في ذكرى رحيل الرئيس (اعل )سفير سابق يكتب عن آخر كلمة قالها ومحطات بارزة في حياته

اثنين, 30/04/2018 - 17:56

نوافذ (نواكشوط ) ــ كانت آخر كلمة تفوه بها الراحل اعل ولد محمد فال (لاحول ولا قوة إلا بالله).. كان ذلك ظهر الجمعة 05 مايو 2017 على تمام الساعة الثانية ودقيقة واحدة زوالا فى فناء خيمته البدوية بجوار هضبة "إميجك" على بعد 135 كلم شمال غرب الزويرات .. لم يكن الرجل قبل ساعتين من لحظة الأزمة يعاني أي شيء وإنما هي مشيئة الله الذي اختاره إلى جواره واستجاب لرغبته فى أن يحيا قويا ويرحل دون أن يحتاج لمواساة أحد.

يقول المرافقون إن أول وعكة المت بالرجل كانت فى حدود الواحدة والربع زوال نفس اليوم وأنه تعافى منها واستعد بثبات ورباطة جأش للآتي، فولى وجهه شطر القبلة وطمأن مرافقيه بأنه بخير وسيخلد لراحة قصيرة، تحولت فجأة إلى راحة أبدية.

منً الله على الرجل بحسن الخاتمة فى ساعة الجمعة وأحاطه بلطفه وعنايته وكما كان يقول دائما بنبرة مفعمة بالإيمان "الأحياء فى رحمة الله والأموات فى رحمته التي تغمر الجميع وهو المعول عليه وله الأمر من قبل ومن بعد".

لقد عاش الرجل مؤمنا منضبطا وغادر مؤمنا منضبطا .. ودعوني أقول بأن الموت لم يفاجئ الرئيس المرحوم اعل ولد محمد فال فقد كان يقول "إن كل يوم هو بمثابة حياة جديدة وأن احتمالات الموت والحياة كل يوم متساوية والمؤمن من يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا".

لم تكن الأمور سهلة بالنسبة للمرافقين فقد تحلوا بالصبر وكانوا متميزين وبادروا بالاتصال مباشرة برئاسة الجمهورية فى حدود الساعة الثانية وخمسة وأربعين دقيقة لأبلاغ الخبر وتأمين ظروف نقل الجثمان إلى العاصمة فى ظروف مريحة وتجاوبت الرئاسة بسرعة وعبأت الدولة كافة وسائلها وبادرت مشكورة باتخاذ كل الاجراءات ورتبت مع أسرة الفقيد التي تشمل كل أفراد الشعب الموريتاني مراسم جنازة رسمية مهيبة ونقل الجثمان جوا إلى نواكشوط ورتب كل شيء وصلى على الفقيد أزيد من 100 ألف شخص لم يسعهم جامع ابن عباس فانتظموا فى صفوف لا متناهية اكتسحت كل الشوارع والساحات المجاورة وشيعوا الجنازة إلى مثواها الأخير فى مقبرة لكصر حيث تم الدفن فى حدود الساعة الواحدة صباحا من يوم 6 مايو 2017..

وخلال أيام العزاء تحول منزل الفقيد إلى قبلة لملايين الموريتانيين من كل الأعمار .. من كل الأجناس .. ومن كل الفئات جاءوا بدافع المحبة والوفاء لرجل ككل الرجال لكنه لا يشبه أحدا، لرجل نذر حياته الحافلة لتكريس اللحمة الوطنية .. لرجل ذاد ببسالة وشجاعة عن حياض الوطن وظل يعتبر نفسه سارية لعلم وطني قدره أن يظل خفاقا مرفوعا بعزيمة الرجال المضحين الأوفياء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه... لقد كان تأبينه استفتاء شعبيا هائلا عبر من خلاله الناس كل الناس عن تعلقهم ووفائهم لرجل من الناس نذر حياته لكل الناس.

