نوافذ (نواكشوط ) ــ أثار وصول اثنين من الوزراء الأعضاء في لجنة إصلاح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا زوال اليوم إلى مقر الحزب بسياراتهم الرسمية وركْن هذه السيارات أمام الحزب في انتظار انتهاء اجتماع اللجنة ضجة كبيرة أمام بوابة الحزب وذالك بعدما تجمع عدد من الصحفيين والعامة أمام السيارات وأخذوا صورا منها مستنكرين وجودها خارج الدوام في مهام خصوصية .
السيارتان إحداهما تحمل اللوحة SG10349 وتعود للوزير سيدنا علي ولد محمد خونة وزير التشغيل والتكوين المهني وتقنيات الإعلام ، والثانية تحمل اللوحة SG10361 وتعود لوزير الدفاع الوطني ورئيس لجنة إصلاح الحزب الحاكم جالو ممادو باتيا ، ووصلتا إلى مقر الحزب الثانية عشر والنصف اليوم الجمعة أي بعد نصف ساعة من انتهاء الدواء الرسمي واستمرتا فيه إلى غاية الواحدة وخمس وأربعين دقيقة حيث غادر وزير الدفاع بينما غادر سيدنا علي الثانية إلا دقيقتين .
وقد دافع مرافقوا الوزراء عن استغلالهم للسيارات في مهام حزبية خارج أوقات الدوام ، وانبرى الدركي المرافق لوزير الدفاع في الدفاع عنه ، وهاجم الصحفيين الذين التقطوا الصور قائلا إن موريتانيا ليست فيها صحافة .
السيارات الوزارية الرسمية أثارت انتباه المارة بتوقفها أمام الحزب وأصبح أصحاب السيارات ممن أخذوا الطريق يتوقفون للسؤال عن سر وجودها أمام الحزب ، وكان من بين هذه المارة شخصيات مشهورة بينها الصحفي محمد فال ولد عمير .
يذكر أن بقية أعضاء اللجنة وصلوا إلى مقر الحزب في سياراتهم الشخصية ويتعلق الأمر بوزير الإسكان آمال بنت مولود التي وصلت في سيارة من نوع ابرادو تحمل الرقم 0970AX00، ووزير النفط والطاقة محمد ولد عبد الفتاح الذي وصل في سيارته من نوع V8 تحمل الرقم 6998AP00 ، ومديرة الوكالة التي وصلت وغادرت في سيارتها الشخصية من نوع ابرادو تحمل الرقم 3373AV00 .
وتعتبر خطوة الوزراء في استغلال سيارات رسمية في مهام حزبية خاصة ، بل وركنها أمام الحزب استفزازا للرأي العام وخرقا للقانون وتجاوزا لحدود اللباقة ، فالسيارات الرسمية هي ملك لكل الموريتانيين ويحظر القانون استخدامها إلا في المهام العامة ، كما أن هذه الخطوة تفرغ مهمة الإصلاح من محتواها فكيف لمن لا يحترم القانون أن يصلح .
ضف إلى ذلك أن استغلال الوزراء لسياراتهم الرسمية خارج الدوام في مهام خاصة يأتي في وقت تدشن فيه الدولة حملة واسعة النطاق ضد استغلال سيارات الدولة خارج أوقات الدوام ، والوزراء يجب أن يكونوا قدوة في هذا المجال ، والقدوة تحصل بالفعل لا بالقول .
