من الواضح أن الرئيس قد إنبهر كثيرا ببريق خطابات ولد انجاي، فأطلق له العنان في تسيير شؤون الدولة ، أولاه مهمة إصلاح الحزب و تنظيم الإنتخابات و جاء ت النتائج مدوية و صادمة.
إعادة إنتساب ينضم فيها إلي الحزب ما يعادل عدد الناخبين الموريتانيين حسب نتائج آخر إحصاء إداري، لم يند د أحد بالأمر و أعتبر تعبيرا منطقيا للولاء إلي حزب لم تحصل لوائحه الوطنية علي أكثر من أربعة نواب .
تأتي بعد ذلك مرحلة إختيار مرشحي الحزب للإنتخابات البلدية والتشريعية و الجهوية و يظل ولد اجاي حاكما قبضته علي المقود كما لو كانت أرض الرجال بلا رجال، ومرة أخري تأتي النتائج بمثابة إعصار إستهدف المجتمع الأهلي في الصميم فتهاوت القيم والأعراف والمسلكيات والتوازنات الإجتماعية ، فغيبت مجتمعات ما سبق لها أن غيبت منذو تأسيس الدولة: أبناء شمس الدين في أطار و اركيز و افديرك، تندغة في اترارزة، إجيجب في ألاك ، أولاد الناصر في لعيون، لقلال في جكن وأولاد بحمد في مرابع إمارتهم ، وفي كل مرة يظهر أقزام كانت الأبصار قد زاغت عنهم، محل الخيارات الحقيقية للشعوب .
ففي ألاك مثلا يظهر شخص مجهول في كل الدوائر ولا سيرة ذاتية له سوي علاقة قرابة مع ولد انجاي علي رأس اللجنة الجهوية و فحول هليب و إجيجب و العرب السمر في ألاك تحت ظل الإكراه شاخصون قيام .
وفي مقطع لحجار يدحر بسلطان المال العام ونفوذ الدولة أهل الفضل و الرأي والشأن العام ليحل محلهم و سطاء لا يرون في البرلمان إلا وسيلة رخيصة للتهرب من الضرائب و المستحقات الجمركية.
وتظل فصول المأساة الهزلية متوالية وولد انجاي يدير مفاتيح المشهد بجرأة من لايخشي نقمة الرأي العام ولا يقظة ولي الأمر ،فيلفق الطعون ويحرك المحاكم ليجنب والد صديقه محمد المختار ولد المصطفي متاعب شوط ثاني في مكطع لحجار ، فيتم له ذلك وتجلس الغرفة الإدارية بالمحكمة العليا بشكل إستعجالي يوم عطلة فاتح السنة الهجرية فتحكم دون إشعار للطرف الآخر بإعادة الفرز في مقطع لحجار وفي مقطع لحجار وحده لأن الله إبتلاه بانتماء ولد انجاي.
يعاد الفرز لأن باب ولد المصطفي يظن أن بعض البطاقات التي اعتبرت لاغية لأنها ظهرت في صندوق غير الصندوق المعهود لها هي بطاقات قد تكون داعمة له .
إن هذه الحالة لم تصدر فيها مداولة من طرف لجنة الحكماء ولم يصدر في شأنها إلا كلمة عابرة وغير جازمة في مؤتمر صحفي عقده رئيس اللجنة المستقلة للإنتخابات ،والكلمة هي : ” أي ضرر في ذلك إن أشير عليهم بالصندوق المناسب “.
كيف تمنح لهذه الإشارة المتذبذبة قوة وصرامة القانون حتي يعاد الفرز في مقطع لحجار لأن ذالك صادف هوي في نفس ولد انجاي وتبقي كل الطعون الأخري الصادرة من جميع أنحاء الوطن قابعة في أدراج النسيان.
هل حكم علي سكان مقطع لحجار بأن يتجرعوا مذعنين و بلا ملاذ كل نزوات و هفوات ولد انجاي.
فمتي يقذف اليم تابوت هذا الضياع ؟!!!!!!!!!!!!.