نوافذ (نواكشوط ) ــ شهدت الجلسة التي خصصتها الغرفة الجزائية بمحكمة انواكشوط الغربية أمس لمحاكمة الشيخ محمد ولد غده والضابط محمد ولد محمد امبارك بتهمة الافتراء عديد الكواليس سنحاول في هذا التقرير المرور ببعضها .
ضربات النيابة ..نسفت حجج الدفاع وأدخلته في غيبوبة
المحاكمة التي ترأس القاضي بون باب احمد جلستها بدأت بالتأكد من هوية المتهمين قبل أن تبدأ الدفوع الشكلية للمحامين المدافعين والذين من بينهم الاساتذة محمد المامي وعبدالله أكاه ويرب أحمدصالح وإبراهيم ولد أبتي حيث قدموا نحو 11 دفعا شكليا تمحورت كلها حول مسطرة الاجراءات ومادة التكييف من خلال انتهاك الحصانة نظرا الى أنه تم اعتقال ولد غدة وهو في تلك الأثناء عضوا في مجلس الشيوخ وهي الدفوع التي نسفتها النيابة بضربين قاضيتين وجههما وكيل الجمهورية أولاهما أن المتهم ولد غده متابع في ملفين والملف موضوع الجلسة لم يخضع فيه للحراسة النظرية وإنما تم استجوابه مباشرة وبذلك تكون دفوع المحامين في هذا الموضوع خارج السياق .
الضربة الثانية سددت في مرمى الدفاع مباشرة والذي حاول الطعن في مادة التكييف باستحضار بعض شروطه في المادة وهو الشرط الذي يقول إن شرط الافتراء التبليغ به لدى الضباط القضائيين أو ضباط الشرطة القضائية أو الإدارية أو المخولة وهو ما يعني أن تكييف التهمة غير مستقيم ، دفع رد عليه وكيل الجمهورية بقوله إن نفس المحامي في له الفضل في أن تعتمد المحكمة العليا النشر الصحفي كوسيلة كافية للإبلاغ بعد اعتمادها لطعنه الذي قدمه في حكم الغرفة الجزائية المؤكد من محكمة الاستئناف والذي ذهب فيه المحامي إلى النشر الصحفي كاف في الإبلاغ وهو ما حكمت به الغرفة الجزائية بعد رد الملف إليها من المحكمة العليا ، وأحضر الوكيل مذكرات ومذهب المحكمة العليا الذي اعتمدته نفس المحكمة التي تجري فيها المحاكمة اليوم في قضية ماضية كان الدفاع فيها مع التكييف من خلال النشر الصحفي واليوم يقف نفس الدفاع ضد هذا التكييف وقرأ القاضي بعض أقوال الدفاع حينها يوم كان مناصرا للإبلاع بالنشر الصحفي ، وبهذا الرد المزلزل قضت النيابة على كل دفوع الدفاع وشتت جهوده ليلجأ إلى الأسئلة التي حاول من خلالها استنطاق المتهمين .
اللجوء إلى الاستنطاق يجبر أبناء العمومة على حوار ساخن
لجوء محامي الدفاع إلى تقنية الاستنطاق أدى إلى حوار بين أبناء العمومة المتهمين وهو الحوار الذي بلغ درجة السخونة أحيانا في محاولة كل طرف لتوريط الآخر أو الرد عليه .
ولد غدة بدأ الحوار بتبرير اهتمامه بالتحقيق مؤكدا أنه هواية قديمة لديه حيث ترأس أول لجنة استقصاء برلمانية في عهد الرئيس سيدي وهو أصغر من ترأسها ووجد مشاكل في القضية كما في هذه لكنه لم يتنازل وقد دفعه حسه الاستقصائي إلى البحث في قصة "عمارة اطويله " التي سمعها أول مرة كأي مواطن لكن لم تلفت انتباهه رغم نقص حبكتها إلا أنه وبعد لقائه ابن عمه الضابط محمد ولد محمد امبارك نفاها له وطلب منه النظر في الفيديو وبعد النظر إليه خرج بجملة من الملاحظات المفندة للقصة الرسمية بينها :
ــ أن أبطالها ليسوا في دورة حراسة ، والمنطقة التي جرت فيها العملية لا تتبع لهم ، ويستغلون سيارة مدنية رقمها أجنبي ومن المفترض لمن هذه حاله أن يهرب أو يتصل في أحسن الأحوال خاصة أن المدنيين ليسوا هدفا عند القاعده .
