محام يكتب تعليقا على أزمة سعداني : نحتاج للصراخ فرادى وجماعات

أحد, 05/08/2018 - 10:56

حين رفضت السيدة (روزا باركس ) الانصياع للقانون الذى يلزمها كامرأة سوداء إخلاء كرسيها لإجلاس رجل أبيض ، أطلقت بتلك ال "لا" شرارة احتجاجات توجت بإلغاء ذلك القانون ، وعجلت بإقرار قانون الحقوق المدنية .

طبيعي، ذلك أنه حسب (هنرى دقيد ثورو) : " إعلان رفض مواطن واحد لقانون ظالم جائر كاف لتحقيق الهدف وخلق الوعي الشعبي "

(روزا باركس ) الموريتانية رفضت ملء الكرسي الشاغر لكونه يكرس الصورة النمطية لمكانة اجتماعية غزل تفصيلها من الجور ومشتقاته .

الفرق فى الحالة الموريتانية أن الظلم المجتمعي يرفض التجسد الخارجي فى شكل قانون قابل للإلغاء ، ويتحصن بالمقابل فى المثيولوجيا والتدين والمنظومة القيمية والقبلية بدرجة أكثر حضورا وتأثيرا .

الأدهى ، أن ما يظهر من وعي شعبي ينقلب سرابا كلما غم على النضال من أجل الحقوق، وتصور مجرد أمل فى أي انفراج مهما كانت بساطته فى ظل المهادنة والاعتراف بالبنية القبلية المبنية على انقسام طولي للمجتمع يضمن للمتسيدين والمسخرين وضعا سرمديا عصيا على التعديل ،خصوصا إذا عول فى إحداث ذلك على مجرد "حراك" و "لاء" شخصنت عمدا حتى لا تحقق هدفا ولا تخلق وعيا شعبيا.

" أن نفكر أن نقول لا" ، ولكن ، أن نسعى للتغيير ، فنحن نحتاج للصراخ فرادى وجماعات

لا ...

لا ...

لا ...

و أكثر ...