الإذاعة الوطنية والآفاق الواعدة

ثلاثاء, 05/06/2018 - 21:53

نوافذ (نواكشوط ) ــ بات واضحا للعيان أن المدير العام للإذاعة الوطنية عبد الله ولد أحمد دامو يخطو بهذه المؤسسة خطوات كبيرة على درب الإصلاح لتكون قادرة على لعب أدوارها في مرحلة مفصلية من تاريخ البلاد.

فرغم كل المعوقات وصل الرجل الليل بالنهار والغداة بالأصيل وبدوام مضاعف من أجل وضع قطار الإذاعة على سكته الصحيحة.

مافتئ ولد أحمد دامو منذ تسلمه مهامه يحث بل يلح على الإذاعيين أن يزيدوا من منسوب الشعور بالإنتماء للمؤسسة وأن يدركوا أن الآخرين لن يحترموا الإذاعة إﻻ إذا احترمها أهلها أوﻻ : داعيا إياهم إلى تكثيف الاجتماعات فيما بينهم للخروج بتصورات مفيدة.

فتحت الإذاعة تكوينا دائما لعمالها انعكس ايجابيا على أداء المؤسسة على المستويات الإنتاجية والفنية وفق رؤية علمية توصى بالتركيز على البرامج القصيرة وتنويع مضامينها وتوحيد مضامين نشرات الأخبار بجميع اللغات الوطنية على ضوء مسطرة برامجية هي الآن فى مرحلة وضع اللمسات الأخيرة علبها.

واستطاعت الإذاعة أن تجتاز تحدى شهر رمضان المبارك،إذ قدمت للمستمعين والمشاهدين موائد إنتاجية تحوى برامج مفيدة ومتنوعة بأسلوب وقور وتناول متوازن طالت جميع المواضيع ذات الصلة بشهر رمضان العظيم،ونظمت مسابقات ذات جوائز قيمة تركز على القرآن الكريم والسيرة النبوية والمديح النبوى وتخصص حيزا مهما للمقاومة وأبطالها والمحاظر وشيوخها ولمحاربة بعض المسلكيات الضارة كالغلو والتطرف والتعصب والمخدرات والفساد ، كما استحدثت فقرتين مهمتين فى برنامج" ليالى رمضان"هما"نساء فجر النبوة"و"من أعلامنا".

وﻻ تقل الإصلاحات في المجال الأخلاقي للمؤسسة عن مجاﻻت الإنتاج،فالمدير العام خلص منذ الوهلة الأولى إل أن تطوير الإذاعة لن يتم إﻻ بخلق بيئة مناسبة أو مناخ أخلاقي مؤسسي وهنا عمد إلى تفعيل النظام داخل المؤسسة حتى يشعر الجميع بأن عليهم الإنصياع للقوانين ذات الصلة،كما خيب المدير العام آمال بعض السعاة ببريد الوشاية وبالأراجيف داخل المؤسسة ممن لم يستطيعوا الدخول من أبواب الإنتاج المشرعة فأرادوا أن يتسللوا من شقوق وجحور النميمة.

وأكد المدير العام فى اجتماعات عديدة أنه لن يجزى أحد فى الإذاعة إﻻ بما كان يعمل.

وهكذا بدأ المنتجون يشعرون بأن عليهم أن يضاعفوا جهودهم وهكذا أيضا صعق الذين يقتاتون على فتات أحاديث الناس فى مجالسهم بعد أن اتخذوا الوشاية تجارة وظنوا أنها لن تبور.

ﻻمكان فى الإذاعة إﻻ لمن يخدم الإذاعة بقلمه وبحنجرته ﻻبأذنه.

وهذا الأخير بدل أن يترنم مع بشار ابن برد ببيته الخالد:

ياقوم أذنى لبعض الحي عاشقة

يقول لسان حاله:

ياقوم أذنى لبعض الحي حاسدة

والشعور طاغ بأن الإذاعة تحقق نجاحات كبيرة غير أن أهلها يدركون أن للنجاح ضريبة،وكلما ارتفع صخب وقع النجاح ذوت وبحت أصوات المشككين الذين يسبحون عكس التيار ويغردون خارج السرب ويريدون التشويش على المسار التصاعدى للإذاعة الوطنية.

بقلم محمد ولد سيد محمود