نوافذ (نواكشوط ) ــ الترحال أو الانتجاع السياسي ظاهرة متأصلة في السياسة الموريتانية لكنها تختلف باختلاف المنتجعين ، وطباعهم وطول نفسهم وتحديدهم لأهدافهم ، فالساسة في موريتانيا لهم في انتجاعهم شؤون .
وبإلقاء نظرة إلى تاريخ الانتجاع السياسي القريب خاصة في غمرة الاستعداد للاستحقاقات المقبلة نتبين اختلاف نجعات السياسيين ، وتباين طرقهم في الانتجاع ولعل أبرزها :
ــ النجعة الناجعة وهي التي تكون بأقصر طريق وربما أقلها تكلفة كما هو حال نجعة الوزير حمادي ولد اميمو الذي انتقل من منافس للرئيس في الرئاسيات إلى قائد للائحة حزبه الوطنية دون أن يكون قياديا في الحزب أو يكون لنظرائه من الساسة وجود في قوائم الحزب المرشحة .
ــ النجعة الثانية يُطوح صاحبها في البلاد ونصب عينيه هدف يطمح إلى تحقيقه يرحل إن لم يجده ويقيم إن وجده كما هو حال نجعة النائب القرشي الذي انتقل من حزب الأصالة إلى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وحين لم يرشحه الاتحاد انتقل إلى الحراك الذي حقق له هدفه وهو الترشح على رأس اللائحة الوطنية .
ــ النجعة الثالثة هي النجعة المخالفة للفطرة والعبثية في طبيعتها والنتائج المتوقعة منها ، وهي التي تكون فيها نجعة السياسي غريبة حين ينتجع ليستظل بالسماء التي كانت تمنعه القطر، كما هو حال الوالي السابق محمد المصطفى ولد محمد فال الذي حصل على كل ما حصل عليه من تعيينات ببركة حلف البشائر الذي كان بين صفوفه ، ورشحه الحلف لرئاسة المجلس الجهوي في ولاية البراكنة بينما اعترض عليه حلف ولد اجاي الذي فرضَ القائمَ بأعمال زعيمه في المقعد الذي كان يطمح إليه ولد محمد فال ، وبعد أيام من حرمانهم له من تحقيق حلمه أعلن الوالي ولد محمد فال الانضمام إلى الحلف الذي حرمه ( المنصب الحلم ) .