اقترَاحَاتٌ بِخُصُوصِ المَجْلِسِ الدّسْتُورِيِ المُقْبِلِ

اثنين, 22/10/2018 - 08:22

المختار ولد داهى،سفير سابق

  نصت المادة التاسعة من التعديلات الدستورية المعتمدة عام 2017 على إعادة التشكيل  الكلي للمجلس  الدستوري -بصرف النظر عن  عدم انصرام مأمورية بعض أعضائه- ثَلاَثَةَ أشهرٍ ًعلى الأكثر بعد تنظيم الانتخابات التشريعية الأولى اللاحقة على إصدار التعديلات الدستورية  و هو ما يعنى أن  تشكلة جديدة  للمجلس  الدستوري يجب أن يتم الإعلان عنها قبل  منتصف دجمبر القادم  كآخر أجل.

 

و تُبَوِبُ فقرة  أخرى من المادة المذكورةأعلاه على جواز  إعادة تعيين الأعضاء المنتسبين للتشكلة الحالية  للمجلس -و الذين منهم من يستحق استحقاقا مؤكدا تجديد الثقة-دون احتساب ما سلف من مأموريتهم ضمن التشكلة الدستورية المرتقبة و التى أضحت تضم تسعة أعضاء بدل ستة أعضاء منهم ثلاثة  أعضاء تختارهم المعارضة الديمقراطية و يتم  توزيع اختيارهم و اقتراح تعيينهم   بالتساوي بين زعيم المعارضة و  الحزبين المعارضين الحائزين على الترتيب الثانى  و الثالث فى التمثيل البرلماني و بعبارة أخرى يتم توزيع ثلاثة أعضاء بالتساوي  (عضو لكل حزب) بين الأحزاب  المعارضة الثلاثة الأكثر تمثيلا بالبرلمان.!!

 

و تأسيسا على الفهم القائل بأن التعديلات الدستورية الأخيرة  كان محرُكُها  الزيادةُ من مقروئية و عقلانية  و جدوائية المؤسسات الدستورية و تقديرا للأهمية القصوى للمجلس الدستوري و استخلاصا لتجربة ما يزيد على ربع قرن من أداء المجالس الدستورية ببلادنا  أحسب أن الاقتراحات التالية من شأنها  مزيدُ توطيدِ ثقة الرأي العام  بالمجلس الدستوري و فائق ُ الاطمئنان على جودة أدائه و صرامة استقلاله:

 

أولا-  التفاهمُ   -و لو غير المكتوب- بين "الرباعي" المخوّلِ دستوريا  اقتراح أو تعيين أعضاء المجلس (رئيس الجمهورية،رئيس البرلمان ،الوزير الأول و ثلاثة من رؤساء أحزاب المعارضة) على "السقف الأدنى  المشترك "للأهلية العلمية للانتساب  للمجلس الدستوري والتى يجب أن لا يقل عن الحصول على باكلوريا+4فى القانون أو التشريع الإسلامي أو ما كافأهما و عادلهما؛

 

ثانيا-اشتراطُ حيازة المقترَحِ انتسابُهم للمجلس الدستوري على تجربة مهنية لا تقل عن  مجموع عشرين (20)سنة متصلة أو متقطعة  فى مجالات ذات صلة بالقانون  صياغة أو تفسيرا أو تطبيقا،...

 

ثالثا-استحسانُ أن تضم التشكلة المقبلة للمجلس الدستوري واحدا أو إثنين -على الأقل- من أكفإ القضاة و أساتذة الجامعة خبرة و أقدمهم تجربة و أنظفهم "صحيفة مهنية" و لئن قال قائلٌ إن الذين تجتمع فيهم هذه الصفات بإجماع الناس قليلون لم أختلف معه  و إن بينتُ له أنهم- رغم قلة العدد- موجودون و معروفون  و من يظفر  باقتراح إثراء  و ترفيع المجلس بانتسابهم له  فهو ذو حظ عظيم و أجر عميم؛

 

رابعا-وجوب الخُلُوِ من "خوارم المروءة المهنية" بالنسبة للمقترحين للانتساب إلى المجلس الدستوري و المقصود بخوارم المروءة المهنية:"البعد - كامل و كل البعد-عن شبهات ارتكاب  المقترَحِ انتسابُهم للمجلس الدستوري للصغائر -من باب أولى الكبائر- من مذهبات الدين والأخلاق و العقل و الذوق العام و  مفسدات تسيير المال العام و  إدارة الشأن العام و نحو ذلك."؛

 

خامسا:الانتباهُ إلى ضرورة "تنوع"تشكلة المجلس الدستوري: ذلك أنه من المستحسَنِ أن تعكس التشكلة المقبلة للمجلس الدستوري -بعد استيفاء شروط الكفاءة و الأهلية-كافة ألوان الطيف الوطني أعراقًا و فئات و "ألسنة" و رجالا و نساء،..

 

سادسا-تغييرُ مقر المجلس الدستوري: لا أحسب أن أحدا من أهل هذه البلاد يقدر سُمُوّ مأمورية المجلس الدستوري -حق قدرها-خصوصا بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التى

 زادت المجلسَ صَلاَحِيّاتٍ و مَقَامَاتٍ يرضى بأن يبقى فى "المقر-المنزل" المؤجر حاليا ضمن حي سكني.

 

و اقتراحى أن يُمنح للمجلس الدستوري مقر إداري لائق غير بعيد من القصر الرئاسي كالمقر  الذى كان مخصصا لمجلس  الشيوخ أو كجزء يعاد تأهيله و ترميمه من المقر السابق لوزارة الشؤون الخارجية أو يُشَيّدُ له -على السريع -مقرٌ لائق ٌ موقعا و عمرانا و تجهيزا،..