لم يقتصر تقديم واجب العزاء على الموريتانيين فقد استمر تقاطر وفود العالم وسفراؤه إلى خيمة العزاء لثلاثة أشهر متتالية، فالرجل إضافة إلى مكانته الداخلية تبوأ مكانة خارجية مرموقة فى كافة الدوائر الاقليمية والدولية ولا يتسع المقام هنا لاستعراض آلاف الكلمات وبرقيات المواساة وآلاف المراثي الشعرية والنثرية التي يتطلب استعراضها مجلدات ومجلدات، كما لا يتسع لإيفاء الأسرة الخاصة الكريمة الصابرة حقها من الثناء تقديرا لما تحلت به من صبر وإيمان وجلد وأريحية فى مواجهة خطب جلل.

وحسب هذه المعالجة التي تأتي بمناسبة مرور سنة على رحيل الفقيد أن تتوقف عند شذرات من حياة زاخرة لرجل تصعب الإحاطة بكل شيمه وخصاله الحميدة، رجل مثل إلى جانب الرئيس المؤسس المختار ولد داده ثاني ركائز الجمهورية الاسلامية الموريتانية.

محطات بارزة

رحم الله الراحل اعل ولد محمد فال فقد كان وصولا للأرحام فعولا للخيرات برا لوالديه عطوفا على الضعفاء صواما قواما لا تأخذه فى الله لومة لائم .. كان حلو المعشر متحليا بصفات المؤمن يصدق فيه الحديث "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" كان متحليا بكل الأخلاق التي يحبها الله متساميا متسما بشهامة الرجال العظام جمع صفات العلم والحلم والشجاعة والوفاء .. اعل ولد محمد فال رجل لم يعش من أجل نفسه بل من أجل كل نفس .. ومن أجل رفعة الوطن .. كان مسار حياته زاخرا بالجد والتميز والعطاء فهو ولد فى 1952 بالبادية الموريتانية وتلقى تعليمه الابتدائي فى عاصمة موريتانيا المستقلة نواكشوط وتفوق سنة 1966 فى شهادة ختم الدروس الابتدائية تفوقا أهله للالتحاق بالتعليم العسكري الفرنسي الموريتاني المشترك حيث سافر فى بعثة إلى فرنسا وهنالك أكمل الاعدادية والثانوية وحاز على شهادة البكولوريا والتحق بأكاديمية عسكرية مرموقة مختصة فى تكوين ضباط النخبة لكنه غادرها سنة 1973 على اثر مراجعة موريتانيا لاتفاقياتها العسكرية مع فرنسا وتم تحويله لأكاديمية مكناس العسكرية التي درس بها لمدة ثلاث سنوات توجت بمرتبة الشرف العسكري، وموازاة حصل الضابط المميز على لصا نص فى الحقوق وعاد إلى بلاده نهاية 1976 ليعين قائدا ميدانيا ما لبث أن سطع نجمه لما اتسم به من شجاعة وما ابداه من خبرة ومن مقاربات استراتيجية جعلته دائما يربح وقائع عسكرية ويصفه مرافقوه فى تلك الحقبة بأنه صوال جوال هصور مقدام مغوار لا يشق له غبار يذود عن عرين الوطن ببسالة منقطعة النظير.

أثبت الضابط المميز ولد محمد فال جدارته فى العمل العسكري وأصبح شخصية عسكرية محورية وازنة وشارك كعضو أساسي فى انقلاب 1984 الذي أنهى حكم الرئيس محمد خون ولد هيداله وأوصل الرئيس معاوية للحكم وبعد الانقلاب عهد إليه لمدة 20 سنة بإدارة الأمن الوطني واستطاع أن يحافظ على سجله ناصعا فلم يشتك أي مواطن أو أي سياسي أو أي أجنبي من شطط ممارسة الرجل لمهامه الأمنية وكانت فترة إدارته للأمن فترة هدوء وطمأنينة لكل الناس.

