نوافذ (نواكشوط ) ــ أجرى موقع نوافذ مقابلة خاصة مع الفائز الأول في باكلوريا الرياضيات لهذه السنة محمد محمود ولد القاظي ، تحدث خلالها عن يومياته في عام الباكلوريا ، وقصة سعيه إلى الريادة في المسابقة، وكيفية تعامله مع الأسئلة ، وكيف وافق بين ولعه بكرة القدم وضغط المراجعة في عام الباكلوريا .
كما تحدث ولد القاظي عن هوايته المفضلة وطموحه في المستقبل .
أجرى المقابلة عبد المجيد ولد إبراهيم وهذه تفاصيلها :
نوافذ : شعورك وأنت تتربع على عرش الفائزين في باكلوريا الرياضيات ؟
محمد محمود القاظي : أشكركم على هذه المقابلة ــ الحمد لله ــ أشعر كباقي التلاميذ وككل من يحصل على هذه المرتبة بالفرح أولا ، وأحمد الله على الحصول على هذه المرتبة التي أعطاني فهذا كله من فضله .
وأنتهز هذه الفرصة لشكر أساتذتي الذين أطروني خلال هذه الفترة والذين كانوا رفقاء لي يرشدونني بنصائحهم وتوجيهاتهم وأخص أستاذي في الإعدادية والثانوية العسكرية ادحه ولد الحضرامي الذي كان أبا ومرشدا وصاحبا ، والأستاذ إبراهيم ولد ألمين أستاذ الرياضيات الذي درسني في السوابع بالثانوية العسكرية ، وأستاذ الفيزياء المتميز الخليفة ولد إسلم ، وأشكر الثانوية العسكرية ، وجميع من ساهم من الزملاء من قريب أو بعيد في هذا النجاح والحمد لله .
نوافذ : كيف كان طريقك إلى المرتبة الأولى في باكلوريا الرياضيات ؟
محمد محمود : طبعا كما قال الشاعر : وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
طريق بذلتُ فيه جهدا كبيرا وساهمتْ فيه عدة عوامل بينها المدرسة والأساتذة والبنية التربوية .
أولا : المدرسة درست الثانوية في الثانوية العسكرية وهي من أهم المدارس وأكبرها على المستوى الوطني عموما ، وتحتوي على طاقم تربوي متميز من السنة الأولى إعدادية وحتى السابعة ثانوية ، وهي مقصورة على الرياضيات لكن طاقمها التربوي كله متميز في اللغات وغيرها ، وتهتم بجميع المواد .
ثانيا : جو المدرسة في داخلها والتأطير في نظامها وصرامتها وفرضها المراجعة على التلاميذ وحصصها الليلية المبرمجة كل ساهم في صناعة هذا الحلم ، وهي فرصة لشكرها إدارة وأساتذة على التدريس والتأطير .
ثالثا الأهل : طبعا وهم جانب أساسي لأنهم من يربي التلميذ على بذل الجهد ويواكبونه لأن الدراسة تراكمية ومن مراحل متقدمة يحتاج التلميذ فيها إلى تأطير ، فأشكر أهلي أطال الله أعمارهم ومتعني بهم على ذلك .
رابعا : جهد التلميذ وهو لا يقل أهمية عما سبق ذكره وهو من أهم العوامل ، وقد بذلت جهدا في مراحل متقدمة ولم أبخل شيئا ، وفي هذه السنة حصلت على الرتبة الأولى في أولمبياد الفيزياء بفضل الله ، وبفضل أساتذتي والزملاء وجو التنافس الذي يطبع القسم وهو شيء مهم بالنسبة للتلميذ ، فهو يحفز التلاميذ على حصد مراتب متقدمة لتعودهم على جو التنافس ، فالمسابقات التي شاركنا فيها ، في الأولمبياد وشهادة ختم الدروس الإعدادية وكل ما مررنا به من هذه المسابقات يعطينا نبذة عن المسابقات لأن المسابقات الوطنية منهجية في طريقة الإجابة ونحوها .
ما بقي أيضا يتمثل في أن لا يركز التلميذ على المواد الأساسية فقط ، لأن التفوق لا بد لصاحبه من قراءة كل المواد والبرامج كلها من مواد ثانوية ولغات ...وهذا يتعلق بجهد التلميذ في الراحات التي يجب أن يستغلها في دراسة اللغات ونحوها .
نوافذ : ما ذا عن يومياتك في سنة الباكلوريا ؟
محمد محمود : أكثر وقتنا في الثانوية فيها نبيت وبالنسبة ليومياتنا فيها : نستيقظ الخامسة فجرا نصلي الصبح ثم من الخامسة إلى السادسة نقرأ المواد الحفظية كالتربية الإسلامية واللغات وكل ما هو خارج عن نطاق المواد الرئيسة التي تشغل جل وقتنا ، وبما أننا ليس عندنا دوام خارجي نواصل دارسة المواد الحفظية حتى الثامنة ، من الثامنة تبدأ الحصص الاعتيادية مع أساتذتنا وتتواصل حتى الثانية أو الثالثة لنستريح ونتغدى ثم نذهب إلى المنام للنوم في القيلولة ولا يقطع نومنا إلا الصلاة التي يفرض علينا الاستيقاظ لها وأداؤها في المسجد ، ومن الخامسة إلى السابعة نواصل دراستنا في الأقسام بحُرية ، أما أوقات القراءة المركزة فهي بعد صلاة المغرب وحتى الساعة صفر أو الواحدة فجرا والثانية .
