نوافذ (لعيون ) ــ لا يختلف المظهر اليوم في شوارع مدينة العيون عاصمة ولاية الحوض الغربي في الرابع من أيام الحملة الانتخابية عن المظهر في غيره من الأيام العادية ، حركة مرورية مزدحمة ، وإقبال منقطع النظير على أسواق الملابس وطوابير كبيرة أمام مقرات البنوك في المدينة في اليوم السابق للعيد .
هذا يجر كبشه وتلك تحبس أنفاسها في صالون الحناء ، وذلك ينتظر دوره عند الحلاق ، وهذه تقلب نظرها بين الملاحف لاختيار الثوب الأنسب لها ، تلك هي انشغالات سكان العيون في رابع أيام الحلمة ، يخيل إليك وأنت تتجول بين شوارعها أن المدينة تعيش صمتا انتخابيا ، فلا خيم على الشارع الرئيس بالمدينة والشعارات يقتصر وجودها على الأعمدة الكهربائية أو اللافتات الإشهارية أمام مباني الولاية .
موفذ نوافذ إلى المدينة قابل عددا من سكان المدينة ليستفسرهم عن سر الحملة الباهتة في مدينة تعتبر من أول أكثر المدن الموريتانية انتشارا للوعي وانشغالا بالسياسة .
(شيخن ) قال في رده على نوافذ إن المواطن البسيط مل من الديمقراطية الصورية ، وأدرك عبثية العملية الانتخابية .
في حين رأت (شيماء ) أن أجواء العيد صرفت النظر عن الحملة ، وذهبت ببريقها المعتاد .
أما امبارك فرد على سؤال نوافذ بابتسامة خجولة قائلا (حملة بلا نقود لا يمكن أن تكون "امشعشعه " ) .
المناضل في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بالعيون أحمد قال إن مغاضبة بعض أطر المدينة ومناهضتهم لمرشحي الحزب أثرت على الحملة ، وأن استجابة هؤلاء الأطر لنداء رئيس الجمهورية منعدمة حتى الآن وهو ما عكسته شوارع المدينة .
من بين كل تلك التبريرات يخرج المتجول في شوارع مدينة العيون اليوم بمسلمة مفادها أن المواطن البسيط لديه ما يشغله عن السياسة تارة يكون فرحا وتارة أخرى يكون ترحا .