"حطب الخادم " أو حماية الذاكرة الجماعية
فى تعليق على تحرج البعض من استخدام "الخادم" فى المثل الشعبي "حطب الخادم" علق يعقوب ولد السيف بقوله :
"حطب الخادم" هكذا يجب أن يظل المثل ، أمانة مع المصطلح ووفاء لذاكرة تلك "الخادم " التى يلزمها مستغلوها بفعل ما ليس لها به طاقة ، ودون أن يعترفوا لها بأنها تقوم به لمصلحتهم حين ينسبوا الحطب لها ، والله أعلم أنه حطبهم هم ؛ يصطلون عليه وتعد عليه وجباتهم ، والله حسيبهم فى كل ذلك .لذلك وللانصاف يجب أن يلفظ المثل كما هو "حطب الخادم" لكن ليس قدحا فى ذكاء "الخادم " المغلوبة على أمرها ، بل لكشف حجم الاستغلال الجسدي فى المجتمع الاستعبادي ، الذى لم ينصف حتى النساء "لخدم" المكرهات من السادة على الحمل والتحمل بغض النظر عن قدرتهن على ذلك، كما يصور المثل نكران ذلك المجتمع لصنيع تلك "الخادم ، فلولا "حطب الخادم " لتناول السادة اللحم نيئا والحب من سنبله كما المفترسات والطير. إنها ذات المنظومة القيمية التى تقلب إيثار "لمعلم " مذمة حين تجعل "لمعلم لل يربط قدحان الناس واخللى قدحانو" مضربا فى السفه . ولهم الحق فى ذلك فعلا وبالدليل المادي ؛ ففى منظومة قيمية تقلب تضحية وإيثارا ذلك المنقلب السئ ،ليس غريبا أن يوصف المؤثر على نفسه بالسفيه ، حتى ولو سمي عمله النبيل ذلك اتفاقا فى قيم الإنسانية إيثارا .
يعقوب ولد السيف