فى سنة 2003 لعب الرجل بالتنسيق مع قادة الوحدات العسكرية ومع وافراد الجيش الذين احتفظوا له بالكثير من الاحترام دورا بارزا فى افشال محاولة انقلابية اذكت جذوة الجنوح إلى الاصلاح السياسي ومهدت لانقلاب 2005 الذي أطاح بالرئيس معاوية ولد سيدي أحمد لطايع ووضع ولد محمد فال على رأس مجلس عسكري يقود فترة انتقالية (2005 – 2007) طبعتها التوافقية والتشاركية السياسية بين كل الفرقاء وتميزت بإخلاء السجون وبتوسيع فضاء الحريات وبتقويم الاقتصاد وبإصلاحات دستورية تحدد ولاية الرئيس بخمس سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة توجت المرحلة الانتقالية بانتخابات رئاسية شفافة فاز فيها سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله برئاسة الجمهورية .. كرست تلك الانتخابات مبدأ التناوب وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع وحملت رئيسا مدنيا لسدة الحكم واعتبرها الفاعلون السياسيون المحليون والمتابعون الخارجيون مكسبا ديمقراطيا لموريتانيا التي نالت مصداقية كبيرة بوصفها بلدا ديمقراطيا أرسى آليات الحكم الديمقراطي بشكل يضمن الاستقرار.

لقد اتفق الجميع داخليا وخارجيا على أن المرحوم اعل ولد محمد فال قاد مرحلة انتقالية موفقة وأنجز أول تناوب سلمي على السلطة فى 19 أبريل 2007 وخرج من السلطة من أوسع الأبواب مرفوع الرأس تطوقه أكاليل الاعجاب والتقدير ودخل التاريخ من أوسع أبوابه فتلقفه العالم وفتحت له كل المنابر العالمية كصاحب إنجاز عظيم وكأحد الآباء المؤسسين للديمقراطية فى الفضاءات الافريقية والعربية والاسلامية.

لم تطل فترة حكم ولد الشيخ عبد الله فقد أزيح فى تغيير 6 أغسطس 2008 وأجريت انتخابات رئاسية سابقة لأوانها تباينت الآراء بشأن شفافيتها شارك فيها الرئيس السابق كمرشح وفاز فيها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز .

على اثر تلك الأحداث انخرط الرئيس السابق اعل ولد محمد فال فى المعارضة دون أن يؤسس حزبا سياسيا بل ظل شخصية مستقلة وازنة فى المعارضة التي أوشكت قبل رحيله أن تجمع عليه كرئيس توافقي فى انتخابات 2019.

خصال خالدة

تصعب الإحاطة بخصال الرئيس السابق اعل ولد محمد فال فصدقه واستقامته وشجاعته واريحيته وانضباطه خصال يجمع عليها القاصي والداني ولكني بدافع الأمانة ومن منطلق الوفاء أتوقف عند شذرات من خصاله مثل:

ــ القدرة الهائلة على الاستماع لمحدثه فالمرحوم اعل لا يقاطع محدثه أبدا ويستمع بكل حواسه وأحاسيسه وكأني به متلهف لمعرفة كل شيء عن أي شيء.

ــ الرئيس المرحوم من أكثر الناس قراءة للكتب فهو يستجلبها بانتظام وهي هديته المفضلة ولا أبالغ إن قلت أنه يقرأ كتاب كل أسبوع ولديه مكتبة زاخرة بنفائس الفكر الانساني من كل العصور ومن كل التخصصات ومن  كل الآفاق يحينها باستمرار.

ــ المرحوم اعل هادئ رزين ولم أسمعه على مدى 15 سنة يغتاب أحدا أو يعرض بأحد.

ــ الرئيس المرحوم عاطفي حتى النخاع فهو شديد التأثر بأحوال الناس شديد الاندفاع نحو مواساتهم وملاطفتهم يبذل الغالي والنفيس من أجل كل ما يطرح عليه من مشاكل ولديه قدرة هائلة لدفع السيئة بالحسنة لذلك ليس له أي اعداء.

ــ الرئيس اعل بر لوالديه ويعتبر كل من يكبره أبا أو أما ويعتبر من يصغره ابنا أو بنتا لذلك فهو ابن الجميع وأبو الجميع.