نوافذ : ما ذا عن كيفية استغلالك لأوقات الفراغ ؟
محمد محمود : الفراغات في الثانوية أوقاتنا مشغولة كلها أما ما نحتاجه استغلاله وبذل الجهد فيه فهو أيام العطلة التي فيها المغريات ، فأسبوع الثانوية يعيننا بأننا نسلم فيه من كثير من هذه المغريات كالهواتف والتلفاز .
نوافذ : هل تحاول تعويض ما فاتك في اسبوع الثانوية ؟
محمد محمود : حين نخرج ننزل متعبين والأكثر فينا في مساء الجمعة ويومها الميل إلى الترفيه فلا بد لنا من الغوص في الانترنت ونحو ذلك .
أما أيام العطلة الأخرى فكان أساتذتنا في الثانوية ينظمون لنا دروسا إضافية في مدارس خصوصية بدون تعويض .
نوافذ : باكلوريا هذه السنة تزامنت مع مباريات كأس العالم كيف كنتم توفقون بين المراجعة ومشاهدة المباريات ؟
محمد محمود : والله كأس العالم كان من أهم أحداث هذه السنة وكان يقلقنا قبل انطلاقه كيفية التوفيق بينه والدراسة ، ونحزن أنه سيفوتنا بعضه أو نشاهده بدون متعة ، بالنسة للمونديال مهم عندنا لأنه حدث استثنائي يأتي كل أربع سنوات ومنذ سنوات ونحن ننتظره ، حقيقة تركنا التصفيات الأولية كدوري المجموعات لكننا نشاهد المباريات المهمة كمباريات ألمانيا إسبانيا فرنسا البرازيل الأرجنتين وكل الفرق التي نشجع أو تلك التي نخاف أن تسقطها لا يمكن أن تفوتنا مبارياتها لكن المباريات ساعتين فقط نحاول تعويضها ، والمباريات غير الأساسية نتركها .
بالنسبة للانترنت شديد على التلاميذ فراقها وإن أمكن للتلميذ أن يطلقه طيلة السنة فذلك أفضل لكنه صعيب ، فإذا يجب على التلميذ أن يحاول أن لا يفسد عليه الانترنت فيخصص له يومين من العطل مثلا ، مع أن الانترنت يستغل في أشياء مفيدة ويجب على التلميذ أن يعرف ذلك ويستغل إيجابياته ويتجنب سلبياته .
نوافذ : في طريقة تعاملك مع الدروس تعتمد على الحفظ أم الفهم ؟
محمد محمود : الحفظ والفهم وسيلتان يجب أن يرافقا التلميذ فالفهم هو وسيلة الحفظ ، فحين تفهم يسهل عليك الحفظ ، والمواد الرئيسية المهم فيها الفهم والتمرن ، الفيزياء مفتاحها الأستاذ فلا بد لها من أستاذ يفهمها لك ويكرس جهده لذلك ، وهنالك مواد حفظية كالتربية الإسلامية مثلا .
الحفظ مهم في المواد الثانوية ، والمواد الرئيسة مفتاحها الفهم مع أن القوانين فيها تحتاج إلى الحفظ ، معناه أن التلميذ يحتاج إلى أن يبذل جهدا في برمجة المعلومات واستخدامها في سياقها ، فينظم وقته وينظم طريقة قراءته فقراءة مركزة ومجدية ولو كان وقتها ضيقا أفضل من قراءة مشتة وغير مركزة ولو مدة طويلة .
نوافذ : كيف كان تعاملك في الامتحان مع المادة الأولى ؟
محمد محمود : المادة الأولى من التربوي أنها أصبحت مادة التربية الإسلامية التي يأتي التلميذ متأكدا أنه حفظها ولن يجد فيها صعوبة ، فهي تدخلك أجواء الباكلوريا وهذا يعينك .
نوافذ : وفي غيرها من المواد الأساسية ما الذي تفعل هل تخصص وقتا للقراءة قبل البدء في حل التمارين ؟
محمد محمود : أولا أنظر في كل الأسئلة وأبدأ بالأسهل ، ومن المهم استغلال الوقت ، والتريث لأن الأسئلة في الرياضيات تكون سهلة أحيانا لكنها تحتاج لتكرير النظر فيها .
نوافذ : ما هي هوايتك المفضلة ؟
محمد محمود : لدي هوايات متعددة بينها الرياضة ومشاهدة الأفلام وأشعر أني في أسعد أوقاتي حين أكون في جلسات مع الأصدقاء خاصة أثناء السمر الليلي .
نوافذ : ما ذا عن طموحك ؟
محمد محمود : طموحي أن أكون مهندسا .
نوافذ : شكرا على قبول الاستضافة ونتمنى لك مزيدا من التألق