغ عدد أفرادها 9000 شخصا .
وبحسب الدبلوماسي الموريتاني أحمدو ولد عبد الله ابن أخي مريم فإن تعيينها يكشف أن أهمية الزعيم عند البيضان تكمن في أصوله العائلية لا في جنسه ، وهو ما يثبت أنه لا يوجد إقصاء للمرأة في الثقافة الموريتانية ، حيث كان الضباط الفرنسيون الذين وافقوا على هذه التسمية منبهرين بهذا الاختيار ، خاصة في تلك الفترة التي لم يُسمح فيها للفرنسيات بالتصويت بعد " وهو الحق الذي سيُمنح لهن سنة 1944م بفضل الجنرال ديغول " .
وأضاف ولد عبد الله في كتابه " الموت ولا الدنا " أنه تم بين سنتي 1947و 1948م استدعاء مريم في اجتماع وطني هام من قبل وزير مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار الفرنسية شأنها في ذلك شأن أمراء وزعماء موريتانيين كبار ، لكي تُشرح لهم السياسة المسالمة لفرنسا وأسباب الاعتراف بإسرائيل ، جرى ذلك في سانت لويس بالسينغال لما كانت عاصمة لموريتانيا . حيث بدت مريم قوية بكل معاني الكلمة " إذ كانت من بين النساء السمينات باعتبار أن وزن المرأة كان يُعد في تلك الفترة مقياسا من مقاييس جمالها " .
ونقل ابن أخي مريم أنه شاهدها عديد المرات توبخ موظفا فرنسيا رضي أن يتم قطع اللحم المشوي لأجله قائلة له إنه "يتصرف مثل النساء المساكين " فارضة عليه أن يقوم بتقطيع اللحوم بنفسه وأن لا يأكل الحويصلات والشرائح مثل "النساء الضعيفات " ، وقال أحمدو إنه عندما قامت زوجته بزيارتها سنة 1970م في تامشكط قالت لها مريّم " إنك نحيلة جدا لكي تحملي ولد عبد الله " وبشخصيتها القوية رفضت كل الشكليات وأوسمة الشرف التي اقترحها عليها الولاة الفرنسيون قائلة إنها لا تريد سوى تحرير أخيها المنفي في مالي الحالية ، وقد احتفظت مريّم بتدبير سياسة قبيلتها حتى عاد أخوها من المنفى بعد طول غياب سنة 1951م حيث استعاد زعامة القبيلة من جديد وذلك في مراسيم حضرها الحاكم الفرنسي .