مواقف ثابتة

من مواقفه الثابتة الإيمان والوسطية فخلال شهر رمضان  2015 كنا نصلى التراويح بمعيته فى فناء بيته خلف قارئ من أهل القرآن المميزين وكان رحمه الله يصلى جالسا على كرسي لألم فى ركبته ولا حظت أثناء قراءة الإمام لسورة "ق" أنه تخلى عن المقعد وأكمل واقفا وبعد انقضاء الصلاة سألته عن سر ذلك فأجابني بأن سورة قاف علاج للروح والبدن.

ترك السلطة

فى منتصف أغسطس 2006 قابلني الراحل وهو يومها رئيسا للمجلس الأعلى للعدالة والتنمية وصارحته فى حينها بأنني لست مقتنعا بجدوائية الديمقراطية المستوردة وأن ما تحتاجه البلاد هو ديكتاتورية مستنيرة فأجابني بأنه يتعين علي اجراء مراجعات فكرية حاسمة على المستوى الشخصي أما البلاد فليست بحاجة إلى رجل قوي بل هي بحاجة إلى مؤسسات قوية وبحاجة إلى عدالة اجتماعية تضمن توزيعا منصفا وعادلا للثروات الوطنية وإلى سلطة يصعدها الشعب عن طريق صناديق الاقتراع وإلى آليات تشاركية للحكامة وأبلغني أنه سيضع اللبنة الأولى من هذا المسار وسيغادر السلطة بأسرع مما كان متوقعا سلفا وذكر مقولة للرئيس السينغالي السابق سينغور "بأن الحكمة كل الحكمة هي أن يترك الانسان السلطة قبل أن تتركه هي".

قشعريرة الوطن

فى خريف 2014 خرجت صحبة الرئيس إلى بادية بتلميت وبالتحديد إلى بئر الميمون الواقعة على بعد 90 كلم شمال بتلميت ومع خطوط الفجر الأولى ليومنا الأول توجهت إلى مرتفع رملي يطل على بئر الميمون من الغرب والتحمت برماله الشقراء ناثرا هشاشتي الوجدانية في لحظة بوح كاسحة وكان المرحوم اعل غير بعيد مني يمارس رياضته اليومية وعندما رآني مضطجعا منغمسا فى الرمال ظن أن مكروها أصابني فعرج نحوي وسألني هل أنا بخير فأجبته بأنني بألف خير ولكنني أشعر برعشة عميقة تغمر كياني لأن المكان الذي أتواجد فيه كان مسقط رأسي فى يوم من أيام سبتمر 1958 ابتسم الرئيس وقال معلقا أمرك هين أنت تعتريك رعشة لمكان محدد وأنا تعتريني رعشة لكل مكونات خارطة التراب الوطني من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه.

لست مع أحد ولا ضد أحد

كان الرئيس الراحل يقول دائما أنه ليس مع أحد ولا ضد أحد بل هو مع موريتانيا ولا يحتاج لحزب سياسي لأن حزبه السياسي هو كل الموريتانيين وإيديولوجيته هي خدمة الوطن.

القوات المسلحة هي الحب الأول

اذكر أنني مرة رددت أمام الرجل عبارة «جورج كليمنصو» القائلة (بأن الحرب أخطر من أن تترك للعسكريين) وزدت من عندي بأن التنمية أصعب من الحرب فرد دون تردد بعبارة الجنرال ديغول القائلة (بأن السياسة أكثر خطورة من أن تترك للسياسيين) فبالنسبة له الجيش كيان مقدس وهو صمام أمان وضمان استقرار وهو المؤسسة الوطنية الوحيدة التي يستعد أفرادها للتضحية بأرواحهم من اجل الوطن لذلك يجب أن يظل فوق كل التجاذبات وهو يستحق كل شيء ويستحق الكثير من التقدير المعنوي ومن التفرغ لمهامه السامية.

