نوافذ (نواكشوط ) ــ نقل الوزير محمد فال ولد بلال تدوينة على الفيس بوك بعد أكثر من شهر على نشر صاحبها له دون أن يحيلها له بصورة دقيقة وواضحة ، وحين أورد الوزير عرضيا عزوا لمن سماه صديقا فى تعليقه على الرسالة جانب الصواب ، فالتدوينة ليست لصديق له قطعا ، فهي للقاضي أحمد ولد المصطفى ، والرسالة غير منشورة والنسخ أو النسخة المتاحة منها تتداول فى نطاق لا يتجاوز أصابع اليد وليس منهم صديق الوزير الذى يلحد إليه ، ما يعني أن معاليه لجأ إلى أسلوب لا يليق بمنزلته السياسة والعلمية .
ما ضر سعادة الوزير لو كان أورد التدوينة منسوبة لصاحبها إن كان معناها أعجبه ، وما الذي يدفعه وهو المعروف بقلمه لهذه الاستدانة أو السلفة حتى لا نقول غير ذلك .
وإليكم تفاصيل هذه الاستدانة التي أدخلت وزيرنا ورطة :
كتب الوزير محمد فال بلال في الثالث من شهر مايو 2018 عن تمام 11:02 م :
الشيخ عبد الله ولد داداه رحمه الله،
اقتِناعا مني بأنّ ذكر الصالحين ومراجعة سيرهم وسماع أخبارهم يثلج الصدور وينزل السكينة.. ارتأيتُ أن أذكر في هذه الجمعة المباركة جزءاً يسيراً من مناقب الولي الصالح، الشيخ عبد الله ولد داداه رحمه الله، وخصاله الحميدة .. ترحما عليه وطلبا واستِدرارا لبركات الله .. عند ذكر الصالحين تتنزل البركات.
في عام 1974، أرسلت الحكومة الموريتانية إلى الشيخ عبد الله ولد داداه رحمه الله - عن طريق حاكم مقاطعة بتلميت - مبلغا ماليا، فأعاد الشيخ عبد الله المبلغ، مع الرسالة التالية :
"سلام ورحمة الله وبركاته، من الكاتب إلى السيد الفاضل سيدنا، ورئيسنا، ومتولي أمورنا ومصلحها، الحاكم : ماسينا ممدو، من موجبه إعلامكم أن الفضة التي بعثتم لي مع إمام المسجد أحمد ولد ألفق المصطفى أتتني، وشكرتكم على ذلك، وقد بعثتها لكم لتردُّوها إلى الوزارة التي أرسلتها لكم، وما رددتها لكم إلا لأني رأيت كثيرا من الأحاديث الصحيحة فيها التحذير والوعيد لمن يأخذ على تعليم القرآن أو العلم شيئا من الدنيا، فأنا أخاف ذلك الوعيد، وقد كنتُ نويتُ قَبلُ لِـ لله أن لا آخذ نوعا من الدنيا في مقابلة تعليم أحد من المسلمين، ولا أقدر أن أنقض تلك النية،، ولا أُقَاسُ على السادة الذين يُقرِئُون بأمر من الحكومة، وتعطيهم المال ويأخذونه، فأخذهم للمال ليس في مقابلة التعليم، حاشاهم من ذلك، وإنما هو في مقابلة حبس الحكومة لهم عن تصرفهم في طلب معاش من يلزمهم، وأنا لست محبوسا، ولا أعمل للحكومة، فأي سبب آخذ مالها به؟ أسأل الله أن ينصرها ويسددها ويعينها، ويخذل أعداءها، فأطلب من سيادتك أيها السيد أن تقبل مني عذري، وتعتذر عني للوزارة التي أرسلت الفضة، وأنت أدرى بما تقول لهم، وما كنت أحب أن أصرح بعذري، لما فيه من شبه تزكية النفس، لكن ظننتُ أو تحققتُ أني يَجِبُ عليَّ أن أقوله، مخافة أن تظنوا أني رددتُ تكرمتكم من غير عذر../.. وكتب عبد الله ولد داداه / سادس المحرم عام 1394 هـ"../ والرسالة موجودة بحوزة أحد الأصدقاء الأعزاء في مجموع يحوي رسائل وفتاوي الشيخ عبد الله ولد داداه رحمه الله..