ضف إلى ذلك يقول ولد غده أن إطلاقهم النار كان خطأ لأنهم يطلقون النار على موكب معناه أنه أكثر منه عددا وعدة وهو ما ينافي قواعد الاشتباك السليمة ، ثم إنهم لم يصيبوا السيارة الأمامية ومع ذلك واصلوا في إطلاق النار على عجلاتها من الخلف مع أن هنالك سيارة أخرى تتبعها صالحة لحمل الأسلحة الثقيلة ما يعني أن الانشغال بعجلات سيارة أفلتت عنها غير منطقي .
كل هذه الأمور يقول ولد غده دفعتني للتقصي ، واستدعيت ابن عمي محمد ولد محمد امبارك وسألته هل بإمكانه التسجيل فأكد أنه يستطيع تسجيل روايته وسجلها ، وزادت ثقتي فيه أنه لم يأخذ مني شيئا مقابل هذا التسجيل ، وحين عرضت عليه تهريبه خارج البلاد رفض مغادرة البلاد قائلا إنه على حق ولا يخاف أحدا .
ولد امبارك في تقديمه لروايته قدم رواية مغايرة لرواية ولد غده قال فيها إن ولد غده اتصل به عبر (مسنجر ) وغرر به ودفع له مليونين وأكد له أنه لن ينشر الفيديو وإنما هدفه منه هو ابتزاز المستشار الأمني للرئاسة احميده ولد اباه .
وأعرب ولد محمد أمبارك عن أسفه للاستغلال الذى حصل له من قبل الشيخ محمد ولد غده، وعن مغالطته للرأي العام مقابل منافع شخصية، طالبا العفو والصفح من كل متابعيه.
وقد شكل تراجع ولد محمد أمبارك عن أقواله صدمة فى القاعة لعضو مجلس الشيوخ السابق محمد ولد غده وأنصاره ما دفع ولد غده إلى الرد بقوة قائلا أنا "ولد عمي هذا كان معي في السجن ولم يزر أحد طيلة إقامتنا وأنا من كنت أعيل أسرته وأعطيته المال وسأعطيه له في المستقبل وبعد وصولنا هنا إلى المحاكمة وجلوسنا في القفص أخبرني أنه سيغير روايته فقلت له طيب إذا كنت ستغيرها إلى الحق فهذا أسلم وإذا كنت ستغيرها لغيره فكثيرا ما هز الضغط والسجن الرجال لكن أطلب منك أن لا تقول إلا الحق فيما اشتركته معك شخصيا وهذا ما يبدو أنه للأسف لم يلتزم ونفى ولد غده رواية ولد امبارك .
صدمة الدفاع
يبدو أن تصريحات الضابط فاجأت الدفاع أيضا وصدمته ولذلك لم ينتبه إلى بعض الثغرات داخل تصريحات ولد امبارك والتي كان يمكنه استغلالها كقوله إن الإضافات والملاحظات التي قال ولد غده إنه لاحظها في الرواية الأولى ودفعته إلى تفنيدها هو من قالها له وكأنه يفتخر بذلك لكن الدفاع لم يقف عند هذا التصريح ولم يلفت انتباهه حتى ...
ولد امبارك يشكو سبه في القاعة وتمجيد ولد غده
ولد امبارك وخلال حديثه في المحكمة شكى إلى رئيسها أنه يسمع بين الفينة والأخرى بين السب له كقول البعض " مر إحشمك " كما يستمح أحيانا إلى بعض العبارات التي تمجد ابن عمه ولد غده كالقول عند كل كلمة يقولها "حيدره " وهو ما رد عليه رئيس المحكمة بالقول إن ولد امبارك محمي في المحكمة ومن أصابه بسوء بلسانه أو يده سيندم على ذلك .
ولد محمد أمبارك بعد إلحاح الدفاع في الأسئلة له أصبح يكرر جملة واحده وهي أنه كان يكذب، وإن حقيقة حادثة اطويلة ماصرح به النقيب الحاج ولد احمودي في القناة الرسمية والآخر إملاء من ولد غدة تحت سلطة المال.
وبعد تكرير المحامين للأسئلة اعترضت النيابة من جديد مؤكدة أن هنالك فرقا بين إنارة المحكمة وبين دفع المتهم إلى الإقرار على نفسه .
لترفع الجلسة على أن تعود المحكمة للانعقاد في الاثنين المقبل .