وراء كل عظيم امرأة .. بل نسوة

هيبة الرجل كانت تمنعني من مناقشته فى القضايا الاجتماعية الخاصة ولكن فرصة سنحت أمامي حينما سأله رئيس دولة عربية افريقية كان فى زيارة خاصة لها بعد خروجه من السلطة عن عدد زوجاته وانبرى ذلك الرئيس يطرح نظريته التعددية لإيجابيات التعدد مفادها أن زوجة واحدة مشكلة وأن الثانية ستمثل مشكلة ثانية وأن التوازن يحصل حين يصبح العدد ثلاثا ووجه سؤالا مباشر إلى المرحوم اعل بأنه متأكد من أن ما قام به من عمل عظيم يحتاج إلى زوجات عديدات يقفن خلفه، هممت بالخروج فى هذه اللحظة لتمكينه من الإجابة دون إحراج ولكن الرئيس اعل أشار علي بالبقاء ووجه حديثه مباشرة لنظيره المزواج "سيادة الرئيس لدي ثلاث نساء" العالية ولمليحه وعقيلتي ثم استطرد الأولى أمي رحمها الله وهي وحيدة وعلاقتي بها فوق التصور والثانية أختى الوحيدة وهي من أقرب الناس إلي والثالثة عقيلتي الوحيدة التي ترافقني والتي تعرفتم عليها خلال الزيارة وأتمنى أن أوفق لإيفائهن ما لهن من حقوق فهن بالنسبة لي كل شيء فضحك الرئيس المستضيف وقال أنت محظوظ يافخامة الرئيس وأخالك سعيدا بما أنت فيه من اكتفاء ذاتي على الصعيد الاجتماعي فأجاب الرئيس اعل وهو كذلك يافخامة الرئيس.

وبالفعل فالعالية رحمها الله أم مميزة ذات حسب ونسب ووجاهة اجتماعة ولمليحة أخت كريمة فاضلة وهي بضعة منه قريبة إلى نفسه وأم كلثوم منت محمد ولد الناه زوجة صالحة ذات دين وخلق وهي أمرأة أصيلة عابدة قانتة من أهل الخير والمروءة صوامة قوامة راعية للعهود وقد شكلت إلى جانب الأم والأخت مجاله الاجتماعي الأوحد.

فإذا كان وراء كل عظيم امرأة فوراء الرئيس اعل ولد محمد فال ثلاث نساء مميزات شكلن أثافي أسرته الصالحة التي تعتبر نموذجا للأسرة الناجحة في موريتانيا.

المحسن حي وإن نقل إلى منازل الأموات

العمر الحقيقي لكل إنسان هو عمره بعد موته كما يقول الجنرال ديكول "فالقبور مليئة بالناس الذي لا يمكن الاستغناء عنهم" والمحسن كما يقول الإمام عالي كرم الله وجهه "المحسن حي وإن نقل إلى منازل الأموات" وكما يقول الدكتور محمد سعيد البوطي رحمه الله "فالموت ليس نهاية المطاف بل هو رحلة من حياة محدودة ضعيفة إلى حياة أكثر اتساعا وقوة" وأخال المرحوم اعل ولد محمد فال قد أعد العدة لهذه الرحلة التي ستكون رحلتنا جميعا عاجلا أو آجلا. واعتقد أنه حان الوقت لكي نتجاوز الصدمة ونعطي للرجل ما يستحقه من عناية وإجلال وتقدير فهو جدير بأن تدرس سيرته للأجيال الصاعدة وجدير بأن يصبح اسمه معلمة لشوارع البلاد الرئيسية وشعارا لأكاديمياتها الحربية ولمعاهدها الديمقراطية فإنجازاته كانت لمصلحة الوطن وهي ملك للجميع وصيانتها فرض عين على الأجيال الموريتانية.

نسأل الله العلي القدير أن يتغمده برحماته ويدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يرحم السلف ويبارك في الخلف إنه ولي ذلك والقادر عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم: الاعلامي والسفير السابق أحمد مصطفى