وعلّق صديقي: كتبت هذه الرسالة في يناير 1974، وتوفي الشيخ عبد الله في يوليو من نفس السنة، فكانت من آخر ما كتبه.. وفي الرسالة ورع وقناعة نادرين، وتلطف وثناء ودعاء للحكومة،، وفيها فتوى بجواز أخذ الأجر على الوظائف الشرعية مقابل حبس القائم بها لنفسه عليها، وأخرى بجواز بيان العذر، وإن تضمن شيئا من تزكية النفس.
نفس التدوينة كان القاضي أحمد ولد المصطفى كتبها يوم 22 مارس 2018 حيث دون :
صَبَاحِية..
فِي عام 1974، أرسلت الحكومة الموريتانية إلى الشيخ عبد الله ولد الشيخ سيد محمد ولد الداه ولد داداه رحمهم الله ـ عن طريق حاكم مقاطعة بتلميت ـ مبلغا ماليا، فأعاد الشيخ عبد الله المبلغ، مع الرسالة التالية: <<سلام ورحمة الله وبركاته، من الكاتب إلى السيد الفاضل سيدنا، ورئيسنا، ومتولي أمورنا ومصلحها، الحاكم: ماسينا ممدو، من مُوجِبه إعلامكم أن الفضة التي بعثتم لي مع إمام المسجد أحمد ولد ألفق المصطفى أتتني، وشكرتكم على ذلك، وقد بعثتها لكم لتردُّوها إلى الوزارة التي أرسلتها لكم، وما رددتها لكم إلا لأني رأيتُ كثيرا كثيرا من الأحاديث الصحيحة فيها التحذير والوعيد لمن يأخذ على تعليم القرءان أو العلم شيئا من الدنيا، فأنا أخافُ ذلك الوعيد، وقد كنتُ نويتُ قَبْلُ لِـ للهِ أن لا آخذ نوعا من الدنيا في مقابلة تعليم أحد من المسلمين، ولا أقدر أن أنقض تلك النية، ولا أُقَاسُ على السادة الذين يُقْرِئُون بأمر من الحكومة، وتعطيهم المال ويأخذونه، فأخذهم للمال ليس في مقابلة التعليم، حاشاهم من ذلك، وإنما هو في مقابلة حبس الحكومة لهم عن تصرفهم في طلب معاش من يلزمهم، وأنا لستُ محبوسا، ولا أعملُ للحكومة، فأيُّ سبب آخذ مالها به؟، أسأل الله أن ينصرها ويسددها ويعينها، ويخذل أعداءها، فأطلبُ من سيادتك أيها السيد أن تقبل مني عذري، وتعتذر عني للوزارة التي أرسلت الفضة، وأنت أدرى بما تقول لهم، وما كنتُ أحب أن أصرح بعذري، لما فيه من شبه تزكية النفس، لكن ظننتُ أو تحققتُ أني يَجِبُ عليَّ أن أقوله، مخافة أن تظنوا أني رددتُ تكرمتكم من غير عذر../.. وكتبَ عبد الله بن داداه/ سادس المحرم عام 1394 هـ>>../ الرسالة في مجموع بحوزتي يحوي رسائل وفتاوي للشيخ عبد الله ولد داداه رحمه الله..
قُلْتُ: كُتِبَتْ هذه الرسالة في يناير 1974، وتوفي الشيخ عبد الله في يوليو من نفس السنة، فكانت من آخر ما كتبه..
في الرسالة ورع وقناعة نادرين، وتلطف وثناء ودعاء للحكومة، يصنفه البعض عن جهلٍ "تصْفَاگًا"، وفيها فتوى بجواز أخذ الأجر على الوظائف الشرعية مقابل حبس القائم بها لنفسه عليها، وأخرى بجواز بيان العذر وإن تضمن شيئا من تزكية النفس..
يومي، ويومكم إلى توفيق وتوفيق..