نوافذ ( ألاك ) ــ شهد لقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأطر ولاية البراكنة العديد من الكواليس ، وطبع بطابع بركني خالص عنوانه الخلافات السياسية المحلية ، حيث لم يستطع الفرقاء السياسيون المتصارعون داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إخفاء خلافاتهم عنهم وحولوا مجلسه إلى ساحة لتوجيه الضربات والضربات المضادة في تجاوز للأعراف الاجتماعية والقيم الأصيلة للمجتمع الموريتاني الذي يقول مثله "الخاطر إل يمش " .
لم ينتظر السياسيون إذن ذهاب الرئيس بل تنابزوا بالألقاب فوق رأسه ، وتحول وزراء البراكنة إلى مادة خصبة للهجائين بمجلس الرئيس ، ونال الوزير المختار ولد اجاي نصيب الأسد من ذلك الهجوم حيث اتهم بالظلم والتجبر والإفساد في الأرض ، وعلى غير عادته لم يدافع الرئيس عن وزيره الجالس بجنبه كما فعل مع زملاء له تعرضوا للهجوم في أحد مجالس السابقة مع أطر البراكنة بل كان في منتهى الإصغاء ويشير برأسه أحيانا وكأنه يتفهم آهات الصارخين ضد ولد اجاي .
الفيدرالي السابق لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية محمد ولد جهلول كان من أبرز من هاجموا ولد اجاي وولد أداعه في مجلس الرئيس واتهمه بالظلم وإفساد الحزب وتعريضه للهزيمة وتبعه في الهجوم آخرون .
أنصار ولد اجاي بدورهم حاولوا الدفاع عنه واتهموا خصومه في مقطع لحجار بدعم تواصل والتمالو ضد خيارات الرئيس وهددوا بالهزيمة النكراء في فاتح سبتمبر .
حضر معاوية
معاوية ولد سيدي أحمد الطايع كان الحاضر الغائب في الاجتماع حيث عدد عمدة أغشوركيت المحسوب على وزير النقل الكثير من الإنجازات وقال إنها رأت النور بفضل فخامة الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع قبل أن يستدرك ويدخل الجمهور في هيستيريا ضحك عقب عليها العمدة بقوله (هوم كاع الا سيان ) وهو التعليق الذي احتبره بعض متصوفة النظام عذرا أقبح من ذنب .
وعظ الرئيس
الرئيس محمد ولد عبد العزيز تميز في رده على أطر البراكنة باللجوء إلى الوعظ حيث ذكرهم بحتمية الزوال وأهمية أن يترك الإنسان بعده ذكرا حسنا ، حاثا إياهم على العمل بما ينفع الناس ويمكث في الأرض .
كما تجاهل دعوات من طالبوه بمأمورية ثالثة ولم يعلق على تلك الطلبات .
الرئيس : الوزراء عابرون
الهجوم على الوزراء رد عليه الرئيس بقوله إنهم يجب أن لا يكونوا مشكلة فهو زائلون يأتون بتعيين ويذهبون بمرسوم إقالة وبالتالي هم العابرون .
تعليق الرئيس هذا يبدو أنه أزعج الوزراء الحاضرين فتمعرت وجوههم .
ما يجمع عليه المراقبون هو أن لقاء الرئيس بأطر البراكنة كان يمكن أن يكون أحسن مما كان لو ترفع السياسيون قليلا عن أنانيتهم ودخلوا في نقاشات تنموية لا جدالات شخصية لا تقدر منزلة الضيف ولا حساسية اللحظة .