لاشك أن القمة نجحت بغض النظر عن الهنات الإعلامية والتنظيمية
نجحت أمنيا وهو مكسب كبير يحسب لفخرنا ورمز وقارنا الجيش الوطني البطل بكل تشكيلاته ورجال قوات الأمن
حقا نحن فخورون بأعين مفتوحة وهامات سماوية وأصابع استقرت على الزناد وعلى مدار الساعة لتأمين ضيوفنا وحفظ سكينتنا العامة
نجحت ديبلوماسيا لا مكابرة في ذلك حيث استقطبت غالبية رؤساء دول وحكومات القارة ولحضور ماكرون رمزية يفهمها الأفارقة فى مثل هذه الظروف
نجحت إعلاميا على المستوى الخارجي فحظيت بتغطية معتبرة من أبرز فضائيات العالم العربية والدولية
نجحت فى فرض موريتانيا كمتحكمة فى جدول الأعمال لاتقبل المساس بملفاته مهما كانت حساسيتها مثال ذلك نقاش ملف الصحراء العربية ورفض اعتبار ملف الخلاف الليبي الداخلي نقطة فى جدول الأعمال
كان لذلك أثر مهم فى"تزخيم"القمة إعلاميا بفعل ردود الفعل فرئيس وفد ليبيا انسحب وموفد ملك المغرب غضب وفى كل قمة لابد من نقاط مثيرة للجدل يمنحها الإعلام مساحات تصب فى "انجاحها "إعلاميا
نجحت أيضا فى إرباك محور دكار- الرباط - باريس
فمستوى التعاطى الرسمي الموريتاني مع الوفدين المغربي والسنغالي وحضور ماكرون بعد ساعات من حديث الرئيس عزيز عن تدميرفرنسا لليبيا كلها منحت الديبلوماسية الموريتانية أظافر بدون طلاء هذه المرة ومن ذلك استدعاء رئيس البوليزاريو الذى شكل حضوره مع ألوان علمه لأول مرة"تكشيرة"رد عليها المغرب بالمثل فأرسل وزيرخارجية مع أنه حضرممثلا بالملك نفسه فى قمة سابقة وجمعته الصورة برئيس البوليزاريو فكان على الأقل على المغرب إرسال وزيره الأول غير أن سياسة(التكشير ) المتبادل طبعت علاقات البلدين خاصة بعد تسيير معبر بري بين موريتانيا والجزائر
وبمفهوم الربح والخسارة فإن محور نواكشوط- الجزائر حقق المكسب الأبرز فى هذه القمة التى فرض عليها"اجنداته"إلى حد ما ولربما كان حضور رئيس البوليزاريو إشارة غيرمشفرة بأن البوصلة تسير شمالا بالنسبة لموريتانيا التى ينام حيادها على"ارجوحته"بهدوء تراوده عواصف "الميلان"شمالا عن نفسه
نجحت القمة أيضا محليا فى التغطية وهو أمر مهم للحكومة على موجة الجفاف ونذر المجاعة وافلاس بعض المؤسسات الوطنية وفضائح تسيير الشأن العام وكوارث التنصيب القبلي للحزب الحاكم وبيانات ولدبوعماتو وصراع بيرام مع الصحافة وإضراب الأطباء وغيرها من الملفات المحلية الحساسة وغير المريحة بالنسبة للنظام
نجحت القمة أيضا فى إظهار جهود عزيز فى تطوير الجيش الوطني والبنى التحتية التى غطى قصرالمؤتمرات الجديد والمطار الجديد على هشاشة معظمها
نعم تلك بعض من نجاحات قمة نواكشوط والتى لم تختلف عن القمم الأخرى بدأت بجلسة افتتاح وانتهت بجلسة ختامية وبيان ورقي سيذوب حبره عند بزوغ شمس أول يوم بعد انتهائها
ولعلها مفارقة أن تحمل القمة شعارمحاربة الفساد فى بلد لولا فسا د نظامه الحالي لاستضاف كل القمم السابقة واللاحقة بمافيها القمة الأمريكية الكورية الشمالية
حبيب الله ولد أحمد