نوافذ (نواكشوط ) _ لبس من الانصاف عدم تفهم حماس رئيس الجمهورية فى حملة حزبه ، فهو من أسس الحزب ليحكم به ، وعدم حصول هذا الحزب على أغلبية برلمانية يعنى اللجوء لتشكيل " حكومة تعايش" ، وعمليا نهاية مبكرة للمأمورية . وفى ذلك حرمان للسلطة القائمة ليس من الاستمرارية ، فحسب ، بل من مجرد المشاركة فى رسم مايصار إليه من تحولات . إن حكومات التعايش مرهقة حتى فى الديمقراطيات العتيدة ، لكنها فى الدول التى تتهجى الديمقراطية مفنية . إنها احتمال مبوب عليه نظريا ، لكن لا مستوى النضج الديمقراطي ولا الظرف السياسي يسمحان بمجرد التفكير فى احتمال قيامها ، لأن "حكومة تعايش" تمثل ما يفوق حتى أكثر مطالب المعارضة استفزازا ؛ حيث توفر حكومة ذات أغلبية برلمانية بإرادة الشعب وليس بتنازل من السلطة . السلطة التى رفضت سابقا ودائما ،مجرد نقاش فكرة حكومة وحدة وطنية ، تأسيسا على حقها فى ممارسة ماخولها الدستور واعتبارا بمحدودية المستفاد من تجربة " حكومة اتفاق داكار" التى لم تسهم فى تحقيق تحول فى طبيعة العلاقة بين السلطة ومعارضيها.