طالعت قبل أيام في موقع نوافذ الجاد خبرا نسبه إلى الحلف الذي يتزعمه وزير المالية والاقتصاد ولد أجاي في ولاية البراكنة مفاده أن هذا الحلف لن يدعم لائحة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية للنواب في هذه الولاية؛ لأن رأســها من قبيـــلة أولاد أبييري التي لا تمثل السكان الأصلييــن لعدم انتمائها في الأصل إلى الولاية ! وحسب هؤلاء فقد جاءت هذه المجموعة مهاجرة في موجة الجفاف عام 1974م. وعليه فمن الظلم للسكان "الأصليين" انتخاب أفرادها في مثل هذه المناصب ذات الدلالة والرمزية. .
وحيث إن المقام هنا لايسمح باستعراض واقع السكان وانتماءاتهم ومرجعياتهم السياسية لا في الماضي البعيد، وإنما في العهود القريبة؛ حتى يتبيَّن الأصيل من الوافد؛ لما في ذلك من التطويل والضبابية أحيانا؛ بل ولما فيه من الإحراج والحساسيات بالنسبة للبعض، إذ قد يصل حــدَّ البحث عن الآباء ومدافنهم والأراضي المملوكة لهم ومن كانوا أمراء عليه أو حلفا معه أو غارمين له...قبل قيام الدولة وتقسيــم الولايات؛ وهو ما قد يعصف بالخارطة من أصلها فيضع رجالا خارج مناطق نفوذهم السياسي اليوم، بل ربما يضعهم على كوكب المريخ حين لا يجد لهم مكانا معروفا على هذه المبسوطة.
والغريب المفاجئ هنا أننا كنا نعتقد أن مثل هذه الاعتبارات قد أكل عليه الدهر وشرب، وأنه قد أظلنــا زمان نطمح أن يكون رباط الوطنية وظهر هذه المبسوطة كافيين فيــه لتحقيق روح الأخوة بيننا؛ أحرى إن كان يجمعنا الإسلام والتاريخ والمستقبل ... قبل أن نصــطدم ـ مع الأسف ــ بهذه الدعوات المنكرة التى تبث روح التمييـز والتفرقة والكراهية... بين السكان، لكن مشـــكلة الوزير مع التاريخ والأنساب يبــدو أنها سبقت مشكلته مع المال والاقتصــاد.
وعلى كل حال سنكتفي في هذه العجالة الأولية بإبداء بعض الملاحظات المختصرة على هذا النـــحو:
ـ قل للوزيـــر إن هذه الولاية (ولاية البراكنة) مضافة إلى بركـــن بن هداج بن عمران بن عثمان بن مغفــر بن أدي بن حسان ، وبــركن المذكور هو الجدُّ الرابع لولي اللــه أبي يعلى أحمد أبييري بن محمد بن عبد الجبار بن كروم بن ملوك بن بركن الذي يــريد الوزيــر أن يجعل ذريتــه غــرباء في إمارة والدهم.
قل للوزير إن حلف البشــائر الذي يؤرقه ولا يستطـــيع أن يعبــر عن نواياه اتجاهه تقـوده قبيلة أولاد أحمد بن عبد الجبار بن كروم بن ملوك بنبركــن وهــو(أحمد) عــمُّ أبييري المذكور، فلماذا ــ سيادة الوزيــرــ يحلُّ لهؤلاء ما يحــرم على أولئك وهم أبناء رجل واحد وفى منطقة جغرافية واحدة منذ نشــأتهم..
ــ قل للوزيــر إن دعمــه للائحة نواب حزب الاتحاد في مقاطعة ألاك مستغنى عنه فقد رشحهم حزب قوي وتدعمهم مجموعات سكانية وازنة وقواعد شعبيــة ثابتة لاسلطان له عليها ، وسينجحون رغم أنفه وسيدعمهم مكـرها شــاء ذلك أم أباه.
ونتحــدّاه أن يعبــر عن موقف مخالف لهذا!.
ــ قل للوزيــر إن المناطقة يقولون:" إن فاقد الشــيء لا يعطيه" و"إن المشغــول لا يشغــل ثانية"، فليس للوزيــر قاعدة شعبية في مقاطعة ألاك يمكن أن يصرفها عن مرشحي الحزب ، كمــا أنه مشغــول في مقاطعة مكطع لحجار فقـد ثار ضده ـ نتيجة لعوامل مختلفة ــ معظــم سكانها الأصليين ونبذوه وراء ظهورهم في وقت كان فيه بحاجة إلى من "يتبناه".!
ــ قل للوزيــر إن ثورته ضــدّ مرشحي الحزب في ألاك لن تكون مغازلة رقيقة للامتدادات الشعبية لأولئك المرشحين في مكطع لحجار خاصة من ينتمون إلى مهاجري 1974م وماهم بالقليل ولله الحمد هناك.
ـــ وأخيرا قل للوزير إننا نعــرف مساقط الحجــر ومنابت الشجــر من هضبة تكانت الشامخة إلى سهول جونابة الوادعــة؛ ونميـــز بين ما كان منها في منبته الأصلي وما كان وافدا إلى تلك البلدة الطيبة، بل وما لم تكن له أصول ولا فروع هنا ولا هناك .
الأستاذ سيدي محمد ولد الطلبة