غرد المدير المساعد لوكالة تشغيل الشباب عبد الفتاح ولد عبد الفتاح معبرا عن إعجابه بالملحد الهالك ستيفن ، وعنون تغريدته بقوله : ورحل صديقي ستيفن ،وهذا نص التغريدة :
وكانت في حياتك لي عظات .. وأنت اليوم أوعظ منك حيا
ولد في ذكرى وفاة جاليلو، ومات يوم ذكرى ميلاد أينشتاين.
لقد تعرفت على ستيفن أول مرة في أحد أيام شتاء سنة 2000 في مكتبة البولتكنيك بتونس. كان يشرح وقتها تاريخ الزمن بشكل مختصر ومبسط، وكان ينتقل بين الفيزياء والفلسفة بشكل مبهر، وهو ما جعلني أتعلق بالرجل وقد كنت وقتها شابا مولعا بالفيزياء رغم إغراءات الرياضيات بسهولتها بين أصابعي وتناغمها مع تفكيري، وكنت كذلك معجبا بالفلسفة مع خُلفي الدائم لمواعيدها أيام الدراسة ولم أقرأ منها إلا كتاب ديكارت عن المنهج: Discours de la méthode.
ما حصل لي معه كان "إعجابا من أول نظرة" وهو إعجاب سيتواصل بعد ذلك مع الزمن فقد قررت لاحقا أن أتوجه للفيزياء النظرية وخصوصا فيزياء "الأطراف" من المتناهية الصغر إلى المتناهية الكبر، حيث الفيزياء والفلسفة معا وحيث يوجد هنالك بكل تأكيد صديقي ستيفن.
كنت كلما ثقلت علي بعض المجالس وأحاديثها أو انشغلت كثيرا في مواضيع غير "علمية"، أخرج للبحث عن صديقي وأصدقاء آخرين، وكنت كلما وجدته أتعلم منه حكمة تزيد الفهم أو معلومة توسع الذهن، كما كانت مجرد رؤيته على كرسيه - وهو من هو - درس وعظة وعبرة.
كان آخر لقاء بيننا من هذه اللقاءات، التي تمت جميعها عن طريق الكتب والفضاء الافتراضي، قبل أشهر حين قرأت له "إذا جاءتنا كائنات فضائية في أحد الأيام فستكون النتيجة مشابهة لما حصل مع مجيء كولومبوس لأمريكا. لم يكن الأمر إيجابيا بالنسبة للسكان الأصليين."
سيحفظ التاريخ اسم العالم ستيفن هوكينغ كما حفظ أسماء ابن الهيثم ونيوتن واينشتاين، كما سيحتفظ الفضاء باسمه بعيدا مع الكواكب والمجرات حيث كان نظره وذهنه دائما، فق أُطلق اسم هوكينغ على كوكب من "حزام الكويكبات" الموجودة في المجموعة الشمسية بين المريخ والمشتري.
====
جدير بالذكر أن ستيفن كان ملحدا من الدرجة الأولى حيث كان ينكر الآخرة ويعتبر الجنة والنار